السلام عليكم.

أنا متزوج، ولدي طفلان، زوجتي تركت لي المنزل، وذهبت للعيش في بيت أهلها بسبب ما تدعيه من قلة المال، مع أني أعمل بوظيفتين، ودخلي 4 ألف، وذلك بسبب أن أباها رزق بإرث كبير فجأة، وأصبح حاله ميسورا، فتكبر علي وطلب مني أن أوفر 10 ألف جنيه شهريا، وحينها سيسمح بعودة زوجتي، فهل لي أن أتزوج عرفيا كي أعصم نفسي من مطلقة يتيمة بدون ولي؟ علما بأني حاولت جاهدا إقناع زوجتي بالرجوع للمنزل، وهي تنصاع لكلام أهلها...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل الإقدام على الأفعال، وإنما شفاء العي السؤال، ونسأل الله أن يغنيك بالحلال وأن يصلح زوجتك والأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

ما حصل من والد زوجتك لا يصح، وليس لأب أو لغيره أن يشترط على زوج توفير مبلغ شهري لزوجته، وحبذا لو وسع هو على ابنته مما رزقه الله.

ونتمنى أن لا تستعجل، ولا تحاكم زوجتك بما يحصل من والدها، وتسلح بالحكمة والصبر، واعلم بأن ما حصل منها لا يبيح لك التجاوز؛ لأنه (لا نكاح إلا بولي) والشرع لا يمنعك من الزواج من مثنى وثلاث أو رباع، لكن ينبغي أن يكون الزواج وفق قواعد الشرع وضوابطه، والتي منها وجود الولي.

ورغم أن التفكير في الزواج بثانية قد يكون فيه العلاج، إلا أن استقرار أسرتك الأولى هو الأهم، فنحن لا نريد بناء بيت، وهدم آخر.

أرجو أن تعلم أن أفضل دينار هو ذلك الدينار الذي ينفقه الإنسان على أهله، فلا تبخل عليها ولا على أبنائك، ولكن في حدود استطاعتك قال تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا} ونتمنى أن تتعامل مع المشكلة بالهدوء والحكمة، والوعد الجميل لزوجتك، ثم بالتذكير بالله واطلب مساعدة العلماء والفضلاء ممن لهم علم شرعي ومكانة عند الناس حتى تقيم عليهم الحجة.

وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله ، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بتواصلك مع موقعك حتى نتعاون في حل الإشكال بحول وقوة ربنا الكريم المتعال.

وفقك الله ، وسدد خطاك، وجمع بينك وبين زوجتك على الخير، ووسع عليكم، وأرضاكم بما قسمه لكم..