مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | الفرق بين مذهب الحنفية والجمهور في مواقيت الصلاة
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم أغاني الأطفال المصحوبة بالموسيقى- سؤال وجواب | مصيبة فقد الأولاد من أسباب دخول الجنة
- سؤال وجواب | أعاني من آلام في مناطق مختلفة من جسمي، ولا أدري هل أستمر على الدواء الموصوف؟
- سؤال وجواب | العلامات الصغرى التي تحققت
- سؤال وجواب | هل الإفرازات المهبلية تمنع حدوث الحمل؟
- سؤال وجواب | عدم طاعة الزوجة لزوجها في المعروف من انتهاك حرمات الله
- سؤال وجواب | مسائل في الرشوة
- سؤال وجواب | هل يقوم الصائم بأعمال الورنيش
- سؤال وجواب | حكم أخذ مسؤول المناقصة نسبة من المورد
- سؤال وجواب | الاسترسال مع أحلام اليقظة
- سؤال وجواب | من أحكام النية للصلاة
- سؤال وجواب | هل يجب استبدال رخصة قيادة استخرجت بالرشوة
- سؤال وجواب | حكم بذل مال لمندوب مبيعات لقاء تزكيته لشركة ما
- سؤال وجواب | استحضار الخوف والرجاء عند أداء الفرائض لا تعلق لها بالنية
- سؤال وجواب | عند الصيام وتأخر الطعام أعاني من آلام البطن والقفص الصدري، فلماذا؟
ما الفرق بين أوقات الصلوات على المذهب الحنفي وأوقاتها العادية ، ولماذا تفصل كل المساجد التي تتبع مذهب أبي حنفية بين أذان العصر وصلاته بساعة كاملة ؟.
الحمد لله.
وهو قول جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة ، وأبي يوسف ومحمد بن الحسن من الحنفية ، بل قال السرخسي في " المبسوط" (1/141) : " وهو رواية "محمد" عن أبي حنيفة رحمهما الله تعالى ، وإن لم يذكره في الكتاب نصا " انتهى ، كما هو اختيار الطحاوي من الحنفية.
وأدلته عديدة صحيحة ، نذكر منها أصرحها : الدليل الأول : حديث إمامة جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه : ( أَنَّه صَلَّى بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ العَصرَ حينَ صَارَ ظِلُّ كُلِّ شَيءٍ مِثلَهُ ).
رواه أبو داود (393) والترمذي (149، 150) وقال حديث حسن صحيح ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".
الدليل الثاني : عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كَانَ يُصَلِّي العَصرَ وَالشَّمسُ مُرتَفِعَةٌ حَيَّةٌ ، فَيَذهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى العَوَالِي ، فَيَأتِي العَوَالِي وَالشَّمسُ مُرتَفِعَةٌ " رواه البخاري (550) ، ومسلم (621) وفي رواية أخرى عندهما : " أنه يأتي مسجد قباء والشمس مرتفعة " إشارة إلى بقاء حرها وضوئها ، وأقرب العوالي مسافة ميلين ، وأبعدها مسافة ستة أميال " انظر " فتح الباري" (2/39).
قال النووي رحمه الله : " لا يمكن أن يذهب بعد صلاة العصر ميلين وثلاثة ، والشمس بعد لم تتغير بصفرة ونحوها ، إلا إذا صلى العصر حين صار ظل الشيء مثله ، ولا يكاد يحصل هذا الا في الأيام الطويلة " انتهى من " شرح مسلم " (5/122).
أما القول الثاني : فيذهب إلى أن وقت العصر يبدأ عند مصير ظل كل شيء مثليه ، سوى فيء الزوال ، وهو قول الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى ، وعليه معظم المتأخرين من الحنفية ، ولذلك يتأخر أذان العصر في البلاد التي تعتمد مذهب الإمام أبي حنيفة.
