السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد الولادة كرهت الجماع، حتى أنه تمر الأيام والأشهر ولا أرغب به، زوجي متفهم، لكني لا أريد ذلك إطلاقًا...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

من الطبيعي أن تقل رغبة الأم الولود بالجماع، والممارسة الجنسية بعد الولادة، وربما هذا من نعم الله عليها كي تتفرغ لرعاية وليدها الصغير، وما يتطلبه من الرضاعة وغيرها.

وكثير من الأزواج يتفهمون هذا، ويساعدون الزوجة على الراحة والتعافي من صعوبات المخاض والولادة، وهي ليست بالقليلة كما تعلمين من تجربتك الخاصة الحديثة.

هناك شيء اسمه اكتئاب ما بعد الولادة، وهي حالة نفسية تصيب الكثير من النساء بعد الولادة بأسبوع تقريبًا، وقد تمتد لأشهر وقد تصل للسنة إن لم تعالج، ومن أعراض الاكتئاب عموما ضعف الشهية للطعام، واضطراب النوم، ومنها كذلك ضعف الرغبة الجنسية.

فأرجو الانتباه أنه إن رافقت عندك قلة الرغبة بالجماع بالأعراض العاطفية الأخرى كالشعور بالحزن والاكتئاب، وغيرها فلا تترددي في زيارة طبيب نفسي ممن يمكن أن يحسن التشخيص، ومن ثم العلاج المتناسب.

وربما سؤالك هذا له علاقة بسؤالك السابق لهذا الموقع من عدم ارتياحك لزوجك عموما، وملاحظاتك عن نظافته وغيرها، ومثل هذه الأمور عادة قد لا ينتبه إليها الرجل، وهي مما يقلل رغبة الزوجة بالاقتراب منه، وربما عليه توجيه بعض الانتباه للزوج وتوجيهه بطريقة مناسبة ليعتني بنفسه وبنظافته.

وربما يفيد أن تحصلوا على نسخة من كتابي "التفاهم في الحياة الزوجية" والذي يمكن طلبه عن طريق النت ومن موقع نيل وفرات دوت كوم.

وأما إن لم توجد هذه الأعراض الأخرى، وإنما مجرد ضعف الرغبة بالجماع، فالغالب أن هذا أمر طبيعي، وستتجاوزينه من خلال الوقت، وخاصة بوجود العلاقة الزوجية الطيبة مع زوجك.

وفقك الله ، وأقرّ عيونكم بالمولود الجديد..