السلام عليكم أنا فتاةٌ بلغت ١٦عاماً، أحب أن أرزق بزوج صالح، كما أنه يطلبني الكثير على الهاتف من والدتي، لكن أهلي يرفضون الأمر تماماً، وهذا ما يحزنني، فماذا أفعل؟ منذ فترة تواصلت أختٌ لتخطبني لأخيها، وتكلمت لأمي عن كل مواصفاته وأخلاقة، وبعثت صورة للشاب، ورأيت الصورة وأعجبت بالشاب، لكن أهلي ردوهم، كما أن أهلي لا يتحدثون معي بهذه المواضيع نهائياً، لكني اكتشفت الأمر بنفسي، كانت تأتيني خواطر لأن أحدث أخته، فماذا أفعل؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات موقعنا.

أولاً: نسأل الله تعالى أن يكتب لك السعادة، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقرُّ به عينك وتسكن إليه نفسك.

ثانيًا: نحب أن نؤكد - ابنتنا الكريمة - بأن أهلك يحرصون على مصلحتك ويهتمّون بمستقبل حياتك بمقتضى الرحمة التي وضعها الله تعالى في قلوبهم، والحب الذي فطرهم عليه، وهم مع هذه الرحمة والحب أدرى بالحياة وأعرف بأهلها، ومن ثمَّ فإن رأيهم سيكون أكثر صوابًا من رأيك، فتجربتهم تمكّنهم من اختيار أحسن مَن يتقدّم لك، فلا تستعجلي أبدًا بلوم أهلك أو مخالفتهم.

وننصحك بأن تصارحي أمك بمن ترغبين فيه للزواج، وأن تستعملي وسائل الإقناع الممكنة، كأن تتكلمي مع قريباتك - مثل أخواتك أو خالاتك - لإقناع أمك، وإقناعهم بضرورة النظر الجاد في أحوال هذا المتقدم لخطبتك، ومعرفة أوصافه وظروفه، ونحن على ثقة من أنهم لن يتركوا شيئًا يرونه صالحًا لك، وإذا ردُّوا أحد المتقدمين فإنهم يردُّونه لتخوّفهم عليك وعلى مستقبلك، ولا تزال سِنّك مبكّرةً وفرص الزواج أمامك كثيرة -إن شاء الله - فلا تقلقي، ولكن هذا لا يعني أيضًا أن يُردَّ الخاطب المناسب، وبقي فقط أن تحثي أمك وتطلبي ممَّن لهم كلمة مسموعة عندها أن يحثُّوها أيضًا على عدم الإعراض والرد لمن يتقدّم إذا كان مناسبًا.

وخير ما ننصحك به التوجُّه إلى الله -سبحانه وتعالى- بالدعاء، والالتجاء إليه بصدق واضطرار؛ فإنه لا يردُّ عبده إذا رفع إليه يديه، فأحسني ظنّك بالله وأنه سيُقدّر لك الخير، واستعيني على جلب رزقك الحسن بطاعة الله ؛ فإن الله تعالى وعد، ووعده لا يتخلّف؛ بأن يجعل للمتقي فرجًا ومخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب، فقد قال سبحانه وتعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

نسأل الله تعالى لك كل خير وتوفيق..