مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | آزر اسم أبي إبراهيم عليه السلام
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | طلاق الغضبان- سؤال وجواب | المسافر إذا جمع الظهر والعصر في وقت الأولى ثم صلى العصر إماما
- سؤال وجواب | طلق زوجته بعد العقد ثلاثا في غيابها
- سؤال وجواب | هل طلب المرأة الطلاق من زوجها دون رضا والديها من العقوق؟
- سؤال وجواب | تاب من علاقة محرمة مع كافرة فهل يتركها أم يدعوها إلى الإسلام؟
- سؤال وجواب | حرمت التوفيق بسبب المعاصي، فكيف أرجع إلى الله ؟
- سؤال وجواب | عدة ونفقة وسكنى المطلقة ثلاثا
- سؤال وجواب | حكم قطرة الأنف للصائم
- سؤال وجواب | نذر أن يعطي الفقراء مالاً ، فهل يجوز له أن يصرف ذلك النذر في مساعدة من يريد النكاح ؟
- سؤال وجواب | استفزته زوجته فتلفظ بالطلاق، فما الحكم؟
- سؤال وجواب | الحياة كلها أمل وتفاؤل إذا نحيت القلق والضيق جانباً.
- سؤال وجواب | سجلت بحسابات كثيرة في الإيميل ومواقع التواصل وأصبحت أوسوس بها، فما العمل؟
- سؤال وجواب | طلقني زوجي الطلقة الثالثة، ثم أخذ يشكك في وقوع الطلقة الثانية
- سؤال وجواب | نذر أن يذبح عجلاً ويريد أن يستبدل به خرافا بنفس قيمة العجل
- سؤال وجواب | أرسل قرضا بالريال واستلم بالدولار فبأي عملة يرجع القرض؟ ومن يتحمل تكاليف الإرسال؟
من الذي أشار إليه القرآن بأنه الأب الحقيقي لإبراهيم عليه السلام ، وما هو الرأي الأرجح الموافق لأهل السنة والجماعة ، هل هو " آزر " أم " تارخ " ؟.
الحمد لله.
اختلف العلماء في اسم والد خليل الله إبراهيم عليه السلام ، على قولين : القول الأول : اسمه " تارح "، أو " تارخ "، وهو قول أكثر العلماء والمفسرين ، بل قال الزجاج : " لا خلاف بين النسابين في أن اسم أبي إبراهيم تارح " انتهى من " معاني القرآن " (2/265) وقد اعترض الإمام القرطبي على نقل الإجماع بإثبات وجود الخلاف.
وقال ابن كثير رحمه الله : " جمهور أهل النسب - منهم ابن عباس - على أن اسم أبيه تارح ، وأهل الكتاب يقولون تارخ " انتهى من " البداية والنهاية " (1/163) وقد ورد ذلك في صريح كلام ابن عباس : كما عند ابن أبي حاتم في " التفسير " (4/1324-1325) بإسنادين عنه.
وصريح كلام مجاهد أيضا : كما في " جامع البيان " للطبري (11/466) وصريح كلام ابن جريج : أخرجه ابن المنذر بسند صحيح كما قال السيوطي في " الدر المنثور " (3/300)، وفي " الحاوي " (2/259) ومع شهرة هذا القول ، فلا نعلم له أصلا من كتاب الله ، أو السنة الصحيحة ، ولعل عمدة من قاله من أهل العلم أحاديث أهل الكتاب ، وأقوال النسابين الذين يستقون منهم.
ويبقى السؤال – بناء على هذا القول – ما المقصود بـ " آزر " إذن في الآية الكريمة : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) الأنعام/74.
فنقول ، اختلفوا في توجيه الآية إلى أقوال كثيرة : 1- قال بعض المفسرين : إن لوالد إبراهيم عليه السلام اسمين ، آزر ، و " تارح "، كما روى الطبري في " جامع البيان " (11/466) بسنده عن سعيد بن عبد العزيز قال : هو " آزر " ، وهو " تارح " ، مثل " إسرائيل " و " يعقوب ".
وقال كثير من المفسرين إن أبا إبراهيم اسمه بالسريانية تارح وبغيرها آزر.
2- وصرح بعضهم بأن " آزر " اسم صنم ، كما قال مجاهد : آزر لم يكن بأبيه ، إنما هو صنم.
رواه الطبري في " جامع البيان " (11/466) من طريقين عنه ، وخاض القائلون بهذا في إيجاد تأويلات معنوية وإعرابية للآية بما يطول على القارئ نقله ولا حاجة له به.
3- وقال آخرون : " هو سبٌّ وعيب بكلامهم ، ومعناه : معوَجٌّ ، كأنه تأوّل أنه عابه بزَيْغه واعوجاجه عن الحق " انتهى من " جامع البيان " (11/467) 4- وجوز الطبري رحمه الله أيضا أن يكون " آزر " لقبا لوالد إبراهيم ، وليس اسما.
ذكر ذلك في " جامع البيان " (11/469)، ونقله بعض المفسرين عن مقاتل بن سليمان، وفي معنى هذا اللقب " آزر " أقوال كثيرة.
إلى آخر التأويلات والتخريجات التي لا يقوم عليها دليل.
القول الثاني : اسمه " آزر "، أخذا بظاهر الآية الكريمة : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) الأنعام/74.
وبظاهر الحديث الشريف الذي يرويه الإمام البخاري رحمه الله في " صحيحه " (3350): عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِي ؟ فَيَقُولُ أَبُوهُ : فَالْيَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ.
فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ : يَا رَبِّ ، إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ، فَأَي خِزْىٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ ؟! فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا إِبْرَاهِيمُ مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ ؟ فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ ) وأشهر من قال بهذا القول إمام المغازي والسير: محمد بن إسحاق ، كما روى ذلك عنه ابن جرير الطبري بسنده في " جامع البيان " (11/466) قال : حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة بن الفضل قال ، حدثني محمد بن إسحاق قال : " آزر "، أبو إبراهيم ، وكان - فيما ذكر لنا والله أعلم - رجلا من أهل كُوثَى ، من قرية بالسواد ، سواد الكوفة.
ورواه الطبري في تفسيره (11/467) عن السدي.
واختاره الإمام الطبري فقال : " أولى القولين بالصواب منهما عندي قولُ من قال : هو اسم أبيه ؛ لأن الله تعالى ذكره أخبر أنه أبوه ، وهو القول المحفوظ من قول أهل العلم ، دون القول الآخر الذي زعم قائلُه أنه نعتٌ " انتهى من " جامع البيان " (11/468) قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله – في تعليقه على تأويلات القول الأول: " هذه الأقوال وغيرها مما ذهب إليه بعض المفسرين لا تستند إلى دليل ، وأقوال النسابين لا ثقة بها ، وما في الكتب السالفة ليس حجة على القرآن ، فهو الحجة ، وهو المهيمن على غيره من الكتب ، والصحيح أن آزر هو الاسم العَلَم لأبي إبراهيم كما سماه الله في كتابه " انتهى باختصار من تحقيق كتاب " المعرب " للجواليقي (ص/77).
ثم عقد الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في آخر تحقيقه للكتاب مبحثا خاصا بعنوان : " آزر تحقيق أنه اسم أبي إبراهيم عليه السلام " (ص/407-413)، وكان مما قال فيه : " وبعد : فإن الذي ألجأهم إلى هذا العنت شيئان اثنان : قول النسابين ، وما في كتب أهل الكتاب.
أما قول النسابين فإن هذه الأنساب القديمة مختلفة مضطربة ، وفيها من الخلاف العجب – وذكر مثالا على اختلاف النسابين ، ثم قال - وأما كتب أهل الكتاب فإن الله سبحانه وصف هذا القرآن فقال : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) المائدة/48.
والمهيمن الرقيب ، فهذا القرآن رقيب على غيره من الكتب ، وليس شيء منها رقيبا عليه.
والحجة القاطعة في نفي التأويلات التي زعموها في كلمة " آزر " وفي إبطال ما سموه قراءات تخرج باللفظ عن أنه علم لوالد إبراهيم ، الحديث الصحيح الصريح في البخاري – فذكر الحديث السابق ، ثم قال - فهذا النص يدل على أنه اسمه العلم ، وهو لا يحتمل التأويل ولا التحريف.
ووجه الحجة فيه : أن هذا النبي الذي جاءنا بالقرآن من عند الله فصدقناه وآمنا أنه لا ينطق عن الهوى هو الذي أخبر أن آزر أبو إبراهيم ، وذكره باسمه العلم في حديثه الصحيح ، وهو المبين لكتاب الله بسنته ، فما خالفها من التأويل أو التفسير باطل.
وهذه الأخبار عن الأمم المطوية في دفائن الدهور المتغلغلة في القدم قبل تأريخ التواريخ ، لا نعلم عنها خبرا صحيحا إلا ما حكاه النبي المعصوم ، إخبارا عن الغيب بما أوحى الله إليه في كتابه ، أو ألقى في روعه في سنته وحيا أو إلهاما ، إذ لا سبيل غيره الآن لتحقيقها تحقيقا علميا تاريخيا ، وما ورد في كتب أهل الكتاب لم تثبت نسبته إلى من نسب إليه بأية طريق من طرق الثبوت ، فلا يصلح أن يكون حجة لأحد أو عليه.
