السلام عليكم.

أعاني من مشكلة تصعب علي فعل أموري اليومية، وأريد نصيحة منكم.

ينتابني شعور في صدري يصاحبه غثيان، وثقل في الرأس، وعدم القدرة على التنفس، وصداع، وألم في أعصاب الرأس والعينين واليدين، وأشعر بشد وحكة في فروة الرأس بدون سبب، وأنين مثل طنين، وأتقيأ الطعام الذي آكله، ويكون في بعض الأحيان مهضومًا، وأحيانا يخرج كما هو.

ذهبت إلى المستشفى، وقمت بعمل فحوصات للدم، وتخطيط للقلب، وقالوا بأني لا أعاني من شيء، ولكن خالتي مصرة أن ما أعانيه حالة نفسية بسبب وفاة جدي -الذي أحبه بشدة- بجانبي.

كما أنني أجريت عملية في رجلي قبل فترة " لإزالة عين السمكة "، فقام الطبيب بحفر المنطقة أكثر من اللازم، وفوق هذا لم يطهرها جيدًا، فلما ذهبت إلى مستشفى حكومي، تعجبت الدكتورة من رجلي؛ فقد كان اللحم به التهاب وعفن من الخارج، فقالت ربما سيقطعون رجلي، فبكيت وحزنت جدًا، ولكن -الحمد لله- قامت فقط بنزع الجلد الميت والملتهب بعد تخدير الجرح، والآن بدأ الجرح يلتئم.

وكل هذه الأعراض حدثت قبل شهر، أما عدم القدرة على التنفس فأنا أعاني منه منذ فترة طويلة، فبماذا تنصحوني؟ أنا أعاني بشدة، ولا أستطيع النوم، ودائمًا ألمس قلبي لأتأكد أنه ينبض بشكل صحيح، وأعتقد أني سوف أموت؛ لأنني أحيانا أعاني من تسارع في نبضات قلبي، وأحيانا العكس، ولا أستطيع النوم أو المذاكرة أو القيام بأي شيء بسبب الدوخة التي تجعلني أفقد توازني، حتى أني لا أستطيع الاستحمام بسبب هذه الأعراض؛ مما جعل أستاذة العلوم تطلب مني أن أجري فحصا بالأشعة المقطعية، على الرغم من أني شخصية إيجابية، وأقرأ القرآن، ولا أحمل في قلبي شيئا، وأؤمن بقضاء الله وقدره، ولهذا أنا أعارض قول خالتي بأنها حالة نفسية.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ندعو الله لك بالشفاء -ابنتي الغالية-.

ولاستكمال شفاء الحفرة في الجلد بعد إزالة الثؤلول من القدم: يمكن وضع جل أو كريم Solcoseryl دون ربط أو لف المكان؛ لما له فائدة في الإسراع في التئام الأنسجة وشفائها، ولا مانع أيضا من وضع كريم مضاد حيوي fusidic acid cream على المكان أيضا ثلاث مرات يوميا، مع تطهير المكان بالديتول المخفف عدة مرات في اليوم.

وفيما يخص الغثيان: يجب التعود على تناول وجبات خفيفة ومتكررة، خصوصا في وجبة العشاء، ويكفي تناول بعض الفواكه، واللبن الرائب أو اللبن الزبادي، ويمكن تناول وجبة من الحليب بالأرز، ويفضل تناول وجبة العشاء قبل النوم بساعتين، ولا مانع من تناول قرص nexium 20 mg قبل وجبة الإفطار على الريق صباحا، مع البعد عن المقليات واللحوم المصنعة مثل: البرجر والنقانق، وكل هذه الأطعمة الضارة بالصحة وغير المفيدة للجسم إطلاقا.

ومفهوم الناس عن الحالة النفسية مفهوم خاطئ؛ فكثيرا ما يربط البعض الحالة النفسية والمزاجية السيئة بالجنون، وهذا خطأ فادح.

وموضوع ضيق التنفس والحالة المزاجية السيئة مرتبطة باضطراب مستوى هرمون موصل عصبي في الدماغ يسمى سيروتونين، وضبط مستوى ذلك الهرمون يحسن الحالة المزاجية، وهناك الكثير من الأمور الطبيعية التي يجب فعلها، والتي تساعد في ضبط مستوى ذلك الهرمون.

ومن ذلك: تلاوة القرآن في ورد ثابت يومي، مع الحرص على الصلاة في وقتها، وبر الوالدين، وبر الخالة، ومساعدة من يحتاج المساعدة، وترك السهر دون داع، والنوم المبكر، والحرص على صلاة الفجر قبل شروق الشمس، واستغلال الوقت المبكر في المذاكرة؛ فالمخ في وقت الفجر وبعد شروق الشمس يكون في أعلى درجات التركيز والاستيعاب.

والخوف الطبيعي من الأمراض ومن الموت أمر طبيعي، ولكن أن يتحول الخوف الطبيعي إلى خوف مرضي فهذا غير طبيعي؛ لأن ذلك يؤدي إلى اضطراب مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ، ويحول الخوف الطبيعي إلى فوبيا من الأمراض، وفوبيا من الموت.

ولا مانع من زيارة طبيب نفسي لتقييم الحالة، وبيان هل هناك حاجة إلى تناول أحد الأدوية التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين من عدمه، مع أهمية تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية، وتناول أحد مقويات الدم لعدة شهور، والحرص على الإكثار من منتجات الألبان التي تمثل المصدر الأساسي لعنصر الكالسيوم.

وفقكم الله لما في الخير.
.