السلام عليكم ما هو الاكتئاب المزمن؟ وماذا تسمى هذه الحالة؟ أهي نوع من أنواع الاكتئاب أم ماذا؟ أريد بعض الأجوبة والمساعدة فيما يخص حالة صاحبتي التي تعاني من أعراض تشبه الاكتئاب، تشتكي من هذه الأعراض منذ طلعت على هذه الدنيا، حسبما سمعت منها تقول إنها لا تعرف طعم السعادة أبدا، ولا تتلذذ بطعم أي شيء في الحياة، وعندها فقدان للشهية منذ كانت طفلة، وكان أهلها يجبرونها على الطعام، وحسبما رأيتها عندها اضطراب غريب في النوم، وكثيرا ما تشعر بالنعاس وتنام، وقلبها قاس وتستمتع بتعذيب الآخرين نوعا ما، وبالذات الناس المقربين منها، أهلها وأصدقاؤها أو أي أحد تعزه، على الرغم من أنها تخشى فقدانهم.

وهي كثيرة الشك في الآخرين دون مبررات مقنعة، ولا توجد لديها ثقة في الناس من حولها، تميل إلى تضخيم شعورها الذاتي بأهميتها ووجود كرامتها، والحياة معها شبه مستحيلة، وعلى الرغم من أنها كثيرا ما تخطئ في حقي وفي حق أي شخص مقرب منها، إلا أنها يستحيل أن تعترف بالخطأ؛ حيث أنها على الرغم من معرفتها بخطئها إلا أنها تحمل الطرف الثاني فعلتها وتعلق الخطأ عليه.

ذهبت للكشف عن حالتها في إحدى الدول العربية وأخبرها الطبيب أن لديها نوعا من الاكتئاب.

أفيدوني أرجوكم وأجيبوا على أسئلتي، وأريد تفسيرا واضحا لهذه الحالة حتى نتمكن من إيجاد الحل المناسب لها...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الأخت لديها سمات وصفات متعلقة بشخصيتها، وهي واضحة وجلية، إذاً هي في الأصل تعاني من اضطراب في الشخصية، شخصيتها من النوع الشكوكي الظناني الانتقامي القلقي، وربما يكون لديها اكتئاب ثانوي نتيجة ما تعانيه من اضطراب في شخصيتها، هذا هو تشخيصها مما هو متاح لي من معلومات، لكن قطعاً التشخيص الدقيق لا يتم أبداً إلا بعد مقابلة الطبيب، وإجراء مناظرة متسعة ومفصلة، وقطعاً سوف يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات المتعلقة بالشخصية، وهنالك اختبارات معروفة يجب أن تطبق على هذه الفاضلة قبل أن نقر بأنها بالفعل تعاني اضطراباً في الشخصية.

الاكتئاب أيضاً واضح، وبالنسبة لسؤالك ما هو الاكتئاب المزمن؟ هو أي اكتئاب استمر أكثر من عامين، وبعض العلماء يفضلون أن يضيفوا إلى ذلك أنه لم يستجب لدواء أو دواءين من مضادات الاكتئاب، بشرط أن يكون من مجموعتين مختلفتين، وأن يكون المريض ملتزماً بتناول الدواء مع وجود علاج سلوكي اجتماعي نفسي، وهنالك حالة تسمى دسترايميه لنوع من الاكتئاب النفسي الخفيف، والذي يكون موجودا مع الإنسان لفترة طويلة أيضاً أكثر من سنتين، وربما خلال العمر كله.

حالة هذه الفتاة إن كنت تقصدين بسؤالك ذلك، تعاني من اكتئاب نفسي لكنه ثانوي لمشاكل في شخصيتها، والحل المناسب قطعاً هي أن تواصل مع طبيبها النفسي، هنالك علاجات دوائية وعلاجات سلوكية، وتحتاج بالطبع لتطوير مهاراتها الاجتماعية، لأن ذلك سوف يساعدها على التواؤم والتكيف مع الآخرين وقبولهم بصورة طبيعية وسليمة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً..