السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر (18) سنة، في السادس الإعدادي، أعاني من الخمول والتعب، أشعر بالألم في يدي، وأشعر بالحرقة في كف اليد والذراع، وأشعر بالألم في الساق والركبة والفخذ بشكل مستمر ويومي، أصاب بالدوار لكن لا يغمى علي، قلة قدرتي على الدراسة والمذاكرة، لم يعد باستطاعتي بذل الجهد والمواصلة، علماً بأنني كنت من المتفوقات في كل المراحل الدراسية، قل نشاطي، ونومي غير منتظم، حالتي النفسية متعبة بسبب عدم قدرتي علي دفع نفسي إلى التفوق في هذه المرحلة الأخيرة من دراستي الثانوية والتي تحدد مصيري.

أرجو مساعدتي، وشكراً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ Huda - حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - وبعد: إن شاءَ الله هذه الحالة حالة بسيطة، الشعور بالخمول والأوجاع الجسدية يظهر في المراحل العمرية المختلفة، والذي أرجوه منك هو أن تذهبي وتقابلي الطبيبة، أنت لا تحتاجين لأي علاج نفسي، كل الذي تحتاجين إليه هو أن تذهبي وتجعلي الطبيبة تقوم بفحصك، وبعد ذلك سوف تطلب منك الطبيبة إجراء فحوصات للدم، للتأكد من نسبة الدم لديك، ومستوى الرطوبة، ووظائف الكلى ووظائف الكبد، والدم للترسيب، ومستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د).

هذه فحوصات روتينية، لكنها مطلوبة في هذه الحالات، ومجرد أن تعرفي أن فحوصاتك -إن شاء الله تعالى- طبيعية هذا سوف يُمثِّل حافزًا كبيرًا بالنسبة لك، وإن وجدتْ أي علة كالتهاب مثلاً قطعًا سوف تقوم الطبيبة بإعطائك العلاج اللازم.

ومن جانبك يجب أن تأخذي راحة كاملة، والراحة الليلية، أي من خلال النوم الليلي المبكر، وهي أفضل شيءٍ لإزالة التعب والإجهاد، والنوم المبكر لن يتعارض مع تحصيلك الدراسي، على العكس تمامًا، حين تنامين مبكرًا وتستيقظين مبكرًا، تُصلين الفجر، وبعد ذلك ادرسي لمدة ساعة إلى ساعتين قبل الذهاب إلى المدرسة.

هذا هو وقت الاستيعاب الحقيقي، هذا هو الزمن الذي يكون فيه ذهن الإنسان متقبِّلاً للمعلومات، وكلنا حين كنا في مراحل الدراسة كان هذا هو الوقت الذي نختاره لندرس المواد الصعبة، المواد التي تحتاج للحفظ.

فأرجو أن تطبقي هذا المنهج، وأرجو أن تجعلي التفوق هدفك، وركِّزي أثناء الحصص الدراسية، وبعد الرجوع من المدرسة خذي قسطًا من الراحة بسيط، ثم بعد ذلك ابدئي في دراستك.

قومي أيضًا بتطبيق تمارين رياضية مثل تمارين الإحماء العضلي، هذه تُفيد كثيرًا، تزيل الآلام الجسدية، وأيضًا يذهب الخمول -إن شاء الله تعالى-، وتحسِّي بشيء من النشاط والانشراح.

أيضًا احرصي على قراءة شيء من القرآن الكريم، القرآن يبعث هدوءًا في النفوس، ويُحسِّن من التركيز، وأريدك أيضًا أن ترفِّهي عن نفسك بأي شيء جميل، برامج حلوة في التلفزيون، تواصل مع الصديقات، هذا كله مهم جدًّا ليكون الإنسان في وضعٍ صحيٍ ونفسي وجسدي جيد.

بعد أن تقومي بإجراء الفحوصات ربما تصف لك الطبيبة بعض المقويات، بعض الفيتامينات، الفيتامينات أيضًا مهمة، وتُجدد الطاقات، لكن في ذات الوقت أريد أن يكون غذائك غذاءً صحيًّا وجيدًا ومتوازنًا، هذا كله يُساعدك -إن شاء الله تعالى-.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد، وكل عامٍ وأنتم بخير.
.