مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | ذنوبه كبيرة ، وكثيرة ، فهل يمكن أن يكون من الخطائين التوابين ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | وقعت لي مشكلة أثناء عملي كبائعة في أحد المحلات التجارية، كيف أحلها؟- سؤال وجواب | تنكرت لي الدنيا وتغير الناس من حولي
- سؤال وجواب | زميلتي تتلذذ في إيذائي. فكيف أتخلص من شرها؟
- سؤال وجواب | أصبت بمرض التصلب المتعدد هل يؤثر على الزواج والإنجاب؟
- سؤال وجواب | كيفية التصرف تجاه اصطياد الزميل لأخطاء زميله ونقلها إلى المدير
- سؤال وجواب | هل كريم أفالون مناسب لعلاج المناطق الداكنة؟
- سؤال وجواب | نظر المرأة إلى الرجال الأجانب
- سؤال وجواب | الوقت المستحب لحضور الإمام للمسجد يوم الجمعة
- سؤال وجواب | هل تصرفاتي تدل على ضعف الشخصية؟
- سؤال وجواب | صعوبة في الحركة بعد استئصال الغضروف القطني، هل هذا طبيعي؟
- سؤال وجواب | أعاني من الوساوس ونوبات الهلع والخوف من الموت والمرض، فما توجيهكم؟
- سؤال وجواب | أعاني من جفاف الفم وكثرة التبول، فهل هذه بداية الإصابة بالسكري؟
- سؤال وجواب | هل تحرم عمولة موقع عرض الإعلانات لاحتمال أن ينشئ أحد زواره موقعا حراما
- سؤال وجواب | تأثير الدواء المحتوي للكورتيزون على الجنين. وعلاج الرءوس السوداء في الوجه
- سؤال وجواب | مرهم (اكنيمايسين) لعلاج حب الشباب، كم مدة العلاج؟
أنا أذنب ذنوبا يشيب لها الرأس ، والله إني أشعر بالهم لدرجة أقول أنا أتوب كثيراً ، ماذا أفعل ؟ وكيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابين ، مع العلم أن ذنوبي كبيرة ؟.
الحمد لله.
أولا : تجب التوبة إلى الله تعالى من الذنوب جميعا ، قال عز وجل : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/31.
وقال تعالى : ( وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) الحجرات / 11.
قال ابن القيم رحمه الله : " قسّم العباد إلى تائب وظالم ، وما ثم قسم ثالث ألبتة ، وأوقع اسم الظالم على من لم يتب ، ولا أظلم منه ؛ لجهله بربه وبحقه ، وبعيب نفسه ، وآفات أعماله ".
انتهى من " مدارج السالكين" (1 /178).
ثانيا : ليس هناك ذنب ، الشرك فما دونه من الذنوب والخطايا والموبقات ، ليس من هذا كله شيء أعظم من مغفرة الله ، ورحمته ، وعفوه ؛ فقط كل ما هنالك أن ينيب العبد إلى ربه ، ويقبل إليه بقلبه ، ويصحح توبته من الذنوب والخطايا ؛ قال الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) الزمر/53-55.
عن أَنَس بْن مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : (.
يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي : غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي ! يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ، ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا : لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ) رواه الترمذي (3540) ، وحسنه ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
قال ابن القيم رحمه الله : " وهو سبحانه يغفر الذنوب وإن تعاظمت ولا يبالى، فيبطلها ويبطل آثارها ، بأدنى سعى من العبد وتوبة نصوح وندم علي ما فعل ، وما ذاك إلا لوجود ما يحبه من توبة العبد وطاعته وتوحيده " انتهى من "الفوائد" (ص 126).
فالتوبة تجب ما قبلها ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب عليه.
ثالثا : الواجب على المسلم ألا يصر على فعل الذنوب ، فإن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ، وقد قال تعالى في وصف عباده المتقين : (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران/ 135.
قال ابن كثير رحمه الله : " قَوْلُهُ (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أَيْ تَابُوا مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَرَجَعُوا إِلَى اللَّهِ عَنْ قَرِيبٍ ، وَلَمْ يَسْتَمِرُّوا عَلَى الْمَعْصِيَةِ وَيُصِرُّوا عَلَيْهَا غَيْرَ مُقْلِعِينَ عَنْهَا، وَلَوْ تَكَرَّرَ مِنْهُمُ الذَّنْبُ تَابُوا عَنْهُ " انتهى من " تفسير ابن كثير" (2/ 109).
قال النووي رحمه الله : " لَوْ تَكَرَّرَ الذَّنْبُ مِائَةَ مَرَّةٍ أَوْ أَلْفَ مَرَّةٍ أَوْ أَكْثَرَ وَتَابَ فِي كُلِّ مَرَّةٍ قُبِلَتْ تَوْبَتُهُ وَسَقَطَتْ ذُنُوبُهُ ، وَلَوْ تَابَ عَنِ الْجَمِيعِ تَوْبَةً وَاحِدَةً بَعْدَ جَمِيعِهَا صَحَّتْ تَوْبَتُهُ ".
انتهى " شرح النووي على مسلم " (17/ 75).
خامسا : من علامات إيمان العبد أن تسره حسنته ، وتسوؤه سيئته.
روى أحمد (144) عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ ) وصححه محققو المسند.
فمحبة العبد للتوبة ، ورغبته في الاستقامة ، وبغضه للذنب الذي يفعله ، وشعوره بالهم والغم بارتكابه : من علامات صحة الإيمان ، ومن تصحيح التوبة والرجوع إلى الله.
وقد روى البخاري (6308) عن ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا ".
سادسا: الخوف الحقيقي من الله ، هو ما حجز عن محارم الله ، وأول التوبة عدم الإصرار على الذنب.
قال ابن القيم رحمه الله : " الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ الصَّادِقُ : مَا حَالَ بَيْنَ صَاحِبِهِ وَبَيْنَ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: صِدْقُ الْخَوْفِ هُوَ الْوَرَعُ عَنِ الْآثَامِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا.
وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ يَقُولُ: الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ مَا حَجَزَكَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ " انتهى من "مدارج السالكين" (1/ 510).
فطريق التوبة : الاستقامة على طاعة الله ، وترك معصيته ، وعدم الإصرار على فعل الذنب ، وخير الخطائين التوابون ، والله يحب التوابين ويحب المتطهرين ، فلا يكفي اعتراف العبد بالذنب مع تماديه فيه ، حتى يتوب إلى ربه ، ويسعى جاهدا في ذلك ، ويكثر من العمل الصالح ، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
وعلى ذلك يفهم قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) رواه الترمذي (2499) وحسنه الألباني.
قال القاري في "المرقاة" (4/ 1622): " أَيِ: الرَّجَّاعُونَ إِلَى اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ إِلَى الطَّاعَةِ ، أَوْ بِالْإِنَابَةِ مِنَ الْغَفْلَةِ إِلَى الذِّكْرِ " انتهى.
وقال السندي في "حاشيته على ابن ماجة" (2/ 562): " أَيْ: دُونَ الْمُصِرِّينَ ، فَإِنَّ الْإِصْرَارَ عَلَى الصَّغِيرَةِ يَجْعَلُهَا كَبِيرَةً ؛ فَكَيْفَ عَلَى الْكَبِيرَةِ ؟ " انتهى.
فالمصر على الذنوب ، المكثر منها ، ليس من التوابين في شيء ، بل هو من "الخطائين" فقط ، فليحذر العبد ما عند الله من غضب وعقاب ، أن يحل به ، قبل أن يبادر بتوبته ، أو يأتيه أجله.
والله تعالى أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أعاني من حالة القلق الاكتئابي وضيق التنفس، فما العلاج؟- سؤال وجواب | كيف أقوي عزيمتي وأبعد عني التفكير السلبي؟
- سؤال وجواب | بقعة سوداء تظهر على كليتي وتثير مخاوفي
- سؤال وجواب | إزالة اللبس عن "قصة الغرانيق" ومسألة "عصمة الأنبياء"
- سؤال وجواب | كيف أتخلص من شاب متهور يلاحقني؟
- سؤال وجواب | معنى قوله تعالى: (وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ)
- سؤال وجواب | تفسير قوله تعالى: (ولا أعلم ما في نفسك)
- سؤال وجواب | هل يدخل أولاد الأحفاد في شرط الواقف كون الغلة لأولاده وأولاد أولاده ماتعاقبوا؟
- سؤال وجواب | حكم ميراث الأبناء من مال أمهم الذي وهبه لها أبوها
- سؤال وجواب | معنى: .فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا.
- سؤال وجواب | نعاس يصيبني بعد تناول وجبة الغداء. فما سبب ذلك؟
- سؤال وجواب | عمله إجراء دراسات لأسواق التبغ من أجل تحسين عملية تسويقه ، فما حكم ذلك ؟
- سؤال وجواب | أعاني من اضطراب الدورة. فمتى يفضل عمل التحليل؟
- سؤال وجواب | معاناة والدي مع اكتئاب ثنائي القطبية دمر حياتنا
- سؤال وجواب | معنى كلمة (وفومها) في آية البقرة
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا