السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت أعيش في دولة عربية، وأنهيت مرحلتي الدراسية هناك، ولكن لم أكن أدرس، وإنما ألعب مع الأصدقاء، ومثل هذه الأمور، ونجحت دون تعب كعادة مدارسنا -هدى الله القائمين عليها-.

ثم انتقلت إلى ألمانيا، والآن يجب علي تعلم اللغة الألمانية، وفي الحقيقة أواجه مشكلة كبيرة في ذلك، فحياتي في ألمانيا لا تشبه حياتي في تلك الدولة حتى بنسبة 1‎%‎ من ناحية الدراسة، والمجتمع بطبيعة الحال، ولا يوجد صديق يعينني.

والآن أنا في دورة لتعلم اللغة، ونتعلم عن طريق الكتاب، حيث تكون هناك دروس، وكل درس لموضوع ما، ونضع القواعد في داخل الدرس، والكلمات المتعلقة بهذا الدرس، ولكنني لا أعرف كيف أدرس؟ ولا كيفية حفظ الكلمات؟ أفهم الدروس، وما لا أفهمه أراجعه من اليوتيوب، ولكن بعد فترة بسيطة أنسى الكلمات، رغم أن المعلم قد نصحني بكتابة جمل بهذه الكلمات، وهذا ما فعلته، ولكن دون فائدة.

فما نصيحتكم -بارك الله فيكم-؟ وأرجو توجيهي إلى كيفية التعلم، وكيفية التمكن من هذه اللغة.

أسأل الله لكم الإخلاص في العمل، ورزقكم الصبر...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.

‏ مشكلتك الحالية هي في تعلم اللغة الألمانية: ورغم أن هذا ليس من تخصص موقعنا، ولكن سوف نساعدك على تصور الأدوات أو الأمور التي يمكن أن تعينك على التعلم بشكل عام، دعنا نبدأ من البداية عندما ذكرت بأن حياتك الدراسية كانت مجرد لعب للأسف، هذا يحصل مع بعض الطلبة الذين لا يقدرون أهمية التعلم، ويعتقدون أن التعلم لمجرد التعلم، وليس لهدف رفع الجهل، واستخدام العلم كأداة لتيسير الحياة، وتحقيق الأهداف التي يسعى إليها الإنسان في هذه الحياة.

ابني الكريم: دعنا نأخذ بعض الأمور التي قد تفيدك، أو قد تساعدك على تجاوز مشكلة تعلم اللغة الألمانية، ومن هذه الأمور: أولاً: عليك الاهتمام بالقواعد والتعليمات التي يعطيك إياها المدرس، أو المعلم حالياً بخصوص تعلم اللغة؛ لأن المعلم لديه الأدوات المهمة والضرورية التي تعينك، والتي تعتبر مدخلاً أساسيًا لتعلم اللغة.

ثانياً: متابعة تعلم اللغة من المواقع والإنترنت، ومن موقع YouTube تحديداً، حيث أن هناك كثيراً من المواقع التي تقدم تعلم اللغات بشكل عام بطريقة سلسلة وسهلة ومفهومة، سواء كانت اللغة الألمانية، أو اللغة الإنجليزية، أو لغات أخرى.

ثالثاً: لا تيأس من التعلم، صحيح بأنك بدأت في حياة جديدة تختلف كلياً عن حياتك السابقة، ولكن هذا لا يعني أنك سوف تتعلم في يوم وليلة، ولذلك لا بد أن تبذل شيئاً من الجهد، حتى تستطيع أن تتقدم في هذه اللغة، وبمجرد أن تبذل الجهد وتصبر شيئاً من الوقت، سوف تكتشف بأنك أخذت تتقدم في تعلم اللغة شيئاً فشيئاً.

رابعا : عليك بالمدارسة مع زملاء لك في الصف، صحيح إنك لا تجد أصدقاء كما ذكرت في رسالتك، ولكن لو بحثت مجدداً سوف تكتشف أن هناك أصدقاء، حتى ولو كانوا في غير مدرستك، وأعني بهم الأصدقاء الذين قد يكونون من العرب المهاجرين هناك، وسبق لهم أن درسوا وتعلموا، وسوف يدلونك على طريقة التعلم الصحيحة.

خامساً: مما يعين على تعلم اللغة: هو محاولة الممارسة، والتحدث مع الناس في الشارع يومياً، وفي الأمور الحياتية بشكل عام، سواء ذهبت إلى السوبر ماركت، أو ذهبت إلى السوق، أو تحاورت، أو تحدثت مع شخص آخر، قد يبدو في البداية أمراً محرجًا لك، ولكن بمجرد أن تبدأ الحديث، سوف تتحسن شيئاً فشيئاً، وسوف تستعيد ثقتك بنفسك.

أخيراً: ما نحب أن نلفت نظرك إليه هو أن الإنسان إذا رغب في تعلم شيء، فعليه أن يلجأ إلى الله عز وجل، وأن يستعين بالدعاء، فقد ذكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية -عليه رحمة الله -، بأنه كان إذا صعب عليه شيء فإنه يلجأ إلى الدعاء، ويقول: (يا معلم آدم علمني ويا مفهم سليمان فهمني)، فعليك بمثل هذه الأدعية، والتوجه إلى الله عز وجل بأن يفتح لك مغاليق صدرك، وسيجعل الله عز وجل لك بعد عسر يسرا.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل..