مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | هل يعذَّب في قبره من تكون حسناته أكثر من سيئاته في الميزان ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | هل أتزوج من متزوج ويختلف عنا في لون بشرته؟- سؤال وجواب | حلمة الثدي لدي غير ظاهرة، فهل يؤثر ذلك على الحياة الزوجية؟
- سؤال وجواب | أثر ارتفاع هرمون (FSH) على إمكانية الإنجاب
- سؤال وجواب | أخاف من الحديث مع الناس ومقابلتهم، فساعدوني.
- سؤال وجواب | أحكام من يتصرف في أموال أبيه المصاب بالخرف، ويبيع من الذهب لإخراج زكاته
- سؤال وجواب | معلومات عن الزكاة في الإسلام
- سؤال وجواب | ما يترتب على إفساد الصوم الواجب وصوم التطوع بالاستمناء
- سؤال وجواب | هل يلزم طاعة الوالدين في عدم كفالة اللقيط؟
- سؤال وجواب | ما هي صفات الصديق الصالح؟
- سؤال وجواب | أعاني من قلق وضيق تنفس خفيف، ما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | فقدان الشعر لكثافته ولمعانه وعلاقته بتكيسات المبيض والشعرانية
- سؤال وجواب | واجب من كانت تصرف من أموال التبرعات على نفسها
- سؤال وجواب | اعاني من نزول الدم بعد انتهاء الدورة، فما سببها؟
- سؤال وجواب | هل هناك مرض يسمى التليف الابتدائي في الرحم؟
- سؤال وجواب | حكم صرف الأولاد من أموال المريض الطاعن في السن لرعايته
أفهم ، وأدرك ، أن المسلم يمكن أن يُعذَّب في القبر ، لكن الذي أريد أن أعرفه هو التالي : نعلم أن الإنسان المسلم سوف توزن أعماله يوم القيامة ، فإن رجحت الحسنات على السيئات : فإن الله عز وجل سيغفر لهذا المسلم ، أو المسلمة ، ويدخله الجنة ، سؤالي هو : عندما يكون نفس هذا الإنسان المسلم في القبر , فهل سيعذَّب في قبره على الرغم من أن الله عز وجل سيغفر له يوم القيامة ؟ وهل سنُعذب في الآخرة على الرغم من أننا سندخل الجنة ؟ ..
الحمد لله.
أولاً : ثبت عذاب القبر ونعيمه عند أهل السنَّة والجماعة ، كما جاء ذلك دلت في الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، وعليه أجمع سلف الأمة.
وفي جواب السؤالين ( 7862 ) و (
21212
) بيان أن عذاب القبر منه ما يستمر إلى قيام الساعة ، ومنه ما ينقطع.ثانياً : ينبغي أن يُعْلم أن كثرة الحسنات على السيئات ليست بمنجية صاحبَها من عذاب القبر بذاتها ؛ لأن الوعيد المترتب على العذاب في البرزخ ، ليس هو الوعيد المترتب على العذاب في نار جهنم ، وقد يأتي المسلم بسبب واحد من أسباب العذاب في قبره ، فيعذَّب عليها ، وله أمثال الجبال من الحسنات.
والميزان الذي توزن به أعمال الناس فيشقى بعده طوائف خفت موازينهم ، ويسعد آخرون ثقلت موزاينهم : إنما يكون في آخر المطاف ، بعد أن يقطع الناس أشواطاً في مراحل الدار الآخرة.
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله - : والذي تدل عليه الآي ، والأخبار : أن من ثقل ميزانه : فقد نجا وسلِم ، وبالجنة أيقن ، وعلِم أنه لا يدخل النار بعد ذلك ، والله أعلم.
" التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " ( ص 272 ).
والمسلم الذي نفترض كثرة حسناته لو وضعت في الميزان بعد موته مباشرة : لا ينجو من عذاب القبر، إن شاء الله تعذيبه على بعض سيئاته تلك ، وليتأمل الأخ السائل المسائل التالية فهي تحل الإشكال الوارد في ذهنه : 1.
من كثرت حسناته على سيئاته وأجاب الملَكين في القبر عن أسئلتهم : لا يعني بالضرورة أنه ينجو من عذاب القبر إذا جاء بما يستحق عليه العذاب من سيئاته تلك ، وشاء الله أن يعذبه عليها في قبره.
2.
من كثرت حسناته على سيئاته ليس بالضرورة إذا رأى مقعده من الجنة في قبره ، أنه لن يعذَّب على ما شاء الله من ذنوبه ، وللعلماء في هذا قولان : الأول : أن من ارتكب سيئات وشاء الله تعذيبه في القبر ، وهو في الآخرة من أهل الجنة : أنه يرى مقعده من الجنة باعتبار مآله.
والثاني : أنه يرى مقعده من النار باعتبار حاله.
وينظر جواب رقم : (
121628
) فهو مهم.وعليه : فإن زيادة حسنات العبد على سيئاته ، ليس بمانع من أن يعذب في قبره على بعض ذنوبه التي ورد الوعيد لفاعلها بالعذاب في قبره.
مثل عقوبة المرابي وأنه يسبح في نهر دم ، وعقوبة الزناة والزانيات ، والعقوبة على النميمة ، والغلول من الغنائم ، والكذب ، وعدم الاستبراء من البول ، وغير ذلك مما جاءت النصوص واضحة في التنصيص على معاصٍ بعينها.
وانظر تفصيل ذلك في جوابي السؤالين (
46068
) و (45325
).ثالثاً : ومن حكمة الله تعالى أنه لم يجعل الميزان أول موت العبد ؛ ويبدو لنا بعض الحكَم من ذلك نرجو أن تكون موافقة للصواب : 1.
أنه يُخفف حِمل السيئات على العاصي بما يصيبه من عذاب القبر ؛ تخفيفاً عنه من عذاب جهنم ، ولا شك أن ما يصيب العاصي من عذاب القبر أهون عليه مما يصيبه من نار جهنم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ما يحصل للمؤمن في الدنيا والبرزخ والقيامة من الآلام التي هي عذاب : فإن ذلك يُكفِّر الله به خطاياه ، كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا حزَن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله به من خطاياه ).
" مجموع الفتاوى " ( 24 / 375 ).
قال رحمه الله : السبب الثامن : ما يحصل في القبر ، من الفتنة ، والضغطة ، والروعة ، فإن هذا مما يكفّر به الخطايا.
" مجموع الفتاوى " ( 7 / 500 ).
2.
أنه ليس كل مَن جاء بحسنات تبقى معه حتى يدخل بها الجنة ، ولا من جاء بسيئات تبقى معه حتى يدخل بسببها النار ، فثمة ما يُسمَّى " المقاصة " ، وهو أخذ أصحاب الحقوق من حسنات من ظلمهم ، أو إلقاء سيئاتهم عليه ، كما في حديث " المفلس " الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه ، وهذا إنما يكون قبل الميزان.
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله - : و أما المخلِّطون : فحسناتهم توضع في الكفة النيرة ، وسيئاتهم في الكفة المظلمة ، فيكون لكبائرهم ثقل ؛ فإن كانت الحسنات أثقل ، ولو بصؤابة – وهي بيضة القَمْل - : دخل الجنة ، وإن كانت السيئات أثقل ، ولو بصؤابة : دخل النار ، إلا أن يغفر الله ، وإن تساويا : كان من أصحاب الأعراف ، هذا إن كانت الكبائر فيما بينه وبين الله ، وأما إن كانت عليه تبعات ، وكانت له حسنات كثيرة : فإنه ينقص من ثواب حسناته بقدر جزاء السيئات ؛ لكثرة ما عليه من التبعات ، فيحمل عليه مِن أوزار مَن ظلمه ، ثم يعذب على الجميع ، هذا ما تقتضيه الأخبار.
" التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " ( ص 269 ، 270 ).
3.
أنه لم تنقطع الحسنات ، ولا السيئات بالموت ، بل ثمة " حسنات جارية " ، و " سيئات جارية " ، فالأول : كمن تصدَّق بصدقة جارية ، أو علَّم علماً نافعاً ، أو دلَّ غيره على عمل صالحٍ ، أو كان له ذرية يعملون بعد موته بطاعات ، وكل ذلك مما يجعل للميت مجالاً لزيادة الحسنات ، وأما الثاني : فهو لمن دلَّ غيره على عمل فاسد ، أو ابتدع بدعة ، وغير ذلك مما تجري سيئات أعمالهم على فاعلها ، وعلى الميت ، الذي كان سبباً في فعل تلك السيئات والبدع.
وبه يُعلم أنه ليس بالموت يقف " عدَّاد " الحسنات ، والسيئات ، ولذا نرى عظيم الحكمة في عدم اعتبار الميزان أول موت المسلم ، بل لا يكون ذلك إلا في آخر المطاف ، وبعدها يكون دخول الجنة ، أو النار ، وعندها يمكن للمسلم أن يفهم معنى قوله تعالى ( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) الأعراف/ 8 ، وقوله ( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ.
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ) القارعة/ 6 ، 7.
والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | هل ما أعاني منه مجرد أعراض قلق؟- سؤال وجواب | كيف أتعامل مع والدي وعمي؟
- سؤال وجواب | أعاني من التهاب الوتر المتصل بالكوع. ما علاجه؟
- سؤال وجواب | المبيت بمنى معناه وحكمه وآدابه
- سؤال وجواب | لا يأثم من توقف عن الصدقة المستحبة
- سؤال وجواب | ما علاقة عدم الانتظام على (الدوجماتيل) بظهور بعض الحركات اللاإرادية؟
- سؤال وجواب | مصدر مياه الأرض
- سؤال وجواب | كيف أتخلص من هذه السلوكيات غير المرغوب بها؟
- سؤال وجواب | دلالة علامات الوقف على القرآن الكريم
- سؤال وجواب | هل يبطل صوم من نوى القضاء وحول نيته لصوم النفل؟
- سؤال وجواب | الموقف من زوج الأخت إذا اغتصب أختها الصغرى
- سؤال وجواب | المقدَّم في إعطاء الصدقة
- سؤال وجواب | أولى الناس بالصدقة والمعونة
- سؤال وجواب | حكم الاشتراك في الصدقة الجارية
- سؤال وجواب | كيفية تطهير الكرسي المكسو بطبقة من الجلد من دم الحيض
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا