مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | هل "الحد" ثابت لله ؟!
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | ألم بالأضلاع يزيد عند السعال والحركة، ما تشخيصه؟- سؤال وجواب | حكم دفع الزكاة لمركز احتياجات خاصة
- سؤال وجواب | واجب من استيقظ وصلى ثم وجد بقعة في لباسه
- سؤال وجواب | حكم العمل في الفنادق السياحية
- سؤال وجواب | عاد الاكتئاب مرة أخرى بعد التحسن على الفلوزاك، فهل أزيد الجرعة؟
- سؤال وجواب | متى يكون الصيام المترتب على ارتكاب محظورات الإحرام
- سؤال وجواب | ما يلزم المحرم إذا لبس المخيط
- سؤال وجواب | حكم من دفعت الزكاة لوالديها جاهلة
- سؤال وجواب | من دفع الزكاة ولا يدري أقل من الواجب أو أكثر
- سؤال وجواب | ابني يعاني من زيادة في الوزن، وحساس جدا، فكيف أتعامل معه؟
- سؤال وجواب | حكم إعطاء الزكاة للأخ غير الفقير التارك للصلاة الساب للدين
- سؤال وجواب | أتلقَّى اللوم من أمي وإخوتي على تربيتهم!
- سؤال وجواب | ما يلزم من رجعت لبلدها بدون طواف إفاضة وسعي
- سؤال وجواب | هل انسداد الأنف يسبب انتفاخًا وألما في المعدة؟
- سؤال وجواب | دفع زكاته إلى من يظنه فقيرًا فتبين أنه غني
هل الله عز وجل محدود أم غير محدود ؟!.
الحمد لله.
أولا : الأصل في الكلام عن الأسماء والصفات النقل ، إذ إن أسماء الله وصفاته توقيفية كما حرر ذلك أهل العلم.
ينظر : إجابة السؤال رقم : (
106256
) ثانيا : باب الإخبار عن الله تعالى أوسع من باب الأسماء والصفات.قال ابن القيم رحمه الله : " ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته ، كالشيء والموجود والقائم بنفسه ؛ فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا " انتهى.
"بدائع الفوائد" (1/169) وقال أيضا : " ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي ، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا ، فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه : هل هي توقيفية ، أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع " انتهى مختصرا.
"بدائع الفوائد" (1/170) ثالثا : قد ذم أهل العلم إطلاق القول ، نفياً أو إثباتاً ، في الألفاظ المحدثة المجملة ، قبل الاستفصال عن معناها عند قائلها ، ورد القول في ذلك إلى المحكم الثابت من الكتاب والسنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله : " إذا منع إطلاق هذه المجملات المحدثات في النفي والإثبات ، ووقع الاستفسار والتفصيل : تبيَّنَ سواءُ السبيل.
وبذلك يتبين أن الشارع عليه الصلاة والسلام ، نص على كل ما يعصم من المهالك ، نصا قاطعا للعذر ، وقال تعالى : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ) سورة التوبة /115 ، وقال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) المائدة/3 ".
ثم قال : " وهذه الجملة : يُعلم تفصيلها بالبحث والنظر ، والتتبع والاستقراء ، والطلب لعلم هذه المسائل في الكتاب والسنة ؛ فمن طلب ذلك وجد في الكتاب والسنة من النصوص القاطعة للعذر في هذه المسائل ، ما فيه غاية الهدي والبيان والشفاء.
وذلك يكون بشيئين : أحدهما : معرفة معاني الكتاب والسنة.
والثاني : معرفة معاني الألفاظ التي ينطق بها هؤلاء المختلفون ، حتى يحسن أن يطبق بين معاني التنزيل ، ومعاني أهل الخوض في أصول الدين ؛ فحينئذ يتبين له أن الكتاب حاكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، كما قال تعالي : كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ البقرة /213 ، وقال تعالي وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ الشورى /10 ، وقال فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً * أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً النساء / 59 – 61.
