السلام عيكم ورحمة الله وبركاته.

أتقدم بالشكر إلى موقعكم الأكثر من رائع وإلى طاقمه الفذ.

أنا طالب هندسة سنة ثانية، أنهيت الفصل الثالث قبل أيام، وفي الأيام القليلة القادمة سوف أبدأ الفصل الرابع، دخلت تخصص هندسة الحاسوب لأنه كان هدفي وحلم حياتي منذ صغري، إلا أن الحيرة والقلق أصابني عندما واجهت عدة ظروف دفعتني إلى التفكير بتغيير التخصص.

تعرفت على أشخاص في نفس دفعتي، وأصبحنا أصدقاء، واكتشفت أنهم سيئون، لقد أثروا عليّ كثيرا خصوصا في الدراسة، واكتشفت بعدها أنهم أصدقاء مصلحة لا أكثر، وفي نفس الوقت بعض الفتيات أصبحن يلاحقنني، فأنا أتمتع بجمال عالٍ، وهؤلاء كلهم في نفس الدفعة، أي أنهم سيبقون معي حتى أنهي التخصص، أي أربع سنوات، وأنا لا أطيقهم، هذه الظروف اجتمعت إلى أن رسبت في مادة الحاسوب الرئيسية في الفصل الثالث، في حين أن معظم أصدقائي قد حصلوا على علامات متفوقة في هذه المادة، وهذا أثر على نفسيتي كثيرا، وزعزع ثقتي بنفسي، وحين حصل ذلك أصبحت أفكر بتغيير التخصص إلى تخصص الهندسة الميكانيكية فرع الميكاترونكس، مع العلم بأني لا أخسر ولا أي ساعة لأنها في البداية مواد مشتركة إلا المادة التي رسبت فيها، فأنا أقول اليوم أريد الهندسة الميكانيكية، وفي اليوم الثاني أقول الحاسوب أفضل.

وما يشجعني هو أني أجد تشجيعا من أصدقاء لي أنه تخصص الميكاترونكس، ولا أعلم لماذا انقلبت نظرتي إلى هذا الحد وأصبحت متوترا؟! صليت صلاة الاستخارة عشرات المرات ولا زالت الحيرة موجودة، وأصبح الهم يلاحقني ليلا ونهارا، وأشعر أن الله قدر لي الرسوب في هذه المادة لسبب لا أعرفه، فأنا كنت أفهم على شرح المعلم وأستوعبه كبقية الطلاب، وعندما علمت عن موقعكم أسرعت في طرح مشكلتي لعله يكون طرفا في حل مشكلتي.

وجزاكم الله خيراً...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، فما حصل قد حصل، وأصبح تاريخا! لقد مررت بتجربة حيّة مازالت حاضرة في حياتك، وهكذا كلنا نمرّ بين الحين والآخر بمثل هذه التجارب، حيث تعرّفت على بعض الزملاء، ومن ثم اكتشفت أن حقيقتهم ليست كما توقعت، والسؤال الآن هو كيف تخرج من هذه التجربة بالدروس والعبر المفيدة؟ ذكرت أن هدفك وحلم حياتك هو هندسة الحاسوب، فكيف تستطيع لمجرد التفكير في تركه والانتقال لغيره لأنك تريد تجنب هؤلاء الزملاء والبنات الذين في الفصل الذي تدرس فيه، وما يضمن أنك عندما تغيّر الدراسة وتنتقل لكلية أخرى وفصل آخر، من يضمن أنك ستستقر هناك، ولا تعترضك مشكلات أخرى تضطرك مجددا للتفكير بالانتقال لفرع آخر للدراسة، وهكذا.

ولنذكر أيضا أنك في السنة الثانية من دراستك، فهذا بحد ذاته مكسب كبير لك، من يريد أن يغيّر دراسته من هؤلاء الزملاء، ولا أقول الأصدقاء، فهناك فرق كبير من الزميل الذي تجمعني معه زمالة الطريق، وأما الصديق فهو شيء آخر؛ حيث بينكما المحبة والثقة والتعاون.

ومهما غيّرت مجال دراستك، فحسن مظهرك مما جذب الفتيات إليك سيرافقك، فليس تغيير الدراسة هو المطلوب، وإنما المطلوب هو حسن التركيز على الدراسة والعمل، وبذل الجهد المطلوب.

من أراد أن يغيّر مجال دراسته من زملائك فليغيّر، أما دراسة هندسة الحاسوب فهو هدفك وحلم حياتك، وإن شاء الله ما هي إلا سنة أو سنتان، وأنت مهندس حاسوب مقتدر ومتمكن من تخصصك.

والله الموفق..