مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | حكم إلقاء السلام على المتلبس بالمعصية
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم الصلاة بالألبسة الجلدية- سؤال وجواب | المقصود بقوله تعالى: فأوحى إلى عبده.
- سؤال وجواب | الشكوى. أنواعها. وحكم كل نوع
- سؤال وجواب | هل أنا مريضة نفسيا، أم أني مصابة بالعين؟
- سؤال وجواب | حلف أن فلانا لن يأتي - بناء على غلبة ظنه - ، فأتى ، فهل عليه كفارة ؟
- سؤال وجواب | أهمية معرفة الميكروب المسبب للمرض لمعرفة نجاح العلاج.
- سؤال وجواب | حكم التعامل مع الجن
- سؤال وجواب | البلغم الشديد عند الأطفال
- سؤال وجواب | من حلف على المصحف وهو جنب كاذبًا لئلا يهدم بيته
- سؤال وجواب | حكم أخذ المرأة نفقتها ونفقة أولادها بطريق الحيلة
- سؤال وجواب | ألم في الخصية اليسرى وأعلى الفخذ. أفيدوني
- سؤال وجواب | أقوال أهل العلم في طهارة جلد الميتة
- سؤال وجواب | EMS تقنية التحفيز العضلي، ما فوائدها وما أضرارها؟
- سؤال وجواب | يرد المال الذي أخذ بغير حق لصاحبه بطريقة ما
- سؤال وجواب | مسائل في القصر والجمع للمسافر
ما حكم ابتداء حليق اللحية أو مسبل الثوب بالسلام أو أي شخص مسلم كان على منكر ؛ كمن يدخن مثلا ، هل أبدأه بالسلام وهو يدخن ؟.
الحمد لله.
أولا : من الحقوق الثابتة للمسلم على أخيه المسلم : أن يسلم عليه إذا لقيه.
روى مسلم (2163) ، وأحمد (8638) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ )، قِيلَ : مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ).
ولا يبطل هذه الحقوق وقوع المسلم في بعض الذنوب والمعاصي ، فإن هذا لا يسلم منه أحد ؛ لا سيما إذا كانت من الصغائر واللمم ، أو كان متسترا بما وقع فيه ، مستحييا منه ، نادما عليه.
ولكن إذا وقع المسلم في بعض الكبائر ولم يتب منها ، فهذا هو الذي يشرع هجره ، بشرط أن يكون في هذا الهجر مصلحة.
ويتأكد ذلك الأمر : إذا كان مجاهرا بذنبه ، مستخفا به ، أو داعيا إليه ، ناشرا للفاحشة بين المؤمنين ، فمثل هذا يتأكد في حقه الهجر جدا.
والمصلحة من عدم إلقاء السلام على صاحب المعصية ؛ هي تأديب هذا العاصي ، ومحاصرة معصيته ، وحماية المجتمع منها.
فإذا كان عدم إلقاء السلام على العصاة يحقق هذه المصلحة ، فيكون مطلوبا.
أما إذا كان لا يحققها بل يزيد الأمر سوءا ، كأن يكون هذا العاصي صحبته كلهم أهل سوء ، وبعدم تسليمك عليه يحصل نفور بينكما ، فتنفرد به هذه الصحبة ، ولا يجد الناصح ؛ فهنا الأولى إلقاء السلام عليه وتأليف قلبه ، لأن الإعراض عنه في هذه الحالة لا يحقق المقصود ، بل تفوت معه المصلحة.
وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : " احتار كثير من المسلمين في مسألة إلقاء السلام من عدمه على العاصي المجاهر حال عصيانه كشرب الدخان ، هل من قاعدة تبين هذه المسألة وأمثالها أفتونا مأجورين ؟ فأجاب : نعم القاعدة : أولاً : الفسوق لا يخرج الإنسان من الإيمان ، ولا يجوز هجر المؤمن أكثر من ثلاثة أيام ، لكن إذا كان الهجر دواءً له ، بمعنى : أنه إذا رأى أن فلاناً هجره ، أو أن الناس هجروه ، استقام وصلحت حاله : فحينئذٍ يكون الهجر محموداً.
الهجر قد يكون مستحباً ، وقد يكون واجباً ، بحسب ما يترتب عليه ، ولهذا هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحبيه ، وأمر الناس بهجرهم لتخلفهم عن غزوة تبوك ، لكن هذا الهجر نفع أم لم ينفع ؟ نفع ؛ لأنه زادهم لجوءاً إلى الله عز وجل وقوة إيمان.
فالمهم يا أخي ! أن الهجر إذا كان فيه مصلحة بالنسبة للفاسق : فاهجره ، وإلا : لا تهجره ، لو مررت بشخصٍ يشرب الدخان ، والدخان معصية وحرام ، والإصرار عليه ينزل صاحبه من مرتبة العدالة إلى مرتبة الفسوق سلم عليه ، إذا رأيت أن هجره لا يفيد ، سلم عليه ، ربما إذا سلمت عليه ووقفت معه وحدثته بأن هذا حرام ، وأنه لا يليق بك ، ربما يمتثل ويطفئ السيجارة ولا يعود.
لكن لو أنك لم تسلم عليه : كبُر ذلك في نفسه ، وكرهك ، وكره ما تأتي به من نصيحة.
حتى لو أصر على المعصية : سلم عليه ، وانصحه ".
انتهى من " لقاء الباب المفتوح " ( 165 / 12 ترقيم الشاملة ).
ثم يتأكد جانب : ترك الهجر ، والمداراة ، والاستصلاح : إذا كان مثل ذلك في زمان ، أو مكان : تضعف فيه السنة ، وأهلها ، وتزداد فيه غربة القائمين عليها ، وتضعف فيها آثار النبوة والرسالة ، والبينات الشرعية.
جاء في "مسائل إسحاق الكوسج" ، للإمام أحمد (2/565) : " مَن يقولُ : القرآن مخلوق ؟ قَالَ : ألحق به كل بلية.
قُلْتُ : فتظهرُ العداوة لهم ، أو تداريهم ؟ قَالَ : أهل خراسان لا يَقْوَوْن بهم ، يقول : كأن المداراة " ! انتهى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وهذا الجواب منه ، مع قوله في القدرية: لو تركنا الرواية عن القدرية لتركناها عن أكثر أهل البصرة ، ومع ما كان يعاملهم به في المحنة: من الدفع بالتي هي أحسن ، ومخاطبتهم بالحجج يفسر ما في كلامه وأفعاله من هجرهم ، والنهي عن مجالستهم ومكالمتهم.
فإن الهجرة نوع من أنواع التعزير، والعقوبة نوع من أنواع الهجرة التي هي ترك السيئات.
وعقوبة الظالم وتعزيره مشروط بالقدرة ؛ فلهذا اختلف حكم الشرع.
بين القادر والعاجز ، وبين قلة نوع الظالم المبتدع وكثرته ، وقوته وضعفه ، كما يختلف الحكم بذلك في سائر أنواع الظلم من الكفر والفسوق والعصيان.
فإن كل ما حرمه الله فهو ظلم؛ إما في حق الله فقط ، وإما في حق عباده ، وإما فيهما.
وما أمر به من هجر الترك والانتهاء ، وهجر العقوبة والتعزير : إنما هو إذا لم يكن فيه مصلحة دينية راجحة على فعله.
وإلا ؛ فإذا كان في السيئة حسنة راجحة : لم تكن سيئة.
وإذا كان في العقوبة مفسدة راجحة على الجريمة : لم تكن حسنة؛ بل تكون سيئة.
وإن كانت مكافئة : لم تكن حسنة ، ولا سيئة.
فالهجران : قد يكون مقصوده ترك سيئة البدعة ، التي هي ظلم وذنب وإثم وفساد.
وقد يكون مقصوده فعل حسنة الجهاد ، والنهي عن المنكر ، وعقوبة الظالمين لينزجروا ويرتدعوا ، وليقوى الإيمان والعمل الصالح عند أهله.
فإن عقوبة الظالم تمنع النفوس عن ظلمه ، وتحضها على فعل ضد ظلمه: من الإيمان والسنة ونحو ذلك.
فإذا لم يكن في هجرانه انزجار أحد ، ولا انتهاء أحد؛ بل بطلان كثير من الحسنات المأمور بها لم تكن هجرةً مأمورا بها ، كما ذكره أحمد عن أهل خراسان إذ ذاك: أنهم لم يكونوا يقوون بالجهمية ! فإذا عجزوا عن إظهار العداوة لهم : سقط الأمر بفعل هذه الحسنة ، وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف ، ولعله أن يكون فيه تأليف الفاجر القوي.