ولهذا يوجد كثيرا في كلام السلف والأئمة : النهي عن إطلاق موارد النزاع بالنفي والإثبات ، وليس ذلك لخلو النقيضين عن الحق ، ولا قصور أو تقصير في بيان الحق ؛ ولكن لأن تلك العبارة من الألفاظ المجملة المتشابهة ، المشتملة علي حق وباطل ؛ ففي إثباتها إثبات حق وباطل ، وفي نفيها نفي حق وباطل ، فيمنع من كلا الإطلاقين.
بخلاف النصوص الإلهية ، فإنها فرقان فرق الله بها بين الحق والباطل.
ولهذا كان سلف الأمة وأئمتها يجعلون كلام الله ورسوله هو الإمام والفرقان الذي يجب اتباعه ؛ فيثبتون ما أثبته الله ورسوله ، وينفون ما نفاه الله ورسوله ، ويجعلون العبارات المحدثة المجملة المتشابهة ممنوعا من إطلاقها : نفيا وإثباتا ؛ لا يطلقون اللفظ ولا ينفونه إلا بعد الاستفسار والتفصيل ؛ فإذا تبين المعنى أثبت حقه ونفي باطله ، بخلاف كلام الله ورسوله فإنه حق يجب قبوله وإن لم يفهم معناه ، وكلام غير المعصوم لا يجب قبوله حتى يفهم معناه.
وأما المختلفون في الكتاب ، المخالفون له ، المتفقون علي مفارقته : فتجعل كل طائفة ما أصلته من أصول دينها الذي ابتدعته هو الإمام الذي يجب اتباعه ، وتجعل ما خالف ذلك من نصوص الكتاب والسنة من المجملات المتشابهات التي لا يجوز اتباعها ، بل يتعين حملها علي ما وافق أصلهم الذي ابتدعوه ، أوالإعراض عنها وترك التدبر لها ".
"درء تعارض العقل والنقل" (1/73-77).
رابعاً : إذا وقع الاستفصال عن المعنى ، ورددنا محل النزاع إلى كتاب وسنة رسوله : ساغ استخدام اللفظ الحادث ، للدلالة على معنى ثابت ، عند من يحتاج إلى ذلك.
قال شيخ الإسلام : " اذا أثبت الرجل معنى حقا ، ونفى معنى باطلا ، واحتاج إلى التعبير عن ذلك بعبارة لأجل إفهام المخاطب ، لأنها من لغة المخاطب ونحو ذلك : لم يكن ذلك منهيا عنه ؛ لأن ذلك يكون من باب ترجمة أسمائه وآياته بلغة أخرى ، ليفهم أهل تلك اللغة معاني كلامه وأسمائه ، وهذا جائز ، بل مستحب أحيانا ، بل واجب أحيانا.
وإن لم يكن ذلك مشروعا على الإطلاق ؛ كمخاطبة أهل هذه الاصطلاحات الخاصة في أسماء الله وصفاته وأصول الدين باصطلاحهم الخاص ، إذا كانت المعاني التي تبيَّن لهم هي معاني القرآن والسنة ،.
وهذه الترجمة تجوز لإفهام المخاطب ، بلا نزاع بين العلماء ".
انتهى.
بيان تلبيس الجهمية (2/389).
خامسا : من هذا الباب لفظ " الحد " المذكور في السؤال ؛ فمن أراد بإثبات الحد ، أنه سبحانه وتعالى بائن عن خلقه بحد فاصل ، بين الخالق والمخلوق ، فلا يحل شيء من المخلوقات بذاته جل جلاله ، كما أنه لا يحل بشيء من خلقه ولا يتّحد به : فهذا معنى صحيح ، يُخْبَر به عن الله تعالى ، وإن لم يكن صفة ثبوتية ، تضاف إليه سبحانه.
