السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والدتي -حفظها الله - عندما أتاها خبر وفاة والدها كان الأمر على أساس أن يكون سراً بينها وبين القائل حتى يتم إخبار الباقين فيما بعد، ومنذ ذلك الوقت توقفت الدورة لمدة طويلة عندها - أي سنوات - ومنذ ذلك الحين وهي تأتيها في فترات متباعدة جداً، فما التشخيص؟ وهل من الممكن أن يسبب ذلك أي آثار لها؟ مع العلم أن عمرها تقريباً 45 سنة، وليس لديها زوج (مطلقة) فما رأي الدكتورة سامية في ذلك؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن المعروف أن الحالة النفسية تؤثر تأثيراً واضحاً على انتظام الدورة، وقد تؤدي إلى اضطراب شديد في الدورة، ومن الواضح أن والدتك كانت واقعة تحت ضغط نفسي شديد في تلك الفترة، فمن جهة أن والدها قد توفي، ومن جهة أخرى لم يكن مسموحاً لها أن تبدي تأثرها بحادثة الوفاة، وكانت مضطرة لكتمان مشاعرها في تلك الفترة، وقد أثّر ذلك الكبت عليها تأثيراً ظهر على شكل الانقطاع الذي حصل في الدورة.

ومن الممكن أن والدتك قد دخلت في سن ما قبل انقطاع الدورة الآن، فالدورة لم تنقطع تماماً، ولكنها تأتي على فترات متباعدة، ويجب عليها إجراء تحليل للهرمونات لمعرفة حقيقة الأمر، والهرمونات المطلوبة هي: Lh / fsh / tsh / free t4 / prolactin / estradiol.

وأما بالنسبة لمضار ذلك الاضطراب فالمهم معرفة السبب بتحليل الهرمونات - كما ذكرت - ومن المهم أيضاً إجراء تصوير للرحم والمبايض لاستبعاد وجود أية أكياس على المبايض، وكذلك قياس سماكة بطانة الرحم، فإن كانت سميكة نظراً لغياب الدورة لفترات بعيدة فيجب إنزال الدورة حتى لا تؤثر سماكة البطانة على الرحم من حيث حصول تغييرات في خلاياه، كما يجب عليها إن أظهرت الهرمونات دخولها في مرحلة بداية انقطاع الدورة تناول الكالسيوم لوقاية عظامها من الهشاشة - لا قدر الله - وقد يفيدها أيضاً تناول منتجات فول الصويا، والذي يعتبر غنياً بالهرمون الأنثوي الطبيعي، ويوجد على شكل كبسولات في الصيدليات، وأيضاً يوجد في الجمعيات حليب الصويا.

أسأل الله تعالى أن يسلم الوالدة الكريمة من كل مكروه وسوء..