السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 15 عاما، أشعر بألم في المبيض الأيسر، ولم تنزل علي الدورة، وأشعر بأنها غير منتظمة، وأخاف أن تؤثر علي مستقبلا في مسألة الإنجاب.

علما بأن آخر دورة كانت يوم 13 رمضان، ونحن اليوم 14 شوال، وأنا أتناول أدوية كمكملات غذائية لأنني أعاني من فقر الدم، فهل هو السبب في تأخر الدورة؟ وهل عدم وجود إفرازات مهبلية أمر طبيعي بعد الدورة؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ Loole حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، يا ابنتي: حفظك الله ورعاك من كل مكروه وسوء.

يحدث البلوغ وتنزل الدورة الأولى عند الفتيات في متوسط عمر 13 عاما، والدورة في السنوات الثلاث الأولى تكون دورة بدون تبويض، أي أن المبايض لم تنضج بعد لإخراج البويضات، والتي بدورها تفرز نوعين من الهرمونات، الأول: هو هرمون الأستروجين، والذي يزيد في النصف الأول من الشهر، وهو مسئول عن بداية بناء بطانة الرحم التي سقطت في دورة الشهر السابق، والهرمون الثاني هو هرمون البروجيستيرون، وهو المسئول عن زيادة سماكة بطانة الرحم وتغذيتها حتى تصبح قادرة على زرع البويضة المخصبة في حالة الزواج، وفي حالة الفتيات تموت البويضة والجراب الذي خرجت منه، وتقل نسبة الهرمونات، وتتساقط بطانة الرحم من جديد، وهذا ما يحدث في الوضع الطبيعي للفتيات وللسيدات بعد مرور فترة معينة من دورة البلوغ وبعد انتظام الدورة الشهرية.

ولكن بالنسبة لك الآن: الأمر ليس هكذا، فلا يوجد تبويض عندك الآن، والمسئول عن الدورة الشهرية هو هرمون واحد وهو هرمون الأستروجين، وعندما يقل هذا الهرمون في الدم؛ تنزل الدورة، وعندما يرجع إلى مستواه يرتفع الدم، ولذلك تأتي لك الدورة غير منتظمة، ولا تتبع القواعد المعروفة للدورة، وقد يستمر هذا الوضع لعام آخر حتى تكملي ال 16، وربما بعد ذلك بشهور، فلا تقلقي ولا تنزعجي من عدم انتظام الدورة في الفترة القادمة.

والمطلوب منك هو المحافظة على الوزن، لأن زيادة الوزن هي التي تضر بالدورة، وتؤدي إلى عدم انتظامها، والمحافظة على الوزن من خلال تنظيم الأكل، وممارسة الرياضة، والحركة.

وفقر الدم له علاقة بطبيعة الأكل، فيجب التركيز على الغذاء الصحي، مثل: اللحوم، والدجاج، والأسماك، والتمور، والفواكه، والخضروات، وترك وجبات المطاعم، والطعام السيء الذي يتناوله الشباب، ويؤدي في النهاية إلى ضعف الدم، ويمكن لك أخذ كبسولات مقويات بمعدل كبسولة يوميا لتعويض النقص مع التغذية الجيدة.

والإفرازات قد تأتي أكثر قبل وبعد الدورة، ولكن في مثل سنك فالأصل عدم وجودها، أو أنها تكون موجودة ولكنة غير محسوسة، وأرجوا منك عدم التفكير في مثل هذه الأمور، لأن الطريق ما زال أمامك طويلا للقراءة في مثل هذه الأمور والاطلاع عليها، فقط يجب التركيز في الدراسة، وتعودي على الصلاة، وحفظ القرآن، حتى يحفظك الله بحفظه.

وفقك الله لما فيه الخير.
.