السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعاني دوما من التقيؤ بشكل يومي تقريباً، وأيضا حموضة قوية أحيانا، وفي الطريق أعاني الغثيان وضيق التنفس إن زاد الطريق عن نصف ساعة، وعند الحمل يزداد بحيث أمتنع عن الأكل نهائيا، ويتم إعطائي مغذي بالوريد، ومن ثم يموت الجنين، علماً أن عمري 32 ووزني 71 فما الأسباب؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فإن الإقياء المستمر والشديد يجب معه التأكد من عدم وجود سبب عضوي في الجسم، مثل فتق الحجاب الحاجز، أمراض المعدة، أمراض الكبد والمرارة، اضطراب إفراز الغدة الدرقية، وغير ذلك.

ويجب العمل على علاج الحالة واستقرارها قبل حدوث الحمل مجددا؛ لأنه إن وجدت أي مشكلة عضوية قبل الحمل فإنها قد تتفاقم مع الحمل وتزيد الإقياء وسيصعب علاجها.

والإقياءات التي تحدث مع الحمل إن لم تستجب على الأدوية عن طريق الفم، فيجب عندها عمل إدخال للمستشفى، وإعطاء السوائل والأملاح بالوريد، وكذلك الأدوية، وهنالك الكثير من الأدوية الفعالة والجيدة التي تعالج الإقياءات سواء في الحمل أو خارج وقت الحمل.

وعادة لا يحدث أي ضرر ولا يموت الجنين بسبب إقياءات الحمل مهما كانت شديدة، والذي يتضرر من هذه الإقياءات هي الأم؛ ولذلك ففي الحالات النادرة جدا والتي تكون فيها الإقياءات شديدة لدرجة تهدد صحة الأم فأننا نقوم بعملية إجهاض للحمل (رغم أنه حي) لإنقاذ الأم؛ لذلك فأنني أؤكد لك بأن وفاة الجنين عندك في ذلك الحمل لم تكن بسبب الإقياء، بل كانت مجرد مصادفة فقط.

وهنالك احتمال أن يكون الحمل الذي أجهض كان فيه تغيرات عنقودية (أي حمل عنقودي) ولم يتم تشخيصها في ذلك الوقت، فالتغيرات العنقودية تؤدي إلى زيادة القيء في الحمل، وعندما يحدث الإجهاض تظن السيدة بأن السبب هو القيء.

أنصحك الآن بعمل كشف طبي من قبل أخصائية الباطنية للتأكد من عدم وجود مشكلة طبية عندك، وعلاجها إن وجدت قبل حدوث الحمل مجدداً.

نسأل الله -عز وجل- أن يمنّ عليك بالصحة والعافية دائما.
.