السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أردت أن أستفسر عن موضوع "المسيح الدجال" وقدرته، مثل: أمر السحاب، وإحياء الموتى.
، وهل ما يفعله هي قدرة مخلوقة معه، أم أنها تكنلوجيا من البشر؟ لأن في هذه الفترة هناك مشروع يهودي ينشر غازاً اسمه "كيمتريل" في سماء الدول العالمية، وفي هذه الفترة انتشر هذا الغاز في سماء البلدان العربية والإسلامية، وهذا المشروع إذا اكتمل يستطيعون من خلاله جعل السماء تمطر على دولة معينة، وعن طريق التكنلوجيا.

والسحر منتشر، ويستطيع أي ساحر أمر الشيطان أن يتلبس جسد ميت، ثم يحييه، ويوهم الناس، ولكن هل الدجال ينتظر اكتمال هذا المشروع؟ لأنه مجرد إنسان ويعتمد على التكنلوجيا والسحر.

ويقال بأن هذا المشروع أكبر هدف لإبليس ينتظره منذ آلاف السنين، ويسمى "رأس الهرم" أي أنه آخر أهداف إبليس، وهو التحكم بالطقس وجعلها مثل الشاشة السينمائية يخلق أشكال كما يريد ويوهم الناس.

الله أعلم، وأتمنى الإجابة؛ لأن هذا السؤال معي دائمًا.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - أيها الولد الحبيب – في استشارات موقعنا، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنبنا وإياك الفتن ما ظهر منها وما بطن.

والدَّجال -أيها الحبيب- أعظم فتنة حذر منها النبي - صلى الله عليه وسلم – وقد حذر الأنبياء قبله أقوامهم هذه الفتنة، من نوح – عليه السلام – فمن بعده، وبالغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في النصح والإبانة عن أحواله، وبيان فتنته، فوصفه للأمة ووصف ما يكون منه، والأحاديث في ذكر الدجال كثيرة، ومنها ما فيه بيان ما يفعله ويموّه به على الناس، فقد قال - عليه الصلاة والسلام -: (يأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السماء فتُمطر والأرض فتُنبت، فتروح عليهم ساريتهم أطول ما كانت ذُرًا وأسبغه ضروعًا وأمدَّه خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم فيُصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فيتبعه كنزوها كعسيب النحل) إلى آخر الحديث.

فهذا فيه بيان بعض ما آتاه الله تعالى من الخوارق، ليس لكرامته على الله ، ولكن ليمتحنه سبحانه وتعالى ويبتلي به من شاء من عباده، وهذا الذي يفعله الدجال مما لا شك فيه ولا ريب أنه بتقدير الله سبحانه وتعالى، وأنه لا يقدر على شيء إلا ما أقدره الله تعالى عليه، وإنما أقدره الله تعالى على ذلك لحكمة بالغة، ليختبر عباده ويبتليهم، ليرى من كان مؤمنًا بربه حقًّا ومن كان بخلاف ذلك، وكما قلتُ: قد أبان النبي - صلى الله عليه وسلم – حاله تمام الإبانة بحيث لا يبقى لمعتذر عذر.

ومن الأحاديث التي بيَّن فيها النبي - صلى الله عليه وسلم – خطر الدجال وأنه قد بيّن حاله للناس تمام البيان، قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إني لأُنْذِرْكُموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبيٌ لقومه: إنه أعور، وإن الله ليس بأعور).

وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم – عن باقي صفاته وأنه مكتوب بين عينيه (كافر) ووصف عينه - صلى الله عليه وسلم – بأنه أعور العين اليُمنى، كأن عينه عنبة طافية.

إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة، وهذا كله – كما قلت – بيان وقطع للعذر والحُجَّة التي قد يحتجُّ بها من يغتر بهذا الكافر وما يدّعيه من الربوبية والألوهية.

أما كيف يفعل ما يفعل مما أخبر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فهذا علمه عند الله ، لا نعرفه الآن، وإنما نؤمن بما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم – من أنه يأمر السماء أن تُمطر فتُطمر، وذلك بأمر الله تعالى وقدرته، وإلا فإنه لا يقدر على شيء من ذلك، وعندما يريد الله عز وجل فضحه وإظهار حقيقته للناس لا يقدر على شيء مما كان يقدر عليه، فيُعطيه الله عز وجل ويُسخّر له هذه المخلوقات وقتًا، ثم يسلب عنه تلك القدرة.

نسأل الله تعالى أن يعصمنا وإياك من كل فتنة.
.