سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | هل الوراثة البيولوجية تشمل الأخلاق والصلاح والفساد ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم بيع سيارة مشتراة من معرض بواسطة البنك للمعرض ذاته- سؤال وجواب | قراءة الفاتحة خلف الإمام وعدمها. أدلة ومسائل وأحكام
- سؤال وجواب | من أحكام الوصية لغير الوارث
- سؤال وجواب | أود أن أبدأ في تعلم الفقه الحنفي، فما توجيهكم؟
- سؤال وجواب | كيف أخلص ابني من اللامبالاة وعدم طاعة معلمة الصف؟
- سؤال وجواب | أسباب التدخل الجراحي لمرض دوالي الخصية
- سؤال وجواب | انتفاخٌ دائريٌ صلبٌ أسفل رأس العضو.
- سؤال وجواب | حكم الوقف المشتمل على منكر
- سؤال وجواب | لا حرج في رفع المظلوم أمره إلى القضاء لاسترداد حقه
- سؤال وجواب | ما سبب عدم نزول الدم بعد الولادة القيصرية؟
- سؤال وجواب | إشارة الوحي إلى المركبات المعاصرة
- سؤال وجواب | المضاربة لا بد أن تكون على نقد
- سؤال وجواب | من دخل عليه وقت الصلاة وهو في الامتحان
- سؤال وجواب | الاتجار فيما يستعمله بعض الناس في الحرام
- سؤال وجواب | دخول السلعة في ملكية البنك لابد منه لصحة المرابحة
هل يولد الطفل - سواء كان ذكرا أو أنثى - حاملاً لبعض سلوكيات أبويه ، لا شك أنه يولد على الفطرة ، ولكني أسأل عن احتمالية اكتسابه لبعض الصفات السيئة من أبويه عن طريق الجينات ، وإذا كان هذا محتملاً فما الحكم ؟ وما الأشياء التي لا بد أن يرثها المولود عن أبويه ؟ طبعاً باستثناء الملامح الجسدية ؟.
الحمد لله.
لم يرد في النصوص الشرعية ، سواء في القرآن الكريم ، أم في السنة النبوية ، ما يدل على أن الوراثة الجينية تؤثر في أعمال الإنسان وأخلاقه وصلاحه أو فساده ، بل ورد ما يؤكد خلاف ذلك ، فهذا نبي الله نوح عليه السلام ، مات ابنه في الطوفان مع الكافرين ، ولم يكتسب وراثيا من والده القلب الصالح التقي النقي ، وهذا إبراهيم عليه السلام كان أبوه كافرا ، ولم يؤثر كفر الوالد وراثيا في ولده القلبَ الجاحدَ المستكبر.
يقول العلامة محمد رشيد رضا رحمه الله : " الإيمان والصلاح لا علاقة له بالوراثة والأنساب ، وقد يختلف باختلاف استعداد الأفراد ، وما يحيط بهم من الأسباب ، وما يكونون عليه من الآراء والأعمال ، ولو كان بالوراثة لكان جميع ولد آدم كأبيهم ، غاية ما يقع منهم معصية تقع عن النسيان وضعف العزم ، وتتبعها التوبة واجتباء الرب ، ثم لكان سلائل أبناء نوح المؤمنين الذين نجوا معه في السفينة كلهم مؤمنين صالحين ، والمشهور أن نسل البشر انحصر فيهم ، وقد دلت الآية الآتية على أن فيهم الصالحين والطالحين ، وأيد ذلك الواقع " انتهى من " تفسير المنار " (12/ 72).
وهذا لا يعني أننا ننفي العامل الوراثي مطلقا في تأثيره على الأخلاق والأعمال ، فقد وردت في القرآن الكريم إشارات – قد تشير – إلى ( احتمال ) تأثير الوراثة في الصلاح أو الفساد ، وذلك في قول الله عز وجل : ( إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ) نوح/27، وقول الله سبحانه : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ.
ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) آل عمران/33-34، وقول الله جل وعلا : ( يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ) مريم/28.
ولكن دلالة هذه الآيات الكريمات على التأثير المباشر للعامل الوراثي فيها قدر من البعد والاحتمال ، وإن استدل بها بعض الباحثين المعاصرين ، ذلك أن لقائل أن يقول إن المقصود فيها بيان عامل " التربية "، و" النشأة " في صلاح الأبناء أو فسادهم ، وليس الوراثة الجينية ، فالفاجر الكافر غالبا ما يربي ولده على سيرته ، فيصدق عليه أنه ( لا يلد إلا فاجرا كفارا )، وهكذا القياس أيضا في دلالة الآيات الأخريات.
وأيضا فالقرآن الكريم يقرر قواعد العدالة المطلقة في تحميل الخلق مسؤولياتهم الدينية والأخلاقية، كقوله عز وجل : ( وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) الأنعام/164، فإذا كان العامل الوراثي هو الدافع والموجه للأبناء من جهة الصلاح والفساد ، والكفر والإيمان ، فإن ذلك يعني أن الولد أخذ بجريرة أبيه ، وأن وزر الأصول ينتقل إلى الفروع ، وهذا أمر منفي نفيا قاطعا في أصول الدين وقواعد الشرع.
ولعل السبب في جزم بعض الباحثين بتأثير العامل الوراثي في سلوك الإنسان واختياراته اختلاط مفاهيم الأخلاق ، وأعمال القلوب ، بالطباع النفسية والعقلية ، إذ لا ينكر تأثير الوراثة في تشابه حدة الطبع أو السهولة والليونة أو النشاط والخمول ، ونحوها من الطباع المرتبطة بعوامل فسيولوجية وأسباب بدنية ، وهذا ما تتحدث عنه كتب علوم النفس والوراثة الحديثة ، كما في كتاب " سيكولوجية النمو والارتقاء " عبد الفتاح دويدار، ص81.
ولكن هذا الأمر لا ينسحب على الباعث النفسي والروحي الذي يقرر اختيار الصلاح أو الفساد ، وينتقي الأخلاق الفاضلة أو الأخلاق الرديئة ، فهذا " الباعث "، أو " الهم " لا بد أن يكون في أساسه حرا ؛ لأنه سر التكليف الذي أناط الحساب ببني البشر ، وجعلهم مسؤولين محاسبين على أعمالهم في الدنيا والآخرة.
ولهذا قال الإمام الغزالي رحمه الله – عن الطفل -: " قلبه الطاهر جوهرة نفيسة ، ساذجة ، خالية عن كل نقش وصورة ، وهو قابل لكل ما نقش ، ومائل إلى كل ما يمال به إليه " انتهى من " إحياء علوم الدين " (3/ 72).
وهو ما يشير إليه أيضا الحديث النبوي المشهور : ( مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ ) رواه البخاري (6599) ، ومسلم (2658).
وعلى كل حال ، فسؤال السائل في نفسه قضية إشكالية أخلاقية فلسفية من قديم الزمان ، خاض فيها الفلاسفة الأقدمون والمعاصرون ، وبحثها الدارسون في التخصصات النفسية والتربوية والإنسانية والطبية.
وما يهمنا هنا تأكيد الثابت في الشريعة الإسلامية : أن الإنسان حر في اختياراته ، وأنه يولد على الفطرة ، وأن العدالة الإلهية قامت بمحاسبة كل نفس على ما اكتسبت ، وبحسب الاستعدادات العلمية والعملية التي وهبها الله لها ، وأن احتمال التأثير الوراثي – إن وجد – فلن يكون على الوجه الذي يناقض هذه الثوابت ، وسيكون بقدر محدود تخفف من وطأته أسباب الهداية التي هيأها الله عز وجل للإنسان ، وضمن هذا الإطار كله يمكننا فهم عبارة الراغب الأصفهاني (ت502هـ) حيث يقول : " وذلك أن الإنسان ( قد ) يرث من أبويه آثار ما هما عليه من جميل السيرة والخلق وقبيحهما ، كما يرث مشابهتَهُما في خلقهما ، ولهذا قال الله تعالى : ( وكان أبوهما صالحا ).
وعلى نحوه روي أنه قال في التوراة : إِني إذا رضيتُ باركتُ ، وإِن بركتي لتبلغ البطن السابع ، وإذا سَخِطْتُ لعنتُ ، وإِن لعنتي لتبلغ البطن السابع ، تنبيهاً على أن الخير والشر الذي يكسبه الإنسان ويتخلق به يبقى أثره موروثاً إلى البطن السابع ".
انتهى من " تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين " (ص: 55) ؟ فتأمل استعماله كلمة ( قد ) التي جعلناها بين قوسين كي تتنبه إلى أن الأمر لا يتعدى دائرة الاحتمال والتشكيك والتقليل.
والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | كيف نتعامل مع طفل يخاف كثيراً ويكذب جداُ؟- سؤال وجواب | حكم الاستثمار في موقع ايتورو
- سؤال وجواب | حكم بيع البنك السيارة للعميل في مدة الخيار
- سؤال وجواب | نقص الصفائح. هل تؤثر على والدتي؟
- سؤال وجواب | حكم ترك مبلغ من المال عند بائع الذهب لإحضار البضاعة المطلوبة
- سؤال وجواب | ينتهي وقت المغرب بغياب الشفق الأحمر
- سؤال وجواب | الأصل جواز بيع مادة الرصاص
- سؤال وجواب | أود منكم تقييم بعض الأفكار التي كانت تنتابني وقت الطفولة، وعلام تدل؟
- سؤال وجواب | هل سأشفى من مرضي عندما يصبح تعداد التهاب الكبد (ب) صفراً؟
- سؤال وجواب | تغير شكل قضيبي بعد عملية حصوة البول، هل هذا طبيعي؟
- سؤال وجواب | أشعر باكتئاب وخوف من المرض وأن العالم غريب، فما تشخيص حالتي؟
- سؤال وجواب | حكم هدية التاجر لمن يشتري منه أجهزة بأموال تبرعات لأغراض خيرية
- سؤال وجواب | من كان بمكة وأراد أن يعتمر مرة أخرى ماذا يفعل ؟
- سؤال وجواب | ألم وحرقة في الصدر تأتي بين حين وآخر. أفيدوني
- سؤال وجواب | ما يفعل إذا كان الفجر يؤذن له بعد الإمساك بساعة
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا