السلام عليكم.

أشعر بحزن شديد واكتئاب وإحباط، أنهار كثيرًا، أحلامي لم تتحقق في السفر والعمل خارج الوطن، ليس لي أصدقاء، أجلس مع بعض ممن أعرفهم، ولكنني أشعر دوما بالوحدة وبفراغ عاطفي.

أحببت فتاة ولكنها دوما تغيب فهي مريضة، ولا نتواصل بالهاتف أو الفيس، إلكترونيا لا أجد من أتحدث معه فأقلق أكثر، منذ مدة بعيدة وأنا متخرج، لكنني لم أوفق في الحصول على وظيفة أو الاستقرار في عمل.

أكره البلدة التي أسكن فيها، وأجد صعوبة في التأقلم والعيش فيها، دائما ما يخالجني ضيق في صدري، ولعل أكثر ما يرهقني حقا هو إصابتي بالأرق، لا أستطيع النوم بالليل، أنام لساعات متأخرة في النهار، ولا أستطيع تنظيم حياتي، والله تعبت كثيرا.

أرجو المساعدة، ولكم جزيل الشكر...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هون عليك لست وحدك، هذه المشكلة الآن تواجه الكثير من الشباب في منطقتنا، وذلك بالحالة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها منطقتنا وانعدام أو قلة فرص العمل للشباب، فهذه تؤدي طبعاً إلى الإحباط الشديد والتوتر، وتجعل التخطيط للمستقبل صعبا من ناحية الزواج، أو من ناحية خلق أسرة أو هلمّ جرًّا.

ولكن اليأس لا يؤدي إلى شيء، عليك -يا أخي الكريم- وضع أولويات في حياتك، وأفتكر الأولوية الآن إيجاد عمل، وطبعاً يمكن البداية بأي عمل حتى ولو كان صغيرا، حتى ولو كان راتبه قليلا، فهذا يكسبك خبرة ويجعلك تنافس أكثر، الأشياء الأخرى التي يمكن أن تعملها هي الدخول في كورسات لتقوية الضعف الذي تعاني منه، ولتحسين السيرة الذاتية، وهذه الكورسات قد تشمل استعمال الكمبيوتر، كل الوظائف الآن تحتاج إلى كمبيوتر وإلى إجادة الكمبيوتر والتعامل معه، أيضاً اللغة الإنجليزية أيضاً صارت من متطلبات أي وظيفة، فيمكنك أيضاً الدخول في كورس لتعلم اللغة الإنجليزية إن كان عندك مشكلة مع اللغة الإنجليزية.

الأشياء الأخرى -يا أخي الكريم- يجب أن تكون عندك هوايات الآن لملء الفراغ، وبالذات هوايات الرياضة، الرياضة بانتظام وبالذات رياضة المشي، المحافظة على الصلاة وبالذات في المسجد، الصلاة في المسجد -يا أخي الكريم- تكسبك صداقات جديدة، وقد تفتح لك بابا للرزق والعمل، فعليك بالمحافظة على الصلاة في المسجد، النوم المبكر وعدم السهر، الغذاء الجيد، والدعاء -يا أخي الكريم- الدعاء والتوسل إلى الله ، فإني على ثقة أنك -بإذن الله - سوف تُحل كل مشاكلك، ويزول هذا الاكتئاب، عليك باللجوء إلى الله وحده، والعمل كما ذكرت من الأولويات.

وللفائدة راجع علاج الإحباط: ( - - - ).

وفقك الله وسدد خطاك..