السلام عليكم أعاني من نوبات هلع وخوف دائمة، أحس بالأمان في المنزل فقط، ولا أستطيع الذهاب عند الحلاق أو الخروج، فحينها ترتفع دقات قلبي، وأقول: الآن سأموت، وأحاول العودة إلى المنزل بسرعة.

عملت فحوصات على القلب وكل شيء بخير -الحمد لله-، ووصف لي الطبيب المغنزيوم والكالسيوم، ولكن بدون جدوى! أرجوكم ساعدوني، حياتي أصبحت بلا معنى، أخاف الذهاب إلى المسجد وغيره.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الحالة التي تعاني منها لها تشخيص في الطب النفسي، فهي نوع من المخاوف الخاصة جدًّا، تُسمى برهاب الساحة، فأنت لا تريد أن تفارق أمان البيت حتى للمسجد، وهذا النوع من المخاوف فعلاً هو سخيف، لكن يمكن أن يُعالج ويعالج بصورة فعّالة جدًّا.

أخي الكريم: لا بد أن تُغيِّر أفكارك، لا بد أن ترفض فكرة الخوف هذه، ولا بد أن تخضع الأمور للمنطق، أنت لست بأقل من الآخرين، كما يخرج الناس يمكنك أن تخرج، ما أجمل الذهاب إلى المسجد.

لابد أن تُجرِ حوارات مع نفسك، وتحقّر فكرة الانقطاع والانزواء داخل المنزل، هذا مهم جدًّا.

أنت تحتاج لعلاج دوائي، والحمد لله تعالى، توجد أدوية ممتازة جدًّا، وأفضلها عقار يسمى تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو يسمى تجاريًا (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) أو ربما يكون له مسمى تجاري آخر في المغرب.

أخي الكريم: إن تمكنت أن تذهب إلى طبيبٍ نفسي فهذا هو الأفضل، وإن لم تتمكن فيمكن أن تذهب إلى الصيدلي أو حتى إلى طبيب عمومي ليصف لك السيرترالين.

ابدأ بجرعة واحدة ليلاً، قوة الحبة خمسون مليجرامًا، استمر عليها لمدة شهرٍ، ثم اجعلها حبتين ليلاً – أي مائة مليجراما – استمر عليها لمدة ثلاثة أشهرٍ، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهرٍ أخرى، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الممتازة جدًّا، وأعتقد أن عمرك أكثر من عشرين عامًا، فليس هنالك مشكلة من الناحية العمرية؛ لأن العمر أيضًا مرتبط بسلامة الدواء.

أخي الكريم: يمكن أن تدعم السيرترالين بدواء آخر يعرف تجاريًا باسم (إندرال IInderal) ويعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol) دواء ممتاز، يُقلل الأعراض الجسدية كالشعور بالخفقان.

الإندرال لا يُسمح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من مرض الربو.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي عشرة مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجراما صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أخي الفاضل: مع احترامي الشديد للأخ الطبيب الذي وصف لك المغنسيوم والكالسيوم هي تُفيد في صحتك الجسدية، لكن لا أراها ذات فائدة لعلاج رهاب الساحة الذي تعاني منه.

من المهم جدًّا أن تكون لك برامج يومية متدرجة، تخرج من خلالها من المنزل، وأفضل ما تخرج إليه قطعًا هو المسجد.

أريدك أيضًا أن تمارس رياضة جماعية كرياضة المشي مع بعض الأصدقاء، وأيضًا أريدك أن تطبق استشارة في موقعنا سؤال وجواب التي هي تحت رقم ( ) والتي أوضحنا فيها كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة عظيمة جدًّا في مثل حالتك هذه.

أريد أن تطور مهاراتك الاجتماعية والوظيفية، وأنت رجل متزوج، وقطعًا لديك مسؤوليات، لديك أشياء طيبة في حياتك، فاجعل تفكيرك يسير في النمط الإيجابي؛ لأن ذلك أيضًا يُساعدك كثيرًا لأن تصل لمرحلة الشفاء والتعافي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
.