مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | القهوة والشاي والسكَّر فيها ضرر أحياناً فهل تحرم كالدخان؟!
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم الطهر المتخلل للنفاس- سؤال وجواب | كفارة تأخير قضاء صيام رمضان حتى قدوم رمضان التالي
- سؤال وجواب | صديقتي متدينة إلا أنها متعلقة ببنت منذ 3 سنوات. ما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | ما هي وسائل العلاج البديلة لليزر في حالة علاج جريبات الشعر؟
- سؤال وجواب | تغير لون جلدي وحساسيته بعد استخدامي للكريمات. ما النصيحة؟
- سؤال وجواب | صيامك في هذين اليومين صحيح
- سؤال وجواب | حكم مصاحبة من يُخشى التأثر بمعاصيهم من أجل دعوتهم
- سؤال وجواب | حكم صيام من رأت الصفرة بعد الطهر بيومين
- سؤال وجواب | هل حالات القلق والتوتر والرهاب الاجتماعي والاكتئاب سببها القولون العصبي؟
- سؤال وجواب | عدم ثقة بالنفس، وخجل وخوف من النوم لوحدي. كيف أعالج كل هذا؟
- سؤال وجواب | بشرة جسمي جافة ولم تجدِ معها الغسولات، فهل أجرب حبوب الروكتان؟
- سؤال وجواب | الكدرة أو الدم بعد رؤية الطهر
- سؤال وجواب | بعد الانتهاء من الصلاة وجدت كدرة كثيرة
- سؤال وجواب | إذا تجاوز الدم أكثر الحيض فهو استحاضة
- سؤال وجواب | حُكم الصلاة والصوم مع وجود الكُدْرة، وهل لها حكم الحيض أم لا؟
اختلفت أنا وبعض أصدقائي في نقاش دار بيننا حول تحريم ما يضر ، وكان الدخان هو موضوع النقاش ، واستدللت بالآية الكريمة ( ويحرم عليهم الخبائث ) ، وقلت : كل ما يضر محرم ، فقالوا : إذاً الشاي والقهوة والكولا والسكر والماء كلها محرمة ؛ لأن كثرة شرب الماء قد تسبب الموت خنقاً ، وتناول السكَّر بكميات كبيرة جدّاً قد يرفع سكر الدم مسبباً صدمة قد تسبب الوفاة ، وكل شيء قد يتناول بكثرة وهو حلال حتماً سيسبب الضرر ، فما هو الحد في تحريم تناول مسببات الضرر ؟.
الحمد لله.
أولاً: سبق الكلام على حرمة التدخين ، وبيان أسباب تحريمه في جوابي السؤالين : ( 9083 ) و (
10922
).ولا ينبغي لأحدٍ أن يجادل في كون الدخان من الخبائث ، فهو خبيث الرائحة ، وخبيث الأثر على صاحبه وعلى من جاوره ، ولا يَختلف الأطباء في أن الدخان ضارٌّ بالبدن ، وما كان كذلك : فهو من الخبائث ، ومن صفات النبي صلى الله عليه وسلم أنه جاء ليحل الطيبات ، ويحرِّم الخبائث.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله : "يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ) من الأطعمة ؟ ( قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ) وهي كل ما فيه نفع ، أو لذة ، من غير ضرر بالبدن ، ولا بالعقل ، فدخل في ذلك جميع الحبوب ، والثمار ، التي في القرى ، والبراري ، ودخل في ذلك جميع حيوانات البحر ، وجميع حيوانات البر ، إلا ما استثناه الشارع ، كالسباع ، والخبائث منها.
ولهذا دلت الآية بمفهومها على تحريم الخبائث ، كما صرح به في قوله تعالى : ( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ )" انتهى.
" تفسير السعدي " ( ص 221 ).
وقد صدرت فتاوى متعددة من العلماء بحرمة الدخان.
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : "شرب الدخان حرام ؛ لأنه ثبت أنه يضر بالصحة ؛ ولأنه من الخبائث ؛ ولأنه إسراف ، وقد قال تعالى : ( وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ )" انتهى.
الشيخ إبراهيم بن محمد آل الشيخ ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان.
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 22 / 178 ، 179 ).
وقالوا – أيضاً - : "شرب الدخان حرام ؛ لأنه من الخبائث ، وقد حرم الله ورسوله الخبائث ، وقال تعالى في صفة النبي صلى الله عليه وسلم : ( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ )" انتهى.
الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن منيع.
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 22 / 179 ، 180 ).
وبهذا يتبين أن الاستدلال بقوله تعالى : ( وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ) على تحريم الدخان استدلال صحيح.
ولا يُختلف في كون الدخان مما يسبب الضرر لشاربه ، بل لمن كان بجانبه ممن يستنشق ذلك الدخان المتصاعد من " السيجارة " ، والقاعدة الشرعية هي أن كل ما ثبت ضرره فإنه يكون حراماً.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : "الدليل على تحريم ما فيه مضرة : من القرآن ، والسنَّة : فمن القرآن : قال الله تعالى : ( وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) البقرة/ 195 ، وقال عزّ وجل : ( وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) النساء/ 29 ، والنهي عن قتل النفس نهيٌ عن أسبابه أيضاً ، فكل ما يؤدي إلى الضرر : فهو حرام.
وقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا ضرر ولا ضرار ) ، وربما يستدل له أيضاً بقوله تعالى : ( وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ) المائدة/ 6 ، ووجه ذلك : أن الله تعالى أوجب التيمم على المريض حمايةً له عن الضرر ، فعدل به عن الماء الذي قد يتضرر باستعماله في البرد والمرض ونحوهما إلى التيمم" انتهى.
" الشرح الممتع " ( 15 / 12 ، 13 ).
والدخان لا يُختلف اليوم في أنه ضار.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله : "وكذلك الدخان ، فإنه ضارٌّ في عينه ، وضرره مُجمعٌ عليه بين الأطباء اليوم ، لا يَختلف في ذلك اثنان منهم ؛ لما يشتمل عليه من المواد السامة ، المفسدة للدم" انتهى.
" الشرح الممتع " ( 15 / 10 ).
ثانياً : أما تمثيل المناقش لك الدخان بأطعمة وأشربة مباحة قد يتضرر الإنسان إذا أكثر منها : فهي حجة غير صحيحة ، لأن هذه الأطعمة مباحة نافعة من حيث الأصل ، وإنما تكون مضرة في أحوال معينة ، كما لو أكثر منها.
والقاعدة السابقة : أن كل مضر فهو محرم ، ينطبق عليها في هذه الحالة أيضاً ، فلا يجوز لأحد أن يكثر من شرب الماء أو أكل التمر ـ مثلاً ـ حتى يضره ذلك.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : "والضارُّ في غيره : مثل أن يكون هذا الطعام لا يلتئم مع هذا الطعام ، بمعنى أنك إذا جمعتَ بين الطعامين : حصل الضرر ، وإذا أكلتهما على انفرادٍ لم يحصل الضرر ، ومن ذلك الحمْية للمرضى ، فإن المريض إذا حُمي عن نوع معينٍ من الطعام ، وقيل له : إن تناوله يضرك : صار عليه حراماً.
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " وإذا خاف الإنسان من الأكل أذًى أو تخمة : حَرُمَ عليه ".
فإذا قال الإنسان : أنا إذا ملأتُ بطني من هذا الطعام : فإنه سيحتاج إلى ماء ، فإذا أضفتُ إليه الماء : فلا أكاد أمشي ، وأتأذى ، فإن جلست : تأذيت ، وإن ركعتُ : تأذيت ، وإن استلقيت على ظهري : تأذيت ، وإن انبطحت على بطني : تأذيت ، وفي هذا يقول شيخ الإسلام : " إذا خاف الأذية : فإنه يحرم عليه الأكل " ، وما قاله رحمه الله : صحيح ؛ لأنه لا يجوز للإنسان أن يأكل ما يؤذيه ، أو يلبس ما يؤذيه ، أو يجلس على ما يؤذيه ، حتى الصحابة رضي الله عنهم في السجود ، كانوا إذا أذاهم الحر يبسطون ثيابهم ، ويسجدون عليها ؛ لئلا يتأذوا ؛ ولأجل أن يطمئنوا في صلاتهم.
وهذا الذي ذكره شيخ الإسلام خوف الأذية والتُّخمة ممَّا ضرره في غيره ، وهو الإكثار ، يعني هو بنفسه ليس بضار ، لكن الإكثار منه يكون ضاراً مؤذياً ، حتى وإن لم يتضرر ، لكن الظاهر لي من الناحية الطبية أنه يتضرر ؛ لأن المعدة إذا ملأتها سوف تتأذى وتتعب.
وقد قيل : إن من الأمور المهلكة : إدخال الطعام على الطعام ، فإذا صح ذلك كان – أيضاً – حراماً ؛ لأن الله يقول : ( وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) النساء/ 29.
ولا يبعد أن يكون هذا صحيحاً ، وهو أمر مجرَّب" انتهى.
" الشرح الممتع " ( 15 / 9 - 11 ).
وقال رحمه الله : "لو قيل لرجل مصاب بالداء السكري : لا تأكل التمر ، ولا الحلوى : صار التمر ، والحلوى حراماً عليه ؛ لأنها تضره ، ووجب عليه اجتنابها ، وهي حلال للآخرين" انتهى.
" لقاءات الباب المفتوح " ( 229 / السؤال رقم 2 ).
وبهذا يتبين خطأ قياس صاحبك المباح من الطعام والشراب على الدخان المحرَّم.
والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | إذا شكت المرأة في حصول الطهر حتى مضت صلاة فهل يلزمها قضاؤها- سؤال وجواب | حكم الصفرة والكدرة بعد الطهر والغسل من الحيض
- سؤال وجواب | ابني لا يصلي ولا يعاملني كأم . بماذا تنصحوني؟
- سؤال وجواب | هل حكم نزول الصفرة بعد الجفاف كنزولها بعد القصة البيضاء؟
- سؤال وجواب | شعر الوجه وتأخر الدورة الشهرية
- سؤال وجواب | حكم انقطاع دم العادة ثم نزول صفرة ثم نزوله مرة أخرى
- سؤال وجواب | هل للصراف امتلاك ما يحصل لديه من زيادة لا يعلم مصدرها
- سؤال وجواب | كيفية الجمع بين دواءين نفسيين؟ وما الآثار الانسحابية للسبراليكس؟
- سؤال وجواب | الماء الشفاف النازل قبل موعد الدورة الشهرية
- سؤال وجواب | حكم الدم النازل بعد تركيب اللولب
- سؤال وجواب | حكم الدم العائد بعد الطهر من الحيض بأربعة أيام
- سؤال وجواب | أعاني من الشعر الزائد في وجهي وصدري وبطني، فكيف أتخلص من ذلك؟
- سؤال وجواب | القول الراجح في الدم النازل أثناء الحمل
- سؤال وجواب | حكم الإفرازات قبل وبعد الحيض
- سؤال وجواب | وسواس ورهاب وصعوبة في التركيز وزيادة في وزن
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا