بعد رؤية إفرازات بيضاء في نهاية فترة الحيض اغتسلت قبل الفجر ونويت الصيام لقضاء رمضان، ولكن في نهار اليوم كنت أشعر أن يقيني بالطهارة يزداد كلما مر الوقت أو نزلت إفرازات أخرى، ولم أكن أتفقدها حتى أثبت لنفسي أنني متيقنة من الطهارة وأن هذا الشك نتيجة وساوس، وفي اليوم التالي نويت أيضا الصيام للقضاء وبعد انتهاء اليوم تذكرت أنه اليوم الرابع عشر من بدأ الحيض فشعرت أن يقيني زاد بالطهارة، وسؤالي: هل علي إعادة صيام هذين اليومين على أساس أنه ربما لم تكن نيتي جازمة بالصيام؟ وما المقصود بجزم النية بالضبط؟ مع العلم أنني أعاني من وسواس قهري كثيرا في أكثر من مسألة، ومع العلم أن هذه الإفرازات البيضاء لم تكن تلك المرة هي أول مرة تظهر فيها فقد ظهرت على مدار ثلاثة أيام قبل تلك المرة، وكنت عندما أحتشي بقطنة تخرج إفرازات بيضاء مع قليل جدا من الإفرازات الصفراء، وأحيانا تظهر بيضاء فقط وبعدها بيضاء وصفراء، وهكذا وكنت في كل مرة أغتسل، ولكن في المرة الأخيرة ـ قبل الفجر وصيام القضاء ـ تيقنت أكثر بالطهارة وكنت متيقنة أنني لن أحتاج للاغتسال مرة أخرى، ولكن زيادة اليقين أثناء الصيام تجعلني أشك أن نيتي لم تكن جازمة..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فعليك ـ أيتها الأخت الكريمة ـ أن لا تلتفتي إلى الوساوس وأن تجتهدي في دفعها، فإن الاسترسال مع الوساوس مما يوقع في شر عظيم، وأما صومك هذين اليومين فهو صحيح بلا شك، ما دمت قد طهرت من حيضك ونويت الصيام من الليل، ولا تلتفتي لما يعرض لك من الوساوس بخلاف هذا، فإن نيتك كانت جازمة بمعنى أنك لم تكوني مترددة هل تصومين أو لا، ومن ثم فنيتك صحيحة وصومك صحيح، ثم اعلمي أن المرأة ترى الطهر بإحدى علامتين الجفوف أو القصة البيضاء، وأيتهما رأته المرأة أولا فإن عليها أن تغتسل وتكون بذلك قد طهرت من حيضها، وما تراه بعد ذلك من الصفرة فلا تلتفت إليه ولا تعده حيضا إن كان في غير مدة العادة، ويكون الجفوف بأن تدخل القطنة فلا يخرج عليها أثر من دم أو صفرة أو كدرة سواء صحب ذلك رطوبات بيضاء أو لا، وقد أوضحنا هذا في فتاوى كثيرة جدا، فراجعي لمعرفته ولمعرفة أحكام الصفرة الفتاوى التالية أرقامها: