السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

لي صديق له صديق آخر يتيم ووحيد في الدنيا، لكن هذا الصديق الآخر أصيب بخلل دماغي أو جنون بمعنى آخر، وبعد ذلك تم تبليغ هذا الشاب بأن له إرثا يقدر بحوالي 20 مليون دولار أمريكي صرف منها حوالي 2 مليون دولار في سنة واحدة فقط، علما أنه لا يخرج من بيته أبدا منذ بضع سنوات حين مرض، ورغم أني لست بصلة به إلا أن حاله يؤلمني، وأود مساعدته بأي طريقة لإنقاذه؛ لأني أظن أن هناك بعض الأشخاص حوله يسلبونه ماله، وينهبونه نهبا؛ لأنه لا أحد يعلم سره سوى 4 أو 5 أشخاص بما فيهم أنا.

وما من مرشد لنا سواكم يا شيخنا الكريم لإنقاد هذا الشاب بعون الله ...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجزيك عن أخيك خيراً، وأن يثبتنا وإياك على الحق، وأن يهدينا جميعاً صراطه المستقيم، كما نسأل الله تبارك وتعالى أن يمن على أخينا هذا بالشفاء العاجل، وأن يمن عليك بمن يحفظ عليه ماله حتى لا يتعرض لنهب أمواله، وأخذها بدون وجه حق، وأن يسترنا وإياك وإياه في الدنيا والآخرة إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فالذي أقترحه إنما هو إبلاغ الجهات الرسمية حتى تستطيع أن تساعد هذا الأخ في تدبير أمواله والحفاظ عليها، لكن مهما حاولت أنت شخصياً أن تحافظ على هذه الأموال فقط لا تستطيع لأنه ليست لديك صلاحيات وصفة قانونية، وليس أيضا من أقاربك حتى تستطيع أن تقول للناس كفوا عن مال قريبي، وكذلك أيضا قد يكون هؤلاء الأشخاص أقرب إليه منك، وفي تلك الحال أرى بارك الله فيك أن ترفع الأمر إلى الجهات المختصة، وأعتقد أن هذه الجهات بإذن الله تعالى سوف تبذل كل قصارى جهدها للحفاظ على ممتلكات هذا الشخص، خاصة وأنه كما ذكرت أنت أنه يعاني من خلل ذهني أو جنون كما ذكرت، ويحتاج إلى من يحفظ له ماله حتى نستطيع أن يستفيد منه أطول فترة ممكنة؛ لأن مثل هذا المال مال ليس هيناً وصرف اثنين مليون دولار في سنة واحدة هذا أمر مستحيل؛ لأنه شخص واحد كما ذكرت، ولا يخرج من بيته أبداً منذ بعض سنوات منذ أصابته بهذا المرض، ومن هنا فإن توقعات أن هناك من ينهب هذه الأموال ويسلبها هذا حق، ولكن أنت ليست لك أي صفة لا شرعية ولا قانونية، وبالتالي لن تستطيع أن توقف هذه الأموال بصفة جدية وإن تكلمت أن مع هؤلاء الأشخاص كما ذكرت قد يكونوا أقرب إليه منك، وقد يكونوا قطعًا من المستفيدين، ويظنون أنك تريد أن تصرفهم عن المال لتأخذه أنت.

ومن هنا فإني أقول لك -أخي الكريم الفاضل- أن أفضل وسيلة هو اللجوء إلى الجهات المختصة ذات العلاقة، وهم مسؤولون يقيناً عن توفير الأمن، والأمان لرعاياهم، وأعتقد أنهم لن يقصروا معه بإذن الله تعالى فتوجه إلى الله الجهات الرسمية سواء إن كانت الشرطة أو المحاكم أو غير ذلك، وأشرح لهم الأمر، وقدم لهم الأدلة على ما تقول، وهم سوف يتولون ذلك، وتكون أنت قد دفعت هذا الشر، وهذا البلاء عن هذا الأخ، وأديت الواجب عليك من باب النصيحة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد حديث البراء ابن عازب -رضي الله عنه- ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه على النصح لكل مسلم )، وهذا من النصيحة، ومن باب الأمر بالمعروف والنهي الذي جعله الله أهم صفة من صفات الخيرية لهذه الأمة، كما قال جل جلاله: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}.

وأعلم أن في دفعك البلاء عن هذا الأخ أجر عظيم وثواب كبير واجتهد بارك الله فيك، ولا تقصر في ذلك، وابحث عن الجهات ذات العلاقة حتى تدفع الضرر عن هذا الأخ العاجز عن إدارة أمواله، وأسأل الله أن يجزيك خير الجزاء، وأن يجعلك ذلك في ميزان حسناتك، إنه جواد كريم..