وكذلك لما كثر القدر في أهل البصرة : فلو ترك رواية الحديث عنهم ، لا ندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم.
فإذا تعذر إقامة الواجبات ، من العلم والجهاد وغير ذلك ، إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب كان تحصيل مصلحة الواجب ، مع مفسدة مرجوحة معه ؛ خيرا من العكس.
ثانيا : هجر العاصي إنما يشرع إذا كان هذا الشخص يرتكب المعصية ، وهو يعلم أنها معصية ، ولا عذر له فيها.
أما إذا كان جاهلا بحكمها ، أو كان يقلد من يفتي بأنها ليست معصية ، أو كان مكرَهًا ، أو متأولا ، فإنه لا يحكم عليه بأنه فعل معصية ، ولا يكون آثمًا ؛ وحينئذ : لا يكون هجره سائغا، من حيث الأصل.
والأمثلة الثلاثة التي ذكرتها : لا تخرج عن هذا ، في الأعم الأغلب من حال الناس اليوم.
أما إسبال الثياب ، فجمهور العلماء يرون أنه لا يحرم ، إلا إذا فعله الإنسان على سبيل الكبر ، فمن أخذ بهذا القول ، إما اجتهادا وبحثا في الأدلة ، وإما تقليدا : فإنه لا ينكر عليه أصلا ، فضلا عن أن يحكم عليه بأنه عاصٍ ، أو يهجر وانظر تفصيلا لحكم هذه المسألة في الفتوى رقم : (
102260
).وأما التدخين ، وحلق اللحية : فقد سبق في الموقع بيان الأدلة على تحريم التدخين ، وتحريم حلق اللحية ، انظر الفتوى رقم :(
219947
) ، (10922
).ولكن يوجد من المعاصرين من يفتي بأنهما ليسا حراما ، فإذا قلدهما العامي الذي يثق في علمهم من يفتي بذلك ، وليس عنده القدرة على البحث والنظر في الأدلة ، فإنه يكون معذورا إذ (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا).
على أن حلق اللحية يفعله بعض الناس ، وهو يعلم أنه معصية في نفسه ، ولكنه يفعل ذلك مكرها ، إما حقيقة ، وإما يتأول ذلك ، حيث يخشى من بطش بعض الحكومات الجائرة التي تضطهد من يعفي لحيته ؛ فمثل هؤلاء لا نجزم أنهم عصاة ، بل جانب العذر في حقهم : وارد جدا ، والله تعالى بر رحيم ، يحب العذر لعباده ، ولا يعنتهم.
والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | مذهب المالكية في استعمال جلد الميتة ولبسه- سؤال وجواب | مصدر قول علي وابن مسعود في طهارة جلد الميتة بالدباغ
- سؤال وجواب | الكيس الدهني في الثدي
- سؤال وجواب | حكم الملابس المصنعة من جلود الخنازير والصلاة فيها
- سؤال وجواب | حكم قول : (آمين) بعد قراءة سورة الفاتحة خارج الصلاة
- سؤال وجواب | سرق من مال أبيه وشريكه فكيف يرد المال بعد وفاة أبيه، وما حكم الانتفاع براتب التقاعد من شركة التأمين؟
- سؤال وجواب | الإحسان إلى الأب واجب ولو تزوج من غير الأم
- سؤال وجواب | ما هي أفضل الكريمات التي تستخدم لتبييض المنطقة الحساسة؟
- سؤال وجواب | حمية غذائية مناسبة لمن يعاني من السمنة ويعيش في الريف
- سؤال وجواب | حدود الحرم المكي
- سؤال وجواب | لدي فطريات ممستعصية بين الفخدين، ما علاجها؟
- سؤال وجواب | زوجتي تعاني أثناء الحمل من التهاب اللوزتين فما هو العلاج؟
- سؤال وجواب | مدى صحة نسبة القول بطهارة جلود الميتة لعلي وابن مسعود
- سؤال وجواب | العذر بالجهل في رش الحناء والحليب في المنزل لدفع العين
- سؤال وجواب | وجوب عودة الزوجة لبيتها إذا حصلت الرجعة
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا