مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | يعترض قائلا : إذا كانت النصرانية ملعونة ، فكيف جاز الزواج بها ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أنيميا البحر المتوسط وعلاقتها بالقدرة الإنجابية والضعف الجنسي- سؤال وجواب | التوتر والخجل يعوقان تقدمي في الحياة.فماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | ما هو سبب وعلاج سخونة القدمين؟
- سؤال وجواب | ترجمة محرز بن مخلف
- سؤال وجواب | اشتراط رب العمل على العامل خصم أجرة يوم إذا تأخر عن المجيء
- سؤال وجواب | التخلص من الفوائد الربوية وهل تصرف للأولاد
- سؤال وجواب | واجب من وجدت صورا محرمة في كتب أخيها
- سؤال وجواب | تضخم الكلى لدى الجنين هل يستوجب أن تكون الولادة قيصرية؟
- سؤال وجواب | فسخ الخطبة بغير مبرر شرعي
- سؤال وجواب | تأثير التوتر النفسي والعصبية الزائدة على أعراض القولون
- سؤال وجواب | أصبت بالرهاب الاجتماعي واستخدمت عدة أدوية، انصحوني بشأنها
- سؤال وجواب | الخدر في الأطراف. ما دلالات ذلك؟
- سؤال وجواب | بعد جائحة الكورونا لم تفارقني نوبات الهلع.
- سؤال وجواب | مشكلتي الخوف من المواجهة والارتباك عند الحديث، ما الحل؟
- سؤال وجواب | أعاني من تساقط الشعر، ما الحل؟
هناك سائل يقول : بما أن المسيحيات كافرات ملعونات ، وبنفس الوقت يجيز الإسلام أن نتزوج منهن ، فهل يقبل الشرع للمسلم أن يتزوج امرأة ملعونة.
شيء لا يعقل ! وربما كان فهمي ناقصا ، فلست بعالم دين أو دارس للشريعة ، فما جوابكم ؟.
الحمد لله.
جوابنا على حجتك بعدم التسليم بمقدمتيها ، ولا بنتيجتها أيضا : فقولك في المقدمة الأولى : إن المسيحيات ملعونات.
إن أردت به أن كل واحدة منهن بعينها ملعونة ، فهذا الكلام بعيد عن الصواب ؛ وذلك أن الملعون هو المطرود من رحمة الله ، والإنسان ما دام حيا ، ولم يغلق عنه باب التوبة ، فلا يملك أحد الجزم بطرده من رحمة الله ، بل لا يملك أحد الاطلاع على حال معين عند الله ، إن كان في الجنة أو في النار ، إلا من أخبر النص الصحيح عنه بذلك ، أما أعيان الكفار اليوم فليس من الجائز شرعا وصفهم باللعن الخاص ، فالهداية مِنَّة من الله سبحانه وتعالى ، ينعم بها على من يشاء من عباده ، وإذا كان الله عز وجل نهى نبيه عن لعن الكفار بأعيانهم ، مقررا سبحانه أن الأمر ليس إليه عليه الصلاة والسلام ، بل إلى الله سبحانه ، هو الذي يعذب أو يتوب ، أو يضل أو يهدي ، فمن باب أولى أن يخاطب بهذا التقرير كل مسلم بعد النبي عليه الصلاة والسلام.
فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ - فِي صَلاَةِ الفَجْرِ وَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ - : ( اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ فِي الأَخِيرَةِ.
ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ العَنْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ) [آل عمران: 128] رواه البخاري (7346).
وانظر في موقعنا جواب السؤال رقم : (
36674
) ، وجواب السؤال : (203625
).وأما قولك في المقدمة الثانية : إن الزواج من الملعونة لا يعقل.
فلا يسلَّم أيضا ؛ فاللعن شأن يتعلق بمصير الملعون ، وما يحاسب عليه في الآخرة.
وأما الزواج فهو معاشرة دنيوية في إطار الزوجية ، لا يتأثر حكمها بصلاح المعاشر أو فساده ، كما أن البيع والشراء لا يفسد بفساد البائع أو المشتري ، فقد تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود بيعا وشراء وإهداء.
وأيضا حقوق الأبوة والبنوة لا تتأثر باختلاف الديانة ، فالابن مطالب ببر والده ، ولو كان مشركا ، والأب مطالب بنصيحة ولده ، ولو كان فاسقا ؛ قال الله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/14-15 ، وقال تعالى : ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) الممتحنة/8.
والأحكام والفروع الفقهية التي تدل على فك الارتباط بين منزلة الانسان عند الله في الدنيا والآخرة ، وبين التعامل معه بأنواع العلاقات المختلفة كثيرة معلومة.
وهذا التفريق لا شك أنه من نعمة الله سبحانه وتعالى ، ومن حكمة التشريع ؛ وذلك أنها شريعة واقعية ، صالحة لكل زمان ومكان ، تملك من الأدوات ما يؤهلها لتحقيق صلاح البلاد والعباد ؛ فلو كانت العقود فيها مرتبطة بشخص المتعاقد معه ، لوجد الناس في ذلك من الحرج والمشقة الشيء الكثير.
وبناء على جميع ما سبق ، يتبين للسائل أيضا خطأ النتيجة التي توصل إليها ، وهي عدم معقولية الزواج من النصرانية أو اليهودية ؛ فالشريعة لا تأتي بما تحيله العقول ، والزواج من الكتابية من محاسن الإسلام العظيم ، الذي أثبت في تفاصيله التشريعية أنه الدين المهيمن على الدين كله ، فلم يدعُ إلى إفناء أتباع الأديان الأخرى ، ولم يقطع كل أنواع التواصل معهم ، بل بنى من جسور التواصل والتعارف بالزواج والتجارة وعقود الذمة والمعاهدة وقيم الإحسان والأخلاق مجتمعات متماسكة ، وبلادا قوية ، ومكانا آمنا مستقرا للموافق والمخالف ، فآل الأمر إلى أن يدخل الناس في دين الله أفواجا ، ويتأثر الكتابي بالأخلاق الكريمة ، فيقبل على الدخول في الإسلام عن قناعة تامة ، من غير إجبار ولا إكراه.
وهكذا حال الزوجات الكتابيات ، غالبا ما يتأثرن بأديان أزواجهن وأولادهن ، إذا ما أحسن الأزواج والأولاد دعوتهن بالكلمة الطيبة والأخلاق الفاضلة ، وحينئذ تظهر أعظم حكمة من حكم تشريع الزواج بهن ، كما سبق بيانه في موقعنا في الفتوى رقم : (
154606
) ، (164144
).ومع ذلك نذكرك بأن فقهاءنا قرروا العديد من القيود على زواج المسلم من الكتابية ، يمكنك الاطلاع عليها في الأرقام الآتية : (
20227
) ، (44695
) ، (95572
).والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | هل يلزم تتابع قراءة البقرة لطرد الشياطين- سؤال وجواب | تعرضت زوجتي لنوبة هلع وأصبحت تأتيها حالة اختناق!
- سؤال وجواب | ما سبب الدوار والدوخة، والتنميل الذي أشعر به؟
- سؤال وجواب | بعد دخولي للجامعة أصبت بقلق وعدم استقرار. أفيدوني
- سؤال وجواب | ما هي أهم وسائل علاج الوصلة بين الوريد والشريان؟
- سؤال وجواب | أتعالج لنشاط الغدة مما أدى لزيادة وزني، فما الحل؟
- سؤال وجواب | تعنيف زوجي لي ولأبنائي لم يبق معه إلا أبغض الحلال!
- سؤال وجواب | كفارة الأيمان المتعددة
- سؤال وجواب | أصبحت أعاني من وساوس وأفكار أخاف منها، ما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | حكم من يجمع بين منحة البطالة والعمل لعدم كفايتها نفقاته
- سؤال وجواب | دوخة وألم في الرأس ورشح بعد الإصابة بالأنفلونزا
- سؤال وجواب | أتخيل أني أرتكب جرائم بشعة في أحبابي، هل يمكنكم توضيح ما أشكو منه؟
- سؤال وجواب | الإمساك بالجمجمة البشرية لا يبطل الصوم
- سؤال وجواب | من عاهد الله على ترك وسائل التواصل الاجتماعي وشك في قصده
- سؤال وجواب | منذ صغري وأنا شخصية قلقة
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا