السّلام عليكم.

أُعاني من نوبات الهلع، وقد أزعجني الأمر كثيراً، فقد حاولتُ جاهدةً التّخلّص منها ولكن دون جدوى، فهل لكم بمُساعدتي؛ للتّخلّص من نوبات الهلع؟ وفّقكم الله ، وشُكراً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ maram حفظها الله.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: نوبات الهلع عندما تتكرر تُسمى باضطراب الهلع، واضطراب الهلع هو نوع من اضطرابات القلق النفسي، ويجيء في شكل نوبات، النوبة عادةً تكون في شكل أعراض قلق نفسي شديد: خفقان في القلب، تعرُّق، وارتباك، وإحساس بأن الشخص إمًّا سيتوفى الآن أو قريبًا، وإمَّا أن يُصاب بأزمة قلبية، وإمًّا سيفقد عقله، وتستمر عادةً النوبة لعدة دقائق: ربع ساعة، أو نصف ساعة، ونادرًا تمتدَّ لأكثر من ساعة، وبعدها يُصبح الشخص طبيعيًا، إلى أن تأتي نوبة أخرى، قد تأتي يوميًا، قد تأتي ثلاث مرات في الأسبوع، وعندما تختفي النوبة يكون الشخص في حالة من التَّرقب في حدوث نوبة أخرى، ويكون في حالة قلق وتوجُّسٍ.

هذا يُسمى باضطراب القلق، ولا يمكن الشخص أن يتغلب عليه بنفسه لوحده، ويحتاج لمساعدة طبِّية، والآن العلاج الناجح والفعّال لاضطراب الهلع في الأدوية، فهي أنجح من العلاجات النفسية، خاصة اضطراب القلق يستجيب استجابة جيدة لمعظم مضادات الاكتئاب التي تُسمى بـ (SSRIS).

فأنصحك الآن باستعمال دواء الـ (زولفت Zoloft) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) خمسين مليجرامًا، ابدئي بنصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا- قبل النوم لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، سيبدأ المفعول بعد أسبوعين، وإن شاء الله تعالى تتحسَّنين في خلال شهرٍ ونصف إلى شهرين.

والتحسُّنِ يكون إمَّا بأن نوبات الهلع تزول نهائيًا، أو تخفَّ حدَّتها، أو تبعد مُدتها، كل هذه أشياء علامات التحسّن، وبالتدريج سوف تتحسَّن حالتك -إن شاء الله تعالى- وعليك أن تستمري في العلاج حتى بعد أن تتوقف النوبات نهائيًا لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، تستمرين في العلاج، وبعدها يمكن التوقف بالتدرُّج عن الدواء، أي تخفِّضين ربع حبة من الزولفت كل أسبوع، أي يتم التوقف عنه في خلال شهرٍ كامل.

وفَّقك الله ، وسدَّد خُطاك.
.