السلام عليكم.

أختي عمرها 18 سنة، تعاني من ضيق في التنفس وسعال شديد جدا منذ سنتين، والآن بها شرقة تحصل لها في أي وقت عند تناول الطعام أو شرب الماء أو على الريق، مع ألم في الحنجرة، حتى عند ملامسة الحنجرة من الخارج، علما أنها راجعت الكثير من أطباء أنف وأذن وحنجرة، والكثير منهم لم يستطع تشخيص حالة أختي.

أحد الأطباء وصف لها علاجا سبب لها ارتجاع المريء، لكن شفيت منه، وقرأت إحدى الاستشارات في موقعكم لنفس المرض الذي تعاني منه أختي، واستخدمت نفس العلاج وهو بخاخ كورتيزون فليكسوتايد موضعي قصبي، والذي يعمل على تخفيف القصبي والحنجري، إلى جانب مضاد الهستامين وبخاخ حساسية الصدر فينتال، فأرجو افادتي، هل سينفعها الدواء المذكور؟ وشكرا على جهدكم الكبير...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التشخيص التفريقي أو differential diagnosis لحالة أختك يقع بين مرضين أساسيين، والأقرب إلى الأعراض والحالة التي تعاني منها هو وجود جرثومة في المعدة، وهي الجرثومة الحلزونية حيث تؤدي تلك الجرثومة إلى الحموضة وضيق التنفس والكحة والشرقة، وإلى ما يعرف بارتجاع المريء.

ولذلك فإن ارتجاع المريء ليس مرضا في حد ذاته، بل ناتج عن وصول عصارة المعدة إلى المريء، ثم الحلق بسبب وجود جرثومة المعدة، وهذا ما يؤدي إلى الشعور بالاختناق وبحة الصوت والكحة وضيق التنفس، ويمكن تشخيص تلك الجرثومة H-Pylori من خلال وجود H-Pylori antigen في البراز، أو من خلال إجراء اختبار urea breath test وعند تشخيصه، فإن له علاج يسمى العلاج الثلاثي الذي يتكون من نوعين من المضادات الحيوية، بالإضافة إلى أحد الأدوية التي تقلل من إفراز أحماض المعدة، وبالتالي يتم القضاء على الجرثومة.

وحتى يتم الفحص والتشخيص يمكنك إعطاء الفتاة حبوب pantoprazole 40 mg قرصا واحدا على الريق صباحا، مع تناول حبوب domperidone 10 mg قرصا واحدا مرتين أو ثلاث مرات في اليوم قبل الأكل، وقرص بسكوبان busccopan للمغص ووجع البطن عند الضرورة.

ومما يساعد في علاج جرثومة المعدة تناول كبسولات Probiotic مرتين في اليوم، لعمل توازن بين البكتيريا الضارة والبكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، وللتخفيف من الغثيان والتجشؤ والحموضة يمكن تقسيم الوجبات اليومية إلى وجبات خفيفة ومتكررة، مع الإكثار من اللبن الرائب أو اللبن الزبادي خصوصا في وجبة العشاء، والبعد عن اللحوم المصنعة والوجبات الدسمة والمقليات والتوابل الحارة خصوصا في العشاء.

المرض الثاني: ولا أظن أن الفتاة تعاني منه، هو وجود حساسية في الصدر تؤدي إلى ضيق التنفس والكحة، وهذه الحساسية يتم علاجها بالبخاخات التي ذكرتها، ومن السهل التفريق بين الحالتين، فإن صدر من يعاني من الربو أو حساسية الصدر له صوت أزيز مستمر، وإن الزفير أطول كثيرا من الشهيق؛ لأن الهواء يخرج من الشعب الهوائية الضيقة، والطبيب يستطيع التفريق بين الحالتين بكل سهولة، وهناك الكثير من الاستشارات التي تناولت طريقة علاج مرض الربو أو حساسية الصدر والوقاية منه.

وفقكم الله لما فيه الخير..