واستدلوا بثلاثة أدلة : الدليل الأول : عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّمَا بَقَاءُكُم فِيمَا سَلَفَ قَبلَكُم مِنَ الأُمَمِ كَمَا بَينَ صَلاةِ العَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمسِ ، أُوتِيَ أَهلُ التَّورَاةِ التَّورَاةَ فَعَمِلُوا ، حَتّى إِذَا انتَصَفَ النَّهَارُ عَجَزُوا ، فَأُعطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا ، ثُمَّ أُوتِيَ أَهلُ الإِنجِيلِ الإِنجِيلَ فَعَمِلُوا إِلَى صَلاةِ العَصرِ ثُمَّ عَجَزُوا ، فَأُعطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا ، ثُمَّ أُوتِينَا القُرآنَ فَعَمِلنَا إِلَى غُرُوبِ الشَّمسِ ، فَأُعطِينَا قِيرَاطَينِ قِيرَاطَينِ ، فَقَالَ أَهلُ الكِتَابَينِ : أَيْ رَبَّنَا ! أَعطَيتَ هَؤُلاءِ قِيرَاطَينِ قِيرَاطَينِ ، وَأَعطَيتَنَا قِيرَاطًا قِيرَاطًا ، وَنَحنُ كُنَّا أَكثَرَ عَمَلًا ؟ ! قَالَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : هَل ظَلَمتُكُم مِن أَجرِكُم مِن شَيْءٍ ؟ قَالُوا : لا ، قَالَ : فَهُوَ فَضلِي أُوتِيهِ مَن أَشَاءُ ) رواه البخاري (557).
يقول الإمام الكاساني رحمه الله – وهو من كبار فقهاء الحنفية –: " دل الحديث على أن مدة العصر أقصر من مدة الظهر ، وإنما يكون أقصر أن لو كان الأمر على ما قاله أبو حنيفة " انتهى من " بدائع الصنائع " (1/315).
ولكن أجاب الحافظ ابن حجر عن هذا الاستدلال بقوله : " المعروف عند أهل العلم بالفن أن المدة التي بين الظهر والعصر أطول من المدة التي بين العصر والمغرب إذا فرعنا على أن أول وقت العصر كما قال الجمهور ، ( ويجاب ) بأنه ليس في الخبر نص على أن كلا من الطائفتين أكثر عملا ، لصدق أن كلهم مجتمعين أكثر عملا من المسلمين " انتهى من " فتح الباري " (2/53) وذكر أجوبة أخرى على استدلالهم بالحديث.
ويقول ابن حزم رحمه الله : " وقت الظهر أطول من وقت العصر أبدا في كل زمان ومكان " انتهى من " المحلى " (2/222)، ثم شرح ذلك فلكيا ، لمن أحب أن يرجع إليه.
ويقول ابن القيم رحمه الله : " ويالله العجب ! أي دلالة في هذا على أنه لا يدخل وقت العصر حتى يصير الظل مثلين ، بنوع من أنواع الدلالة ، وإنما يدل على أن صلاة العصر إلى غروب الشمس أقصر من نصف النهار إلى وقت العصر ، وهذا لا ريب فيه " انتهى من " إعلام الموقعين " (2/404).
فلم يبق وجه للاستدلال بالحديث.
الدليل الثاني : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا اشتَدَّ الحَرُّ فَأَبرِدُوا بِالصَّلَاةِ ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيحِ جَهَنَّمَ ) رواه البخاري (536) ، ومسلم (615).
يقول الإمام الكاساني رحمه الله : " الإبراد يحصل بصيرورة ظل كل شيء مثليه ؛ فإن الحر لا يفتر ، خصوصا في بلادهم " انتهى من " بدائع الصنائع " (1/315).
وأجيب عنه بأن الإبراد يحصل بقرب مصير ظل كل شيء مثله ، وهذا الذي كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن تكملة حديث أنس السابق قال فيه : ( حَتَّى سَاوَى الظِّلُّ التُّلُولَ ) البخاري (629).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " ظاهره أنه أخرها إلى أن صار ظل كل شيء مثله " انتهى من " فتح الباري " (2/29) ، وانظر " الشرح الممتع " (2/98).
الدليل الثالث : يقول الإمام السرخسي : " ولأنا عرفنا دخول وقت الظهر بيقين ، ووقع الشك في خروجه إذا صار الظل قامة ، لاختلاف الآثار ، واليقين لا يزال بالشك " انتهى من " المبسوط " (1/141).
وهذا الدليل يمكن الجواب عنه بأن اليقين في خروج وقت الظهر متحصل بالأدلة الصحيحة الصريحة السابقة ، وهو الذي أخذ به أهل العلم.
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " ولم ينقل عن أحد من أهل العلم مخالفة في ذلك إلا عن أبي حنيفة ، قال القرطبي : خالفه الناس كلهم في ذلك ، حتى أصحابه ، يعني الآخذين عنه ؛ وإلا فقد انتصر له جماعة ممن جاء بعدهم " انتهى من " فتح الباري " (2/36).
وبهذا يتبين الخلاف في المسألة ، وأن مذهب الحنفية يؤخر صلاة العصر عن مذهب الجمهور ، ووضحنا دليل كل قول وما أجاب به العلماء.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " يسن في صلاة العصر تعجيلها في أول الوقت ، وذلك لما يلي : 1.
لعموم الأدلة الدالة على المبادرة إلى فعل الخير ، كما في قوله تعالى ( فَاستَبِقُوا الخَيرَاتِ) البقرة/148.
2.
ما ثبت أن الصلاة في أول وقتها أفضل.
3.
ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي برزة الأسلمي : أنه كان يصلي العصر والشمس مرتفعة.
البخاري (547) ، ومسلم (647) " انتهى من " الشرح الممتع " (2/104).
ولمزيد من المصادر والمراجع ينظر : " المحلى " (2/197) ، " نهاية المحتاج (1/364) ، " فتح القدير " (1/227) ، و " حاشية الدسوقي " (1/177) ، " الموسوعة الفقهية " (7/173).
الفرق الثاني : وقت بداية العشاء ( نهاية المغرب ) فقد اختلف الحنفية والجمهور في هذه المسألة أيضا ، على قولين : القول الأول : أن بداية العشاء هو غروب الشفق الأبيض وليس الأحمر ، والأبيض يتأخر بنحو من ثنتي عشرة دقيقة عن الشفق الأحمر ، وهذا قول الإمام أبي حنيفة رحمه الله.
وقد استدل الحنفية على ذلك بما يأتي : الدليل الأول : حديث محمد بن الفضيل ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا : ( وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْمَغْرِبِ حِينَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ ، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَغِيبُ الْأُفُقُ ) رواه الإمام أحمد في " المسند " (12/94) ، والترمذي في " السنن " (151).
قالوا : " غيبوبته بسقوط البياض الذي يعقب الحمرة ، وإلا كان باديا " ولكن اتفق أئمة الحديث المتقدمون على وقوع الوهم في هذه الرواية ، وأن محمد بن الفضيل أخطأ فجعل الحديث مرفوعا ، وإلا فالمعروف عن الأعمش أنه رواه عن مجاهد مرسلا.
هكذا حكم البخاري ، ويحيى بن معين ، وأبو حاتم ، والترمذي ، والدارقطني.
تراجع النقول عنهم في طبعة مؤسسة الرسالة من " المسند " (12/94-95) الدليل الثاني : أقوال الصحابة الكرام يقول الكمال ابن الهمام رحمه الله : " وقد نقل عن أبي بكر الصديق ، ومعاذ بن جبل ، وعائشة ، وابن عباس رضي الله عنهم في رواية ، وأبي هريرة ، وبه قال عمر بن عبد العزيز ، والأوزاعي ، والمزني ، وابن المنذر ، والخطابي ، واختاره المبرد وثعلب " انتهى من " فتح القدير " (1/223).
الدليل الثالث : أنه الأحوط ، وفيه الأخذ باليقين ، كما جاء في " فتح القدير " (1/223) : " أقرب الأمر أنه إذا تردد في أنه الحمرة أو البياض لا ينقضي بالشك ، ولأن الاحتياط في إبقاء الوقت إلى البياض لأنه لا وقت مهمل بينهما ، فبخروج وقت المغرب يدخل وقت العشاء اتفاقا ، ولا صحة لصلاة قبل الوقت ، فالاحتياط في التأخير " انتهى من " فتح القدير " (1/223).
القول الثاني : أن بداية العشاء هو غروب الشفق الأحمر ، وهذا قول جماهير الفقهاء.
يقول الإمام النووي رحمه الله : " مذهبنا أنه الحمرة ، ونقله صاحب التهذيب عن أكثر أهل العلم ، ورواه البيهقي في السنن الكبير عن عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، وابن عمر ، وابن عباس ، وأبي هريرة ، وعبادة بن الصامت ، وشداد بن أوس رضي الله عنهم ، ومكحول ، وسفيان الثوري ، ورواه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس بثابت مرفوعا ، وحكاه ابن المنذر عن ابن أبي ليلى ، ومالك ، والثوري ، وأحمد ، وإسحاق ، وأبي يوسف ، ومحمد بن الحسن ، وهو قول أبي ثور ، وداود.
احتج أصحابنا للحمرة بأشياء من الحديث والقياس ، لا يظهر منها دلالة لشيء يصح منها ، والذي ينبغي أن يعتمد أن المعروف عند العرب أن الشفق الحمرة ، وذلك مشهور في شعرهم ونثرهم ، ويدل عليه أيضا نقل أئمة اللغة.
قال الأزهري : الشفق عند العرب الحمرة.
قال الفراء : سمعت بعض العرب يقول : عليه ثوب مصبوغ كأنه الشفق ، وكان أحمر.
وقال ابن فارس في المجمل : قال الخليل : الشفق الحمرة التي من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة.
قال وقال ابن دريد أيضا : الشفق الحمرة.
فهذا كلام أئمة اللغة وبالله التوفيق " انتهى من " المجموع شرح المهذب " (3/ 43) ، وللتوسع ينظر " الحاوي الكبير " (2/23-25) ، " المغني " لابن قدامة (1/278).
والخلاصة : أن أذان العشاء يتأخر عند الحنفية ، عنه لدى الجمهور ، بنحو ثنتي عشرة دقيقة كما في " الموسوعة الفقهية الكويتية " (7/175)، وأذان العصر يتأخر عند الحنفية بنصف ساعة وأكثر ، بحسب اختلاف البلدان والفصول ، والأصوب في جميع ذلك مذهب الجمهور.
والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أعاني من الصدفية في كل الجسم وكذا جفاف الشعر.- سؤال وجواب | الأدلة على عدم وجوب التداوي
- سؤال وجواب | الحائض إذا أحرمت بالعمرة وفعلت كل شيء سوى الطواف
- سؤال وجواب | حكم من يؤدي عمله على أكمل وجه بشهادة مزورة
- سؤال وجواب | لدي اضطرابات في الدورة فما علاقتها بتكيس المبايض؟
- سؤال وجواب | تب إلى الله وثق به واسأله أن يحفظك من هتك سرك
- سؤال وجواب | زوجها لا يصلي ويلعن الله تعالى وتقدس
- سؤال وجواب | ظهور نتوء في الجانب الأيسر من الظهر.
- سؤال وجواب | تزوج بعد وفاة زوجته ثم توفي هو وزوجته الثانية وله ابنان وبنتان من زوجته الأولى فكيف تقسم التركة
- سؤال وجواب | تمر أحداث حياتي دون أن أشعر بها، فما السبب؟
- سؤال وجواب | هل يلزم من يعيد تكبيرة الإحرام لخلل في نطقها أن يعيد النية؟
- سؤال وجواب | التدخين محرم ومفسد للصيام
- سؤال وجواب | دفع المحامي رشوة لتخليص موكله من العقوبة لكونه بريء
- سؤال وجواب | أمي تعاني من الوسواس تجاه الأشخاص وتسمع أصواتًا تذمها!
- سؤال وجواب | كيف يحتاط المسلم لدينه في بلاد الكفر
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا