السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أثابكم الله على كل ما تقدمونه من عمل في هذا الموقع النافع.

سؤالي هو: أنا أعاني منذ أكثر من شهرين من تشققات وتقرحات في المنطقة بين الإليتين، ويخرج منها دماء وصديد لونه بني فاتح قريب من الأصفر، أو يكون مخلوطا بلون الدم، رائحته قريبة من رائحة لحاء الشجر، أو السائل المنوي.

كما أن هذه التشققات المتفتحة موجودة على منطقة العجان وهي المنطقة ما بين القضيب والشرج، وألاحظ بأن هذه المنطقة فيها القليل من الانتفاخ، فما هو تشخيصكم لهذه الحالة، وما هو العلاج؟ وهل هناك مغاطس ممكن أن أستخدمها كالماء والملح، أو الديتول؟ وهل هناك مناديل خاصة، أو فوط توضع في هذا المنطقة لمنع وصول الدم والصديد إلى الملابس وتنجيسها؟ علما أنني أستخدم مناديل ورقية عادية لكنها تمتلئ بالدم والصديد، ويتسرب على ملابسي، وحيائي يمنعني من الذهاب إلى الطبيب.

وجزاكم الله عنا كل خير.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه هو الناسور الشعري ("Pilonidal cyst")، ويسمى أيضا الناسور العصعصي، أو كيس الشعر وهو: عبارة عن كيس أو قناة تحتوي على شعر متساقط، ويظهر في الغالب عند العقد الثاني من العمر، وموقعه أسفل الظهر، يعاني مرضاه من آلام، وإفرازات دموية بصورة مزمنة، أو يظهر بصورة مفاجئة على شكل خراج مسبباً آلاماً حادة، وتورما أسفل الظهر بين الإليتين.

وسببه دخول الشعر في الجلد، وهذا المرض يُصيب عادة الرجال المشعرين، ويكون في السن ما بين 20 و 30 عاما.

فعند الجلوس يتم تحميل وزن الجسم كله على الأرداف.

والشعر الذي يقع من الجسم نتيجة احتكاك الملابس يسقط ما بين الأرداف، وبذلك تدخل الشعرة إلى داخل الغدد العرقية التي في جلد هذه المنطقة التي تكون نشطة أثناء هذه الفترة عند الرجال، وبمجرد دخول الشعر يبدأ تكون الناسور، وعند تكون الناسور يصير الضغط داخله أقل من الخارج، ويبدأ بابتلاع الشعر ويكبر.

ومما يساعد أيضا على حدوث ذلك: - كثرة الجلوس.

- استخدام المناديل الورقية للتنشيف.

- كثرة القيادة للسيارات.

ومن العوامل المساعدة على حدوث المرض: - البدانة.

- والتعرق الشديد.

- وأصحاب المهن التي تستلزم الجلوس لوقت طويل.

- وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.

- واستخدام المناديل الورقية للتنشيف فقط من دون الماء.

ويبدأ تكون كيس الشعر على شكل فتحات صغيرة في هذه المنطقة، يتسرب إليها الشعر الذي يتساقط من الجسم، وهو غالباً ملوث، فيبدأ حدوث الالتهاب وتكون الصديد، ويتجمع الشعر الملوث داخل هذه الفتحات فيما يشبه الكيس، مما يزيد من الشعور بالألم.

وأعراض هذا المرض هي: وجود فتحة أو فتحات في أسفل منتصف الظهر، وهناك بعض الإفرازات التي تخرج منها، وقد تكون قيحا أو دما، وقد تسبب آلاما شديدة نتيجة تكون خراج، وهذا يتطلب مراجعة الطبيب لأنه قد يحتاج فتح الخراج، ويكون العلاج: - برفع وإزالة كل الشعيرات السائبة من فتحة أو فتحات الغدد العرقية.

- مراجعة الطبيب للحصول على مضاد حيوي إذا كان هناك التهاب حاد في هذه الغدد العرقية في المنطقة.

- الاهتمام بالنظافة الشخصية.

- حلاقة الشعر.

- الاستحمام أكثر من مرة.

- عدم الجلوس فترات طويلة.

- الجلوس في الوضع الصحيح.

والتدخل الجراحي يعتمد على درجة المرض، ففي حالة الالتهاب البسيط يتم إجراء جراحة لاستئصال الخلايا الالتهابية، وتصريف الصديد، وتنظيف الجرح، وإزالة الشعر، ثم الخياطة، ولا تستغرق مدة الشفاء في الحالات البسيطة أكثر من عدة أيام، لكن في حالة تكرار الالتهاب يفتح الجرح وينظف ويترك مفتوحاً، ويتم عمل الغيار والغسيل المستمر حتى يشفى.

والوقاية من المرض تكون: - بإزالة الشعر بشكل مَنْتَظِم.

- تنظيف المنطقة بشكل يومي.

- الحرص على بقاء هذه المنطقة نظيفة جافة دائماً.

- تجنب الجلوس لساعات طويلة.

أما عن مغاطس الماء فيمكن أن تجرى هذه المغاطس لمدة عشرين دقيقة بماء دافئ ثم تجففها، ويمكن أن تضع شاشاً يمتص الإفرازات، وهذا الشاش يمكن شراؤه من الصيدلية.

نسأل الله لك الشفاء العاجل.
.