قال شيخ الإسلام : " ولما كان الجهمية يقولون ما مضمونه : إن الخالقَ لا يتميّز عن الخلقِ ، فيجحدون صفاته التي يتميّز بها ، ويجحدون قدره ، فبيّن ابن المبارك أنّ الرب سبحانه وتعالى على عرشه مباين لخلقه ، منفصلٌ عنه ، وذكر الحدّ لأن الجهمية كانوا يقولون : ليس له حدٌّ ، وما لا حدّ له لا يباينُ المخلوقاتِ ، ولا يكون فوق العالم ، لأن ذلك مستلزم للحدِّ ، فلما سألوا أمير المؤمنين عبد الله بن المبارك : بماذا نعرفه ؟ قال : بأنه فوق سماواته ، على عرشه ، بائن من خلقه ، فذكروا لازم ذلك الذي تنفيه الجهمية ، وبنفيهم له ينفون ملزومه الذي هو وجوده فوق العرشِ ، ومباينته للمخلوقات ، فقالوا له : بحدٍّ ؟ قال : بحدّ .".
انتهى باختصار.
بيان تلبيس الجهمية (1/443 ).
وقال شيخ الإسلام أيضا : " هذا اللفظ لم نثبت به صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة ؛ بل بيّنّا به ما عطله المبطلون من وجود الرب تعالى ومباينته لخلقه وثبوت حقيقته ".
"بيان تلبيس الجهمية" (1/445) ومن هنا نتبين أن إطلاق جمع من السلف لهذا اللفظ كان ردا على الجهمية والحلولية وأشباههم من أهل البدعة ، وبياناً لمعنى شرعي صحيح في نفس الأمر ، وإن كان الشرع لم يعبر عنه بهذا اللفظ.
سادساً : إثبات الحد لله تعالى ، والإخبار به عنه : لا يعني أن الخلق يُحيطون به علماً ، سبحانه ، أو أنهم يعلمون منتهى ذلك الحد ، قال تعالى : ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) طه/110 ، وقال : ( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاء ) البقرة/255.
قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله : " والله تعالى له حد لا يعلمه أحد غيره ، ولا يجوز لأحد أن يتوهم لحده غاية في نفسه ، ولكن يؤمن بالحد ، ويَكِل علم ذلك إلى الله.
ولمكانه أيضا حد ، وهو على عرشه فوق سماواته.
فهذان حدان اثنان ".
انتهى.
"نقض الدارمي على بشر المريسي" (223-224) ، وينظر : "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (7/193).
والله تعالى أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | شرف الغاية لا يسوغ استعمال الوسيلة المحرمة- سؤال وجواب | دفع زكاته لامرأة يظنها فقيرة فبان له أنها غنية
- سؤال وجواب | حكم إعطاء الأب الفقير من الزكاة
- سؤال وجواب | حكاية النبي صلى الله عليه وسلم للشعر
- سؤال وجواب | سبب الشرقة الحادثة أثناء النوم والضحك وعلاجها
- سؤال وجواب | مذاهب العلماء في العدل والتسوية بين الزوجات فيما زاد على الواجب
- سؤال وجواب | تعلقي بشقيقتي التي أعاملها كأمي، يثير الشكوك لدى أبي!
- سؤال وجواب | حكم من دفع الزكاة لغير مستحقيها
- سؤال وجواب | الأخذ بقول الجمهور في المسائل المختلف فيها
- سؤال وجواب | ما تفسير نزول الدم من الثدي أثناء شفط الحليب؟
- سؤال وجواب | اليتم بمجرده ليس وصفا مبيحا لأخذ الزكاة
- سؤال وجواب | لا يجوز ترك الصلاة لأجل السلس
- سؤال وجواب | هل يعطى طلبة العلوم الدنيوية من الزكاة
- سؤال وجواب | محل جواز إعطاء الغارم في معصية من الزكاة
- سؤال وجواب | الحالات التي يعتبر فيها الموت الدماغي موتًا مؤكدًا
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا