مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | ما صحة الأثر الذي فيه ( اختاروا لبناتكم كما تختارون لأبنائكم ) ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم الذهاب للسحرة لفك السحر- سؤال وجواب | هل يشترط كي يحصل حمل أن تكون العلاقة الزوجية كل يومين؟
- سؤال وجواب | أهم أسباب تساقط الشعر
- سؤال وجواب | حكم إجراء تحاليل بدون ضرورة لكون التأمين الصحي إجباريا
- سؤال وجواب | لا أرغب أن أبدأ حياتي الزوجية بوسواس الطهارة، ساعدوني
- سؤال وجواب | زوجي لا يستطيع الاقتراب مني!
- سؤال وجواب | الأحوال التي يحق لمن أعار أرضاً للزراعة أن يستردها
- سؤال وجواب | زواجي وطلاقي من رجل مختل عقليا جعلني أصبح كئيبة، فما الحل؟
- سؤال وجواب | من التقط طائرا وبقي معه حتى أفرخ فما حكمه وحكم فراخه
- سؤال وجواب | الأخبار عن العمل بعد الإخلاص فيه يسمى سمعة وليس رياء
- سؤال وجواب | ضوابط جواز الاقتباس من مؤلفات الآخرين
- سؤال وجواب | يمنعها من زيارة أختها لأن زوجها على عقيدة مخالفة
- سؤال وجواب | الشعور بالفشل والإحباط والكسل وكثرة النوم هرباً من مواجهة المشاكل
- سؤال وجواب | عمري 17 سنة وأعاني من قصر القامة. فهل السبب مشكلة في البلوغ؟
- سؤال وجواب | الزواج لا يبرر الجمع بين الصلاتين
سمعت أحد أئمة المساجد يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اختاروا لبناتكم كما تختارون لأبنائكم ) وقد بحثت في جميع المراجع ولم أجد أثرا لهذا الحديث حسب ما طرحه الإمام ، وأظن بـأنه من أثر الصحابة رضوان الله عليهم ، دلنا من فضلكم وجزاكم الله كل خير ..
الحمد لله.
أولا : البنت أمانة في عنق والدها ، وقد أمره الله سبحانه وتعالى بحفظ هذه الأمانة ورعايتها ، ولا شك أن اختيار الزوج الصالح لها من أعظم ما يحفظ به الولي ابنته ، لأن الزواج نقلة في حياة الفرد نحو الطمأنينة والاستقرار والسعادة ، فلا بد أن يكون الاختيار صالحا لتحقيق هذه الأماني.
والعاقل من الآباء هو الذي يسعى لتحقيق هذا المقصد العظيم لابنته ، فلا يهدأ له بال حتى يجد لها صاحب الخلق والدين الذي يقوم على أمرها ويصلح شأنها ، وإذا وجده فلا يتردد في عرض موليته عليه لأنه يرى في ذلك سعادتها وهناءها.
وفي القرآن والسنة نماذج سامية من الأولياء الذين اختاروا الأزواج لبناتهم وأخواتهم ، وكانوا سببا في جلب السعادة إليهم ، واختصار الزمن في الانتظار الذي لا تعلم له نهاية.
فقد قص الله سبحانه وتعالى في قصة موسى عليه السلام حين ورد ماء مدين ، وسقى لامرأتين من ذلك الماء رحمة وشفقة بهما ، فلما علم أبوهما بأمانة وقوة موسى عليه السلام – وذلك قبل أن يبعث بالرسالة – عرض عليه أن يزوجه إحدى ابنتيه ، فقال سبحانه وتعالى حاكيا ذلك : ( َقالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ) القصص/27 وفي السنة نموذج آخر رواه الإمام البخاري رحمه الله برقم (5122) ، وبوب عليه بقوله : باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير.
كما رواه النسائي برقم (3248) وبوب عليه بقوله : باب عرض الرجل ابنته على من يرضى.
عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ قَالَ : ( تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنْ خُنَيْسٍ يَعْنِي ابْنَ حُذَافَةَ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا فَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ - فَلَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ ، فَقُلْتُ : إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ.
فَقَالَ : سَأَنْظُرُ فِي ذَلِكَ.
فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ فَلَقِيتُهُ فَقَالَ : مَا أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا.
قَالَ عُمَرُ : فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَقُلْتُ إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ.
فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا.
فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَوْجَدَ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ فَخَطَبَهَا إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ شَيْئًا ؟ قُلْتُ : نَعَمْ.
قَالَ : فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ شَيْئًا إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُهَا ، وَلَمْ أَكُنْ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَوْ تَرَكَهَا نَكَحْتُهَا ) قال الحافظ ابن حجر في فوائد هذا الحديث "فتح الباري" (9/222) : " وفيه عرض الإنسان ابنته وغيرها من مولياته على من يعتقد خيره وصلاحه ؛ لما فيه من النفع العائد على المعروضة عليه ، وأنه لا استحياء في ذلك " انتهى.
والنماذج في التاريخ كثيرة ، ومن أعجب ذلك ما يذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (4/233) من قصة تزويج سعيد بن المسيب ابنته على تلميذه كثير بن المطلب ، جاء فيها : كنت أجالس سعيد بن المسيب ، ففقدني أياما ، فلما جئته قال : أين كنت ؟ قلت : توفيت أهلي فاشتغلت بها ، فقال : ألا أخبرتنا فشهدناها ، ثم قال : هل استحدثت امرأة ؟ فقلت : يرحمك الله ، ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة ؟ قال : أنا.
فقلت : وتفعل ؟ قال : نعم ، ثم تحمد ، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، وزوجني على درهمين - أو قال: ثلاثة - فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح ، فصرت إلى منزلي وجعلت أتفكر فيمن أستدين.
فصليت المغرب ، ورجعت إلى منزلي ، وكنت وحدي صائما ، فقدمت عشائي أفطر ، وكان خبزا وزيتا ، فإذا بابي يقرع ، فقلت : من هذا ؟ فقال : سعيد.
ففكرت في كل من اسمه سعيد إلا ابن المسيب ، فإنه لم ير أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد ، فخرجت فإذا سعيد ، فظننت أنه قد بدا له ، فقلت : يا أبا محمد ألا أرسلت إلي فأتيك ؟ قال : لا ، أنت أحق أن تؤتى ، إنك كنت رجلا عزبا فتزوجت ، فكرهت أن تبيت الليلة وحدك ، وهذه امرأتك.
فإذا هي قائمة من خلفه في طوله ، ثم أخذ بيدها فدفعها في الباب ، ورد الباب.
فسقطت المرأة من الحياء ، وبلغ أمي ، فجاءت وقالت : وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام ، فأقمت ثلاثا ، ثم دخلت بها ، فإذا هي من أجمل الناس ، وأحفظ الناس لكتاب الله ، وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأعرفهم بحق زوج.
اهـ إذن فقد نشأت بيوت دين وعلم وأدب وسعادة على هذا السبيل ، ولم يمنع الحياء أحدا أن يكسب زوجا صالحا لابنته أو أخته ، فقد كان التواضع خلقهم ، وكان الكرم والوفاء حليتهم.
ولعل فيما سبق من النماذج قدوة حسنة لأهل هذا الزمان ، والله المستعان.
ثانيا : أما الحديث الذي رواه ذلك الخطيب وجاء فيه : ( اختاروا لبناتكم كما تختارون لأبنائكم ) فهذا ليس بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم أقف على نسبته لأحد من الصحابة أو التابعين ، إنما هو مثل يتناقله الناس فيما بينهم من كلامهم وتجاربهم ، ومَن نسبه إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخطأ خطأ فاحشا شنيعا ، وتجاوز حدا عظيما في نسبة الكذب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القائل : ( مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ) رواه البخاري (110) ومسلم (3) والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم اللقطة من الذهب على هيئة الصليب- سؤال وجواب | أعاني من عدم التركيز وعدم التوفيق بين الدراسة وعمل البيت، فما الحل؟
- سؤال وجواب | استعملت علاجا لتساقط شعري فأثر على فروة رأسي. هل أستمر عليه؟
- سؤال وجواب | حكم أخذ الولد للعبة وجدها في مطعم توزع مع الوجبات
- سؤال وجواب | توضيح حول علامات البلوغ
- سؤال وجواب | هل تصح صلاة السكران
- سؤال وجواب | من أحكام الأضحية
- سؤال وجواب | صداع وتنميل مستمر خلف الرأس، ما سببه؟
- سؤال وجواب | حكم صلاة شارب الخمر وأعماله الصالحة
- سؤال وجواب | شعري خفيف وضعيف وقصير، فكيف أعالجه؟
- سؤال وجواب | ما سبب الألم الذي أشعر به في منطقة السرة؟
- سؤال وجواب | أقوال الفقهاء في حكم تأجير العارية ومَن الذي يستحق أجرتها
- سؤال وجواب | حكم رجعة الزوجة عبر كتابة رسالة
- سؤال وجواب | ضرب الأولاد إذا لم يستيقظوا لصلاة الفجر
- سؤال وجواب | عقوبة اللواط
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا