السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي آلام في الجهة اليسرى من الصدر في مكان القلب، ومتنقل مع الألم في عضله الرقبة، عملت تخطيطا قال الدكتور سليم، والألم ما زال مستمراً إلى الآن.

وشكراً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فآلام الصدر شائعة جدا، وفي معظم الأحوال يعزو المريض معظم آلام صدره إلى القلب، علماً بأنه ليس كل الآلام الصدرية قلبية، كما أن آلام القلب يمكن أن تحدث في مكان آخر غير منطقة القلب، والآلام الصدرية غير القلبية أكثر شيوعا من آلام القلب، وخاصة في مثل سنك.

إن الآلام القلبية يمكن أن تحصل من عدة أمور من القلب، وأهم الآلام القلبية والصدرية ما يلي: ألم الخناق الصدري: ويظهر غالباً على شكل ضغط أو عصر في مقدمة الصدر خلف عظم الجؤجؤ (القص) أو ككمّاشة تمسك الصدر من جانبيه أو يكون بدرجة أخّف من ذلك، كوزن ثقيل على مقدمته أيضاً أو كحريق داخلي مؤلم، ويكون بسبب نقص التروية، وهو نادر أن يحصل في مثل سنك إلا إذا كان المريض مدخنا وعنده ضغط وسكري وسمنة وزيادة كوليستيرول في وقت مبكر من عمره أو عنده أمراض تجعله عرضة لنقص التروية القلبية.

وجع الخناق ينتشر نحو الذراع الأيسر أو الأيمن أو الاثنين معاً، وكذلك نحو الفكين أو الظهر، وكلما زادت مساحة انتشاره وتعددت، كلما عبّر ذلك عن زيادة في قوته وحدّته، وأكّد على وجوده وثباته.

إنما الذي يميز هذا الألم ويحدده بشكل واضح وقاطع أنه يظهر أثناء الجهد، أثناء المشي السريع صعوداً مثلاً أو ضد الريح، وفي الأجواء الباردة أو بعد وجبات الطعام، كما يمكن أن يظهر أيضاً نتيجةً لإجهاد نفسي شديد كالغضب والانفعالات النفسية والعاطفية، يضطر الألم الخناقي صاحبه في كل الأحوال لتوقيف الجهد، وإلاّ تطوّر وازداد بشكل مخيف.

التوقف عن الجهد يتبعه ارتياح ظاهر وزوال تدريجي، حتى لا تكاد تمضي دقائق قليلة إلاّ ويعود المريض إلى حالته الطبيعية كأن شيئاً لم يكن، كما أن من خصائص الخناق الصدري أيضا، وكدليل ثابت لا يخطئ، أنه يخفّ ويزول نهائياً بعد حوالي دقيقة، أو دقيقتين من وضع "النيتروغليسيرين"، تحت اللسان حتى تذوب.

أيضا وجع التهاب غلاف القلب الخارجي الواقي (التامور)، والألم هنا يزداد مع السعال والبلع والشهيق، ويخفّ أثناء الجلوس مع الانحناء إلى الأمام.

من الآلام التي يمكن أن تحصل هو ألم الصدر المترافق مع ترهل الصمامات التاجية، وهي آلام في منطقة الصدر الأيسر، ولا تكون لها علاقة مع الجهد وعادة ما يتم كشف ذلك بالفحص وعمل (الايكو) إلا أن الألم لا يكون قريبا من عضلات الرقبة.

أما الآلام غير القلبية، فيمكن أن تكون من التهاب المفاصل التي تصل الأضلاع والغضاريف الأمامية للصدر، وفي هذه الحالة يزيد الألم مع حركة الصدر، ويكون هناك ألم عند الضغط على هذه المفاصل.

من الآلام الشائعة هو الشد الذي يحص في العضلات الصدرية، وألمها يكون مستمرا، وقد يزداد في حركات معينة ووضعيات معينة، وعلى الأكثر هذا ما تعاني منه، وحسب الوصف.

يمكن أن يشعر المريض بألم في الصدر إذا كان يشكو من الفتق الحجابي، وفتوق المعدة، واضطرابات الزاوية الطحالية للقولون، أو بلع الهواء، وتكاثره في المعدة والأمعاء.

هذه الآلام الصدرية القلبية جميعها، باستثناء آلام تضيق الشرايين التاجية أو انسدادها، غالباً ما يكون مكانها قرب الثدي الأيسر أو بعيداً عنه قليلاً تحت عظم الترقوة، كما هو الحال عندك.

الحمد لله أن الطبيب قد طمأنك أن القلب سليم، عليك الانتباه إلى الوضعيات التي يزيد فيها الألم، وعدم التعرض لهواء بارد، وتناول المسكنات، أما إذا استمر الألم فأرى أن تراجع طبيبا مختصا بأمراض الروماتيزم.

وبالله التوفيق.
.