هل يمكن التخلص من الصدفية نهائيا؟ وما هي أفضل العلاجات؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ Xagep حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: إن كان السؤال: هل يمكن التخلص من الصدفية نهائياً (أي شفاء لا عودة للمرض بعده)، فالجواب: لا، وهو ليس افتراء، ولكنه مبني على حقائق، منها أن المرض وراثي، وكل العلاجات الموجودة الآن تُعالج الظاهر ولا تعالج العلة الأساسية عند المريض، ولكن ذلك لا يعني أن المرض قد يختفي لسنوات ثم يعود، أو أن يتحول من الشكل العنيد إلى الشكل الخفيف.

في كل كتب العالم المهتمة بالصدفية توجد هذه العبارة أو أحد مرادفاتها (الصدفية مرضٌ قابل للعلاج ولكن غير قابل للشفاء).

من خلال تجربتنا مع عددٍ كبير من المرضى بالصدفية لم يُشف أحد منهم على مدى 25 سنة من العلاج، ولكن المرض كان يتلاشى ثم يعود بعد إيقاف العلاج بفترة متفاوتة حسب المريض والعوامل المؤثرة عليه، وحسب المرض وشدته وتوضعه، والعلاج المستعمل، ولذلك جداول خاصة منشورة.

أفضل العلاجات الموجودة تعتمد حسب شدة المرض، فالموضع المحدود يعالج بالمراهم الكورتيزونية أو مشتقات فيتامين (د 3 )، والمتوسط الانتشار يعالج بالأشعة فوق البنفسجية على اختلاف أشكالها، والشديد المنتشر المعاند يعالج بـ (ميثوتريكسات، أو ريتينويدز، أو سايكلو سبورين، أو موفيتيل)؛ ولكن لكل منها أضرار جانبية، وطرق استعمال ومتابعة طبية، وضرورة إجراء تحاليل دورية، ولا تُعطى إلا تحت الإشراف.

وأخيراً، فإن العصر الجديد للعلاجات الحيوية (بيولوجيك) يُعتبر ثورة في عالم العلاج؛ وذلك لفاعليتها وسلامتها، ولكنها للأسف غاليةٌ جداً، ولا تتوفر إلا في المراكز المتخصصة، وغالباً ما تُعطى بجرعة أسبوعية لمدة 12 أسبوعا، وقد تُكرر، وقد تصل قيمة الحقنة الواحدة منها إلى 10 آلاف دولار، كما وأن تجربة العالم بها محدودة بفترة زمنية قصيرة لا تتجاوز السنين، ولربما أظهر الزمن مزيداً من الميزات لها، أو لربما العكس قد يتبين مع الزمن أن لها أضراراً لم تكن بالحسبان، ولكن النتائج إلى الآن مُبشرة ومشجعة، ومشكلتها الكبرى هي قيمتها.

(ذكرنا في أكثر من إجابة سابقة الصدفية وعلاجاتها، فيمكن الرجوع إليها).

والله الموفق..