سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | الأدب مع الله بإضافة الخير إليه ، وإضافة الشر إلى غيره
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | العمل في رد الحقوق للعامل في بنك ربوي، وعقوبة النصب والاحتيال- سؤال وجواب | شرح حديث (لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)
- سؤال وجواب | هل ينعقد النذر بحكاية ما في نفسه من سؤال حوله
- سؤال وجواب | أريد خطبة فتاة من غير بلدي ووالدها لم يقبل، فما الحل؟
- سؤال وجواب | حكم من قال لمن لا يريد الغش في الامتحانات : " من نقل انتقل ، ومن اعتمد على نفسه بقي في قسمه "
- سؤال وجواب | هل يوصف الله عز وجل بالغيْرة ؟ وهل يقال " يغار الله على أنبيائه وأوليائه " ؟
- سؤال وجواب | الله يصطفي من الناس رسلا بفضله وعلمه وحكمته
- سؤال وجواب | حكم التسبيح بالمسبحة
- سؤال وجواب | معنى عدم دخول المتكبر الجنة
- سؤال وجواب | يستشكل عقيدة خلود أهل الجنة؟
- سؤال وجواب | الأدوية الروحانية طب ما بعدها طب
- سؤال وجواب | معنى حديث: من صام يوماً في سبيل الله .
- سؤال وجواب | شرح وتوضيح: من سن في الإسلام سنة حسنة.
- سؤال وجواب | الممارسة الخارجية هل تسبب الحمل؟
- سؤال وجواب | لم يثبت شيء في المكان الذي أهبط إليه آدم من الأرض
قال تعالى في سورة الكهف (وأما السفينة فأردت أن أعيبها.
وأما الغلام .
فأردنا أن يبدلهما.
وأما الجدار .
فأراد ربك أن .
) والسؤال هو : لماذا ذكر في أمر السفينة على لسان الرجل الصالح أردت ونسب الإرادة إلى نفسه فقط , وفي الحالة الثانية نسبة الإرادة إلى الله عز وجل وإلى نفسه , وفي الحالة الثالثة نسبة الإرادة إلى الله فقط , ثم قال : (وما فعلته عن أمري) ؟ فهل هناك تفسير لهذا الأمر من هذا الوجه ؟.
الحمد لله.
قول الخضر عليه السلام عن السفينة : ( فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ) هو من التأدب مع الله تعالى ، حيث نسب إرادة العيب إلى نفسه ، ولم ينسبه إلى الله مع أنه هو الذي قدَّره ، تأدباً مع ربه سبحانه.
وأما قوله : ( فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا ) فالإرادة هنا تخصه هو ، وهو نبي ، يفعل عن أمر الله ، كما قال : ( وما فعلته عن أمري ) فناسب ضمير الجمع.
قال القرطبي رحمه الله: " وقال في الغلام : ( فأردنا ) فكأنه أضاف القتل إلى نفسه ، والتبديل إلى الله تعالى " انتهى.
"الجامع لأحكام القرآن" (11 / 40).
وأما قوله : ( فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ) فهو جار على الأصل من نسبة الخير إلى الله تعالى.
وقد كان من ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على الله تعالى قوله : (وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ) رواه مسلم (771).
قال النووي : " قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْره : فِيهِ الْإِرْشَاد إِلَى الْأَدَب فِي الثَّنَاء عَلَى اللَّه تَعَالَى , وَمَدْحه بِأَنْ يُضَاف إِلَيْهِ مَحَاسِن الْأُمُور دُون مَسَاوِيهَا عَلَى جِهَة الْأَدَب " انتهى.
قال ابن القيم : " الطريقة المعهودة في القرآن الكريم هي أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله سبحانه وتعالى ، فيذكر فاعلها منسوبة إليه ولا يبني الفعل معها للمفعول ، فإذا جيء بأفعال العدل والجزاء والعقوبة حذف وبني الفعل معها للمفعول أدبا في الخطاب ، وإضافته إلى الله تعالى أشرف قسمي أفعاله.
فمنه قوله تعالى : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ).
[يعني أنه في الإنعام قال : (أنعمت) وفي الغضب قال : (المغضوب عليهم) ولم يقل : غضبت عليهم].
ونظيره قول إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه ( الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين ) الشعراء/78-80.
فنسب الخلق والهداية والإحسان بالطعام والسقي إلى الله تعالى ، ولما جاء إلى ذكر المرض قال : ( وإذا مرضت ) ولم يقل : ( أمرضني ) وقال : ( فهو يشفين ).
ومنه قوله تعالى حكاية عن مؤمني الجن : ( وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ) الجن/10.
فنسبوا إرادة الرشد إلى الرب ، وحذفوا فاعل إرادة الشر ، وبنوا الفعل للمفعول.
ومنه قول الخضر عليه الصلاة والسلام في السفينة ( فأردت أن أعيبها ) فأضاف العيب إلى نفسه.
وقال في الغلامين : ( فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ) الكهف/82 " انتهى مختصرا.
"بدائع الفوائد" (2/256).
" ومثله قوله : ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ) الحجرات/7.
فنسب هذا التزيين المحبوب إليه ، وقال : ( زُيّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين.
) آل عمران/14 ، فحذف الفاعل المُزَيِّن " "بدائع الفوائد" (2/440).
وقال القرطبي رحمه الله : " أضاف عيب السفينة إلى نفسه رعاية للأدب ؛ لأنها لفظة عيب فتأدب بأن لم يسند الإرادة فيها إلا إلى نفسه ، كما تأدب إبراهيم عليه السلام في قوله : ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) فأسند الفعل قبل وبعد إلى الله تعالى ، وأسند إلى نفسه المرض ، إذ هو معنى نقصى ومصيبة ، فلا يضاف إليه سبحانه وتعالى من الألفاظ إلا ما يستحسن منها دون ما يستقبح ، وهذا كما قال تعالى : ( بِيَدِكَ الْخَيْرُ ) واقتصر عليه فلم ينسب الشر إليه ، وإن كان بيده الخير والشر والضر والنفع ، إذ هو على كل شيء قدير " انتهى.
"الجامع لأحكام القرآن" (11 / 39-40).
وقال ابن كثير في "تفسيره" (6 / 146) : " وقوله : ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) أسند المرض إلى نفسه ، وإن كان عن قدر الله وقضائه وخلَقْه ، ولكن أضافه إلى نفسه أدبا " انتهى.
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ورد في سورة الكهف على لسان الرجل الصالح في قصته مع موسى عليه السلام ، في قوله تعالى: ( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ) إلى قوله تعالى: ( ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ) لاحظت أنه عند السفينة قال: ( فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ) وعند ذكر الأبوين المؤمنين: ( فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا ) وعند ذكر قصة اليتيمين صاحبي الجدار: ( فَأَرَادَ رَبُّكَ ) فما الفرق بين التعابير الثلاثة ؟ وهل ذلك يعني أن للرجل الصالح إرادة في الأمر مع إرادة الله ؟ فأجاب : " الصحيح أن هذا الرجل هو الخضر صاحب موسى عليه الصلاة والسلام ، وأنه نبي ، وليس مجرد رجل صالح بل الصحيح أنه نبي ، ولهذا قال: ( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ) أي : بل عن أمر الله سبحانه وتعالى.
وجاء في القصة نفسها في الصحيح أنه قال لموسى: ( إنك على علم من علم الله علمك الله إياه لا أعلمه أنا ، وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت ).
فدل ذلك على أنه من الأنبياء ، ولهذا قال: ( فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا ) وقال : ( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ) والرسول يعلم إرادة الله حيث جاءه الوحي بذلك.
وفي قصة السفينة نسب الأمر إليه ( فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ) هذا والله أعلم لأن الرب سبحانه ينسب إليه الشيء الطيب ، والعيب ظاهره ليس من الشيء الطيب ، فنسبه إلى نفسه تأدبا مع ربه عز وجل، فقال: ( فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ) وهذا عيب يراد منه أن تسلم السفينة حتى لا يأخذها الملك ; لأنه كان يأخذ كل سفينة صالحة سليمة فأراد الخضر أن يعيبها لتسلم من هذا الملك إذا رآها معيبة خاربة تسلم من شره وظلمه ، فلما كان ظاهر الأمر لا يناسب ولا يليق إضافته لله نسبه لنفسه فقال : ( فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ) وعند ذكر الأبوين المؤمنين قال : ( فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا ) كذلك لما كان أمرا طيبا نسبه إلى نفسه ؛ لأنه مأمور من جهة الله عز وجل ( أردنا ) ، وذكر نون الجمع ؛ لأنه نبي ، والنبي رجل عظيم فناسب أن يقول : ( أردنا ) ، ولأنه عن أمر الله وعن توجيه الله فناسب أن يقال فيه : ( أردنا ) ، ولأنه كان عملا طيبا ومناسبا وفيه مصلحة.
ولما كان أمر اليتيمين فيه خير عظيم وصلاح لهما ، ومنفعة لهما قال : ( فَأَرَادَ رَبُّكَ ) فنسب الخير إليه سبحانه وتعالى ، وهذا من جنس قول الجن في سورة الجن ، حيث قال سبحانه عن الجن : ( وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ) الجن/10 ، فالشر لم يضيفوه إلى الله سبحانه وتعالى، ولما جاء الرشد قالوا: ( أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ) فنسبوا الرشد إلى الله سبحانه وتعالى ، لأن الرشد خير فنسبوه إلى الله ، وأما الشر فلا ينسب إليه ، كما جاء في الحديث الصحيح : ( والشر ليس إليك ) ، وهذا من الأدب الصالح ، من أدب الجن المؤمنين ، ومن أدب الخضر عليه الصلاة والسلام " انتهى.
"فتاوى نور على الدرب" (1 /109-111).
والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | الأدوية الروحانية طب ما بعدها طب- سؤال وجواب | معنى حديث: من صام يوماً في سبيل الله .
- سؤال وجواب | شرح وتوضيح: من سن في الإسلام سنة حسنة.
- سؤال وجواب | الممارسة الخارجية هل تسبب الحمل؟
- سؤال وجواب | لم يثبت شيء في المكان الذي أهبط إليه آدم من الأرض
- سؤال وجواب | كثرة الكلام عند الطفل
- سؤال وجواب | من حلف أن لا يدخن فهل يحنث باستنشاق الدخان؟
- سؤال وجواب | زوجي يعاني من اضطراب نفسي بعد وفاة أمه كيف يستطيع تجاوز هذه المرحلة؟
- سؤال وجواب | حكم من قتل رجلاً أو امرأة متلبسين بالزنا وأحوال ذلك
- سؤال وجواب | حكم العمل في إنجاز معاملات زبائن للمصرف وأخذ عمولة عليها
- سؤال وجواب | أنزل الله القرآن هداية للناس وأمرهم بتدبره ، وبين النبي عليه السلام ما أُشكِل منه وفصل ما أُجمل ، ولم يجعل فيه سرا لأحد .
- سؤال وجواب | هل يجوز مناداة من اسمه " عبد الرحمن " بــ " يا رحمن " ؟
- سؤال وجواب | حكم من ينذر ذبيحة فيما بين رمضان وذي الحجة
- سؤال وجواب | هل تنصحون بالمينوكسيديل لعلاج فراغات الشعر؟
- سؤال وجواب | لا أشعر بالاستمتاع في نزهتي مع زوجتي وأبنائي فما الحل؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا