أنا شاب عمري 16 عاما، منذ سنتين حصلت حادثة قتل في قريتي، وهذا الشخص كان قريبا جدا من عائلتي، وكان صديقا للعائلة بعد موته بدأ ينتابني شعور أن لي علاقة في قتله، وبدأت أخاف من هذا الشعور فما الحل؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس غريبا أن يشعر الإنسان عقب وفاة قريب أو عزيز ببعض الذنب، وإن لم يكن له دور في وفاة هذا القريب، وخاصة عندما تكون الوفاة بسبب حادث قتل، وكما حصل مع قريبك هذا وصديق العائلة، وأحيانا نسمي هذا الذنب "ذنب النجاة" بمعنى أن الشخص يشعر بأن الذي توفي قد ذهب بينما هو قد نجا من هذا الحادث، وكل هذا يؤشر لقربك من هذا القريب، ولمكانته في نفسك، فمن الواضح أنك تقدره وتفتقده.

والعادة أن يحدث مثل هذا الشعور في الأشهر الأولى من الوفاة، ومن النادر أن يمتد لأكثر من سنة، إلا أن تكون العلاقة قوية جدا، فيمكن عندها أن يمتد هذا الشعور لأكثر من سنة، كما يحدث معك.

هذا جانب، والجانب الآخر، والذي قد يحدث في مثل هذه المواقف هو شيء من الوسواس القهري، بحيث تأتيك ذكرى هذا القريب ومن دون إرادتك، فأنت لا تريد أن تتذكره كثيرا، إلا أن الذكرى تقتحم عليك ذهنك، ومن حيث لا تريد، وقد تترافق هذه الذكرى ببعض المشاعر التي تشير لقرب العلاقة، ومنها بعض الشعور بالذنب أو لوم النفس، كما يحدث معك.

لا أعتقد أن عليك في هذه المرحلة فعل الكثير، وإنما يمكن أن تحاول مقاومة هذه الفكرة، والتي ستخف وتزول بعون الله مع مرور الوقت.

ولكن إن طالت المعاناة واشتد الإزعاج، فيمكنك أن تزور العيادة النفسية، ويمكن عندها أن تتلقى علاجا للأفكار القهرية، سواء بالعلاج النفسي أو الدوائي، أو كليهما معا.

وفقك الله ، ورحم الله قريبك، وأعانك على الصبر..