وليس لمعترض أن يشكك في صحة الحديث الذي روينا ، فإن أهل العلم بالحديث حكموا بصحته ، وكفى برواية البخاري إياه في صحيحه تصحيحا ، وهم أهل الذكر في هذا الفن ، وعنهم يؤخذ ، وبهم يقتدى في التوثق من صحة الحديث " انتهى من تحقيق كتاب " المعرب " للجواليقي (ص/411-413) وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (4/216-217) : " آزر هو أبو إبراهيم ، لقوله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً )، وهذا نص قطعي صريح لا يحتاج إلى اجتهاد ، ورجح ذلك الإمام ابن جرير وابن كثير " انتهى.
عبد العزيز بن باز – عبد الرزاق عفيفي – عبد الله بن غديان – عبد الله بن قعود.
وبهذا يتبين أن " آزر " هو اسم والد إبراهيم الحقيقي كما هو ظاهر القرآن والسنة ، وهو القول الراجح إن شاء الله تعالى ، وذلك لا يعني نفي أن يكون " تارح " أيضا اسم علم له ، سواء في لغة أخرى ، أو عند قوم آخرين ، خاصة وأن بعض الدارسين في اللسانيات يقررون أن اسم " آزر " هو نفسه اسم " تارح " وإنما طرأ عليه شيء من التغيير مع مرور الزمان وتغير اللهجات.
يقول الدكتور عبد الرحيم الهندي : " وهناك احتمال آخر ، وهو أن لفظ آزر هو تارح ، طرأ عليه شيء من التغيير ، قد يبدو هذا غريبا ، ولكن الحقائق تؤيد هذا الاحتمال.
إن اسمه المذكور في التوراة (التكوين 11/26) (تيرح)، وفي ترجمة التوراة اليونانية المعروفة بالترجمة السبعينية كتب اسمه هكذا : (.) ونطقه : " ثرّا " ، وقد حذفت منه الحاء ، ويرى " غيجر " أن " ثرا " بالقلب المكاني أصبح " آثر "، ثم " آزر ".
ومثل هذا التغيير جائز الوقوع ، ومثال آخر لذلك " عيسى "، وأصله بالعبرية " يشوع " فقد انتقلت فيه العين من آخر الكلمة إلى أولها ، وأصبحت الواو ياء " انتهى من تحقيق " المعرَّب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم " للجواليقي (ت540هـ) (ص/135) ومن مراجع التفسير : " زاد المسير " (2/46)، " الجامع لأحكام القرآن " (7/22-23)، " تفسير القرآن العظيم " (3/288-289)، " التحرير والتنوير " (7/310-312) ولا يفوتنا التنبيه هنا إلى أن الاختلاف في اسم أبي إبراهيم عليه السلام ليس من مسائل العقيدة التي يبحث فيها عن قول أهل السنة والجماعة ، بل هي مسألة علمية اجتهادية للاجتهاد فيها حظ واسع من النظر ، وقد قال بكلا القولين من كبار المفسرين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أرسل قرضا بالريال واستلم بالدولار فبأي عملة يرجع القرض؟ ومن يتحمل تكاليف الإرسال؟- سؤال وجواب | طلاق الثلاث إذا وقع قبل الدخول
- سؤال وجواب | أعاني من الوسواس القهري ومن القلق والتوتر
- سؤال وجواب | الاكتئاب بسبب العقم
- سؤال وجواب | هل يجوز الرجوع إلى الزوجة بعد قول الزوج لها: أنت طالق بالثلاث؟
- سؤال وجواب | من بر الأم نصحها وإرشادها إلى ما فيه مصلحتها
- سؤال وجواب | هل يوجد علاج لطنين الأذن المزمن؟
- سؤال وجواب | الفرق بين السنة والندب والاستحباب والنفل
- سؤال وجواب | حكم قول الزوج: طالق طالق طالق
- سؤال وجواب | أعاني من حموضة مزمنة لدرجة أني لا أستطيع النوم بسبب الارتجاع!
- سؤال وجواب | طلق زوجته مرتين وأرجعها ثم طلقها وهي حائض
- سؤال وجواب | حلمها ومناها أن تتوب
- سؤال وجواب | من قال لامرأته: لا أريدها زوجة، وهي طالق
- سؤال وجواب | طلق امرأته ثلاثا وهو في حالة غضب شديد
- سؤال وجواب | أتاها الدم قبل وقته واكتمل لها 15 يوما
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا