مجموعة نيرمي الإعلامية

اخر المشاهدات
مواقعنا
الاكثر بحثاً

مجموعة نيرمي الإعلامية




سؤال وجواب | العبودية الحقة وأمثلة معينة على سلوك طريقها

اقرأ ايضا

-
سؤال وجواب | كل ما في الكون مسخر للإنسان
- سؤال وجواب | كتابة البيت باسم بعض الأولاد بدون سبب موجب ظلم وجور
- سؤال وجواب | حلفت كذبا خوف الطلاق وترك البنات
- سؤال وجواب | تسبيح الكائنات ثابت في الكتاب والسنة
- سؤال وجواب | واجب من وعدت الله بأداء نوافل وأحيانا لا تقوم بها
- سؤال وجواب | مشروعية تحصين الأولاد
- سؤال وجواب | هل يشرع قول الله م صل على محمد كما تحب وترضى له
- سؤال وجواب | كبرت وأبي لا يزال يخاف علي من المجتمع!
- سؤال وجواب | وكّل صديقه في بيع سيارته فباعها وجحد ثمنها
- سؤال وجواب | آثار العمل أمام الكمبيوتر لساعات طويلة
- سؤال وجواب | تسجيل ساعات عمل بدون حضور غش
- سؤال وجواب | حالات النزف التي تأتي بعد أشهر الولادة الأولى
- سؤال وجواب | منع الزوج من استعانة زوجته بأهل زوجها للإصلاح
- سؤال وجواب | بيع المذكرات (notebooks) للآخرين
- سؤال وجواب | لا حرج من تلاوة القرآن بنية الختمة والرقية مع النفث
آخر تحديث منذ 8 دقيقة
4 مشاهدة

أريد أن أسأل: كيف يمكننا أن نكثر من الطاعات، فنحن نريد أن نتزود منها، فأعطِ لنا أمثلة عليها.
.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:فالواجب على المسلم أن يحرص على ما افترضه الله عليه؛ فإنه ما تقرب إلى الله أحد بمثل أداء ما افترضه عليه، فيصلي الصلوات الخمس في أوقاتها، محافظا على شروطها، وأركانها، وواجباتها، ويؤدي زكاة ماله إذا بلغ ماله النصاب، ويصوم رمضان، ويحج البيت، ويعتمر إن استطاع إلى ذلك سبيلا، ويصدق الحديث، ويؤدي الأمانة، ويبر والديه، ويصل أرحامه، إلى غير ذلك من الواجبات فيأتي بها جميعها دون إخلال بشيء منها، ثم يكثر بعد ذلك من النوافل فإن العبد لا يزال يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه، فإذا أحبه كان سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وفي العبادات كلها قدر زائد على الواجب هو التطوع، ففي الصلاة يحرص على النوافل الرواتب، وصلاة الوتر، والضحى، وقيام الليل، وكلما أكثر من صلاة التطوع كان ذلك خيرا له؛ فإن الصلاة خير موضوع، وفي الصدقة يزيد على الواجب إخراجه بالتصدق بما يسره الله له غير مانٍّ ولا مؤذ بصدقته؛ فإن الأمر كما قال الله : مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {البقرة:261}.

وفي الصيام يحرص على صيام ثلاثة أيام من كل شهر؛ فإن هذا يعدل صيام الدهر، ويحرص على صيام يوم عرفة، وعاشوراء، والست من شوال، ويكثر من الصيام في عشر ذي الحجة، وشهر المحرم، وإن استطاع أن يحافظ على صوم الاثنين والخميس فهو حسن جدا، ويتابع بين الحج والعمرة مهما أمكنه، ويكثر من ذكر الله تعالى محافظا على الأذكار الموظفة في الأوقات، ملازما للذكر المطلق في جميع الحالات، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويبالغ في الإحسان إلى الخلق، ومعاملتهم باللين والرفق، ومساعدة من يحتاج إلى العون منهم، فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وبالجملة فأبواب العبادات كثيرة، وطرق الخير متنوعة.

