السلام عليكم أنا فتاة في 21 من عمري، أعاني من عادة نتف شعر حاجبي منذ أكثر من 5 سنوات عند التوتر والقلق، وخاصة في أيام الامتحانات والدراسة، وقد حاولت كثيرا الابتعاد عن هذه العادة لكن في كل مرة أنقطع عنها أعود إليها بعد فترة قصيرة عند الوقوع في ضيق أو أزمة، أو عند الدراسة للامتحانات.

أنا أريد الابتعاد عنها، ولكن كيف؟ وما الحل؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل عادة نتف الشعر هي أحد المتنفسات النفسية الخاطئة التي يُلجأ إليها عند التوتر، وفي بعض الأحيان يأخذ نتف الشعر نمطا نسميه وسواسيا؛ أي أنه يصبح نوعاً من التكرار الوسواسي وهنا يسمى باسم ترايكلتومينا، والعلاج -أيتها الفاضلة الكريمة- ليس بالصعب أبداً.

أولاً: يجب أن يكون لك العزيمة والإصرار أنه هذه العادة قبيحة وسيئة ومشوهة للفتاة، هذا هو الأمر الأول.

الأمر الثاني: التعبير عن القلق والتوتر يكون بطرق أخرى: أن تتحدثي وتعبري عن ذاتك، لا تكتمي، أن لا تحتقني، أن تمارسي تمارين استرخائية مثل تمارين التنفس المتدرج، وهذه بسيطة جداً، اجلسي في مكان هادئ، قولي: بسم الله الرحمن الرحيم، أغمضي عينيك، افتحي فمك قليلاً، وتأملي في شيء جميل بالرغم من توترك، خذي بعد ذلك نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، اجعلي صدرك يمتلئ بالهواء، أمسكي الهواء في الصدر لمدة 4 ثواني ثم أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم، وهذا هو الزفير، كرري هذا التمرين 5 مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، أو عند الحاجة، وسوف تجدين فيه فائدة كبيرة جداً وعظيمة.

وهذا علاج جيد جداً ومن التمارين السلوكية التي أنصح بها كثيراً، وهو أن تجلسي على الكرسي أمامك الطاولة تصوري أنك تودين الآن نتف شعر الرأس أو شعر الحواجب أو شيء من هذا القبيل، وضعي إصبعيك على حاجبك وتأملي وتفكري وقولي لنفسك الآن أريد أن أنتف شعري لكن لا تقومي بذلك بل قومي بسحب يدك بسرعة وقوة واضربي بها على سطح الطاولة الصلبة حتى تحسي بألم شديد على يدك، هنا اربطي بين فكرة نتف الشعر من الحاجب وهذا الألم الذي وقع عليك، الربط فيما بينهما وجد علماء السلوك أنه يؤدي إلى تنافر كبير ويضعف الفعل الوسواسي، هذا تمرين ليس بلعبة أو مزحة كما يعتقد بعض الناس، هو تمرين علمي ومفيد جداً، كرريه 5 مرات أيضاً بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.

تمرين آخر مشابه جداً له: شمي رائحة قبيحة وفي ذات الوقت فكري في نزع أو نتف الشعر من الحاجب، الفكرة أيضاً أن تربطي بين متضادين من الناحية السلوكية؛ لأن الألم مكروه والرائحة النتنة مكروهة، وهذا يضعف تلقائياً هذا النوع من هذا الوسواس الانفعالي.

أيتها الفاضلة الكريمة: عبري عن ذاتك دائماً، لا تحتقني، وزعي وقتك بصورة طيبة، أكثري من الدعاء في صلاتك، كوني بارة بوالديك ضعي آمالا مستقبلية، يجب أن لا يكون هنالك خواء في التفكير يدفعك لهذا الفعل أي فعل النتف، الحياة طيبة وجميلة ويمكن أن تستثمريها بصورة طيبة جداً.

أيتها الفاضلة الكريمة: دراسات كثيرة أشارت أن بعض الأدوية تساعد جداً في علاج هذه الحالة ومنها عقارا يعرف باسم فافرين، واسمه العلمي فلوفكسمين، إن استطعت أن تذهبي إلى طبيب فهذا أمر جيد، وإن لم تستطيعي فالدواء سليم ولا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية عند البنات.

الجرعة المطلوبة في حالتك جرعة بسيطة، ابدئي بـجرعة 50 مليجراما تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة 10 أيام، بعد ذلك ارفعي الجرعة واجعليها 100 مليجراما ليلاً، وهذه ليست جرعة كبيرة، جرعة ما بين الصغيرة والمتوسطة؛ لأن الجرعة الكلية هي 300 مليجراما، لكنك لست في حاجة لهذه الجرعة الكبيرة، إذاً استمري على جرعة 100 مليجراما ليلاً لمدة أربعة أشهر، هذه أيضاً ليست مدة طويلة، بعد ذلك خفضي الجرعة إلى 50 مليجراما ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعليها 50 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

لا بد أن تأخذي هذا الإرشاد والاسترشاد بكليته، طبقي ما ذكرته لك من تعليمات وإرشاد سلوكي، وتناولي الدواء بالصورة التي ذكرتها لك -وإن شاء الله تعالى- سوف يزول كل الذي تعانين منه.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد..