لدي مشكلة وهي كثرة التثاؤب، أعاني منها منذ صغري، ففي أي وقت وحتى عند الاستيقاظ من النوم أتثاءب وحتى إن كنت قد نمت القدر الكافي، ومع التثاؤب تكون هناك دموع، ويحصل معي حتى في المدرسة، مما يجعل تركيزي على الدروس أقل...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الحياة العملية واليومية نعرف أن التثاؤب يقترن بالتعب والإرهاق كما يقترن بالنعاس، وأن التثاؤب مكروه اجتماعياً وغير مستحب أن نرى إنساناً يفتح فمه على مداه وينفث الهواء في وجوه الآخرين، قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم‏‏ :-(إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان).

و‏عن ‏‏ أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليهم وسلم قال :- (إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده، فإن الشيطان يدخل) صحيح مسلم.

وهناك من يقول إن التثاؤب لتنبيه المرء النعسان فيجعله متيقظاً، ذلك مع النعاس أو الخمول يتم التثاؤب فتنقبض عضلات الوجه، وبهذا يندفع الدم بقوة أكبر إلى الدماغ، وبتحريك الفك تتيقظ حواسنا، ولكن حتى هذه ليس هناك ما يدعمها، أو يؤكدها.، ولا يزال التثاؤب مجهول الأسباب، حتى إن بعض العلماء اعترفوا بأن هذا الموضوع لم يأخذ حقه من الدراسة بعد، ولا يزال يثير الكثير من الجدل العلمي، والاختلاف في التفسير أيضا.

من تفسير العلماء لظاهرة التثاؤب: - يعتقد بعض الأطباء التثاؤب يحدث عندما يكون مستوى الأكسجين منخفضًا في الجسم، مع ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون، وهو التفسير الأكثر شيوعًا.

- أطباء آخرون يعتقدون أنه فعل انعكاسي يقي الرئة من الضمور.

- يفسر علماء النفس أن التثاؤب دليل على الصراع بين النفس، ومغالبتها للنوم من جهة، وبين الجسد وحاجته للنوم من جهة أخرى.

- باحث فرنسي يعتبر أن التثاؤب هو وظيفة طبيعية تشير إلى زيادة النشاط، وليس الخمول، وقد يعكس الرغبة في تغيير موضوع، أو الهروب من موضوع ما.

- يفسر التثاؤب بأنه يطرد الهواء الملوث من الرئتين، ويعيد تدفق الدم نحو الدماغ.

وفي تفسير الشعور بالارتياح بعد التثاؤب، تقول إحدى النظريات المتداولة حاليًا أن عملية التثاؤب تحدث نتيجة لحاجة الجسم إلى الأكسجين، وأنه عندما يحتاج الإنسان إلى الأكسجين، يأخذ نفسًا عميقًا وطويلًا يملأ من خلاله رئتيه بالأكسجين فيشعر بالارتياح.

فمن كل ما سبق يتبين لنا أن التثاؤب أمر طبيعي، وليس مرضيًا، وقد يحدث معه أن تدمع العين، وليس له سبب واضح معلوم، ولكنها كلها اجتهادات، ويختلف الناس في حدوث ذلك معهم قلة وكثرة، وكذلك ليس هناك علاج للإقلال من التثاؤب، ولكني أعتقد أن المداومة على مزاولة الرياضة قد تنفض عن المرء الكسل والخمول، والذي يُشاع أنه من أسباب كثرة التثاؤب، فلتكثر من مزاولة الرياضة، فهي مفيدة على كل حال.

والله الموفق لما فيه الخير والسداد..