السلام عليكم أنا بنت، عمري 18 سنة، مضى علي أكثر من 6 أشهر، وأنا أشعر بتنميل في أطرافي، وكذلك جسمي كله ينمل، ولا أشعر به، ويصاحب ذلك التنميل دوخة، كما أني لا أستطيع النوم بسبب الكوابيس، فأصبحت أجبر نفسي على النوم باكرا خوفا من الكوابيس المرعبة، ومنذ شهرين أصبحت لا أنام في الليل نهائيا، وأظل أدور بالبيت، ويأتيني ألم في قلبي، وخفقان قوي، وإحساس بأني سأموت.

لقد عانيت من تعب نفسي، وشعرت باليأس، وخوف شديد ومستمر من الموت، وكرهت الدنيا، ولم أعد أهتم، ومضى علي وأنا على تلك الحال ما يقارب الشهر، ثم عدت كما كنت في السابق، أستطيع النوم، وزالت عني أغلب الأعراض.

ولكني إلى الآن أعاني من تنميل في أطرافي، وأحيانا لا أشعر بجسمي، ويصاحب ذلك خفقان قوي، لدرجة أن جسمي يهتز، فأشعر بدوخة، وزغللة قوية بالعين، وألم في القلب، كما أني أشعر بحالة من الاكتئاب، تأتيني في أغلب الأوقات.

ولقد زرت طبيب الجيوب الأنفية، من أجل الدوخة، فقال لي: بأني لا أشكو من شيء، وأن كل الذي أعاني منه إنما هو قلق وتوتر نفسي، فقط ارتاحي.

فأصبحت عقب كلامه أنام مرتاحة قليلا، ولكني إلى الآن أعاني من بعض الأعراض، مع العلم أني أصبحت شديدة الخوف، لدرجة أني أصبحت أخاف من أشياء لم أكن أخاف منها في السابق، كما وأنه تنتابني وسوسة طوال الوقت، وحتى الآن وأنا أحاول أن أتغلب على نفسي، ولم أتعافى نهائيا.

ولقد عانيت عدة مرات من تجارب خوف شديدة، بسببها تعبت نفسيتي جدا، وأنا أعلم بأن مشكلتي، وهذا التعب الذي أشعر به كله نفسي، ولكن أمي غير راضية عن ذهابي لطبيب نفسي، ولا أدري ماذا أفعل؟ أتمنى أن تفيدوني.

*مع العلم أني استشرت دكتورا يقال بأن مجال تخصصه الأعصاب، مع قليل من الطب النفسي، وقال لي: بأن عندي اضطرابات نفسية شديدة، ونصحني بأن أذهب إلى دكتور نفسي.

فأنا زيادة على تعبي محتارة جدا، ولا أعرف ماذا أفعل؟ أرجوكم أن تساعدوني.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ ملكة حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فالذي يتضح لي: أن كل الذي حدث لك، هو حالة من حالات المخاوف التي تتسم بوجود القلق، ودرجة بسيطة من الوساوس، والخوف من الموت، أو الشعور بهذا الخوف، أو كأن الموت سوف يقع، هو من السمات الرئيسية جدًّا التي أصبحنا نشاهدها خاصة في هذه الأزمان، كجزء من بعض أنواع القلق، وهذا النوع من القلق قد يكون مرتبطًا بنوبات هلع، أو نوبات فزع.

ووجود التنميل في الأطراف، وعدم الإحساس بالقوة الجسدية، والدوخة، والرعشة، وخلافه، هذه كلها أعراض فسيولوجية، أو عضوية، تصاحب القلق.

بإذن الله تعالى ستكون هذه الحالة عابرة، لأن عمرك في الأصل هو عمر متغيرات كثيرة، وقلق المخاوف، أو ما يسمى بالحالات العُصابية – ونقصد بذلك: القلق، والتوترات، والمخاوف، والوساوس – فكثيرًا ما تأتي للفتيات وللشباب في هذه المرحلة، وبعد ذلك تختفي.

والقلق في حد ذاته طاقة نفسية، يمكن أن يُستفاد منها، وأنا أعتقد إذا حاولت أن تركزي على دراستك، وأن تكوني متفائلة وإيجابية، وتشاركي في أنشطة الأسرة والمنزل، ويكون لك تواصل اجتماعي جيد، وتمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وكذلك يجب أن يكون هنالك نوع من الترفيه والترويح عن النفس بما هو طيب ومباح، وهذا كله يصرف انتباهك تمامًا عن هذه المخاوف.

كما أن زيارة الطبيب النفسي سوف تكون مفيدة جدًّا، وأعتقد أنك من الممكن أن تقنعي والدك، وذلك من خلال ما سردناه لك في هذه الرسالة، وهو أنك تعانين من حالة قلق المخاوف الوسواسي، نعم هو من الدرجة البسيطة، ولكنه يتطلب - بجانب الإرشاد الذي ذكرناه لك – علاجا دوائيا بسيطا، وهنالك أدوية طيبة جدًّا وممتازة ومفيدة، وأعتقد أنك في حاجة لتناول الدواء من ثلاثة إلى ستة أشهر.

كما أرجو ألا تنزعجي، والحالة عابرة، وإن شاء الله تعالى ذهابك إلى الطبيب سوف يقضي على هذه المشكلة تمامًا، بجانب اتباع الخطوات والإرشادات السلوكية التي ذكرتها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع استشارات في موقعنا سؤال وجواب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونسأل الله أن يتقبل صيامكم وطاعاتكم.
.