وهذا رحمة من الله تعالى بعباده، فمن فتح له في باب منها فليلزمه، ومن وفقه الله للإتيان بما تيسر من النوافل بعد الفرائض، فإنه يزيد من مثوبته، بقدر ما يزيد من التقرب إلى الله تعالى.

وخذ هذا الكلام النفيس لابن القيم -رحمه الله - يصف فيه العابد المطلق لله تعالى، والذي لم يشتغل بنوع من أنواع العبودية، بل جعل حياته كلها لله تعالى، وجعل أوقاته كلها مستغرقة في البحث عن مراضيه، وتحقيق العبودية له سبحانه.

يقول ابن القيم: صاحب التعبد المطلق ليس له غَرَضٌ فِي تَعَبُّدٍ بِعَيْنِهِ يُؤْثِرُهُ عَلَى غَيْرِهِ، بَلْ غَرَضُهُ تَتَبُّعُ مَرْضَاةِ اللَّهِ تَعَالَى أَيْنَ كَانَتْ، فَمَدَارُ تَعَبُّدِهِ عَلَيْهَا، فَهُوَ لَا يَزَالُ مُتَنَقِّلًا فِي مَنَازِلِ الْعُبُودِيَّةِ، كُلَّمَا رُفِعَتْ لَهُ مَنْزِلَةٌ عَمِلَ عَلَى سَيْرِهِ إِلَيْهَا، وَاشْتَغَلَ بِهَا حَتَّى تَلُوحَ لَهُ مَنْزِلَةٌ أُخْرَى، فَهَذَا دَأْبَهُ فِي السَّيْرِ حَتَّى يَنْتَهِيَ سَيْرُهُ، فَإِنْ رَأَيْتَ الْعُلَمَاءَ رَأَيْتَهُ مَعَهُمْ، وَإِنْ رَأَيْتَ الْعُبَّادَ رَأَيْتَهُ مَعَهُمْ، وَإِنْ رَأَيْتَ الْمُجَاهِدِينَ رَأَيْتَهُ مَعَهُمْ، وَإِنْ رَأَيْتَ الذَّاكِرِينَ رَأَيْتَهُ مَعَهُمْ، وَإِنْ رَأَيْتَ الْمُتَصَدِّقِينَ الْمُحْسِنِينَ رَأَيْتَهُ مَعَهُمْ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَرْبَابَ الْجَمْعِيَّةِ وَعُكُوفِ الْقَلْبِ عَلَى اللَّهِ رَأَيْتَهُ مَعَهُمْ، فَهَذَا هُوَ الْعَبْدُ الْمُطْلَقُ، الَّذِي لَمْ تَمْلِكْهُ الرُّسُومُ، وَلَمْ تُقَيِّدْهُ الْقُيُودُ، وَلَمْ يَكُنْ عَمَلُهُ عَلَى مُرَادِ نَفْسِهِ وَمَا فِيهِ لَذَّتُهَا وَرَاحَتُهَا مِنَ الْعِبَادَاتِ، بَلْ هُوَ عَلَى مُرَادِ رَبِّهِ، وَلَوْ كَانَتْ رَاحَةُ نَفْسِهِ وَلَذَّتُهَا فِي سِوَاهُ، فَهَذَا هُوَ الْمُتَحَقِّقُ بِـ " {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] " حَقًّا، الْقَائِمُ بِهِمَا صِدْقًا، مَلْبَسُهُ مَا تَهَيَّأَ، وَمَأْكَلُهُ مَا تَيَسَّرَ، وَاشْتِغَالُهُ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ بِوَقْتِهِ، وَمَجْلِسُهُ حَيْثُ انْتَهَى بِهِ الْمَكَانُ وَوَجَدَهُ خَالِيًا، لَا تَمْلِكُهُ إِشَارَةٌ، وَلَا يَتَعَبَّدُهُ قَيْدٌ، وَلَا يَسْتَوْلِي عَلَيْهِ رَسْمٌ، حُرٌّ مُجَرَّدٌ، دَائِرٌ مَعَ الْأَمْرِ حَيْثُ دَارَ، يَدِينُ بِدِينِ الْآمِرِ أَنَّى تَوَجَّهَتْ رَكَائِبُهُ، وَيَدُورُ مَعَهُ حَيْثُ اسْتَقَلَّتْ مَضَارِبُهُ، يَأْنَسُ بِهِ كُلُّ مُحِقٍّ، وَيَسْتَوْحِشُ مِنْهُ كُلُّ مُبْطِلٍ، كَالْغَيْثِ حَيْثُ وَقَعَ نَفَعَ، وَكَالْنَخْلَةِ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَكُلُّهَا مَنْفَعَةٌ حَتَّى شَوْكُهَا، وَهُوَ مَوْضِعُ الْغِلْظَةِ مِنْهُ عَلَى الْمُخَالِفِينَ لِأَمْرِ اللَّهِ، وَالْغَضَبِ إِذَا انْتُهِكَتْ مَحَارِمُ اللَّهِ، فَهُوَ لِلَّهِ، وَبِاللَّهِ، وَمَعَ اللَّهِ، قَدْ صَحِبَ اللَّهَ بِلَا خَلْقٍ، وَصَحِبَ النَّاسَ بِلَا نَفْسٍ، بَلْ إِذَا كَانَ مَعَ اللَّهِ عَزَلَ الْخَلَائِقَ عَنِ الْبَيْنِ، وَتَخَلَّى عَنْهُمْ، وَإِذَا كَانَ مَعَ خَلْقِهِ عَزَلَ نَفْسَهُ مِنَ الْوَسَطِ وَتَخَلَّى عَنْهَا، فَوَاهًا لَهُ!.

مَا أَغْرَبَهُ بَيْنَ النَّاسِ!.

وَمَا أَشَدَّ وَحْشَتَهُ مِنْهُمْ!.

وَمَا أَعْظَمَ أُنْسَهُ بِاللَّهِ، وَفَرَحَهُ بِهِ، وَطُمَأْنِينَتَهُ وَسُكُونَهُ إِلَيْهِ!.

وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ، وَعَلَيْهِ الْتُكْلَانُ.

انتهى.

والله أعلم.
.



شاركنا تقييمك




اقرأ ايضا

- سؤال وجواب | تسبيح الكائنات ثابت في الكتاب والسنة
- سؤال وجواب | واجب من وعدت الله بأداء نوافل وأحيانا لا تقوم بها
- سؤال وجواب | مشروعية تحصين الأولاد
- سؤال وجواب | هل يشرع قول الله م صل على محمد كما تحب وترضى له
- سؤال وجواب | كبرت وأبي لا يزال يخاف علي من المجتمع!
- سؤال وجواب | وكّل صديقه في بيع سيارته فباعها وجحد ثمنها
- سؤال وجواب | آثار العمل أمام الكمبيوتر لساعات طويلة
- سؤال وجواب | تسجيل ساعات عمل بدون حضور غش
- سؤال وجواب | حالات النزف التي تأتي بعد أشهر الولادة الأولى
- سؤال وجواب | منع الزوج من استعانة زوجته بأهل زوجها للإصلاح
- سؤال وجواب | بيع المذكرات (notebooks) للآخرين
- سؤال وجواب | لا حرج من تلاوة القرآن بنية الختمة والرقية مع النفث
- سؤال وجواب | حد الحلف المحرم
- سؤال وجواب | لا يجب على من ذكر الله أو استغفره أن ينوي بذلك شيئا محددا
- سؤال وجواب | حكم قراءة المصلي أذكار ما بعد الصلاة وهو يمشي خارجا من المسجد
 
شاركنا رأيك بالموضوع
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا


أقسام مجموعة نيرمي الإعلامية عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 2024/09/22




كلمات بحث جوجل