السلام عليكم أنا أعاني من الذهان، ووصف لي الطبيب دواء ريسبيردال، ولكني عندما قرأت أعراضه الجانبية لاحظت أنه عند الاستمناء -كتجربة للتأكد منه- وصلت إلى النشوة لكن دون خروج سائل منوي! هل هذا عارض مؤقت أم أن الدواء يسبب العقم؟ وهل أتوقف عن أخذه؟ وهل صحيح أنه يتسبب في التثدي للرجال أم لا؟ وشكراً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، عقار رزبيريادل من الأدوية الممتازة جداً لعلاج الأمراض الذهانية، وأيضاً جرعات صغيرة يساعد في علاج الوسواس القهري، كما أنه أيضاً يعتبر من مثبتات المزاج التي تستعمل لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

بالنسبة لأعراضه الجانبية منها بالفعل أنه لقلة من الرجال قد يؤدي إلى نقص أو قلة في الإنزال المنوي أي أن حجم السائل المنوي قد يقل، لكنه قطعاً لا يؤثر على الحيوانات المنوية لا حركتها ولا تكوينها، ولا يؤدي أبداً إلى العقم، ولا يؤدي إلى أي نوع من الاختلافات الجينية في تكوين الأجنة، فإذاً هو سليم جداً من هذه الناحية، وعليه أرجو أن تطمئن.

هذه الظاهرة أي ظاهرة عدم خروج أو قلة إفراز السائل المنوي هي ظاهرة مؤقته، وتحدث لبعض الناس، وتكون في بدايات العلاج، خاصة إذا كانت الجرعة كبيرة نسبياً.

الدواء قد يتسبب في تضخم الثدي لدى الرجال، وإلى الشعور بالاحتقان الشديد عند النساء، وقد ينزل من (ثدي) المرأة سائل يشبه الحليب أو فيه شيء من الحليب، حتى وإن لم تكن مرضعة، وهذا لا يحدث في جميع الحالات.

تضخم الثدي عند الرجال أو ما يسمى بالتثدي يحدث لـ 10% فقط من الرجال، وغالباً لا يكون مزعجاً، كما أنه يختفي تماماً بعد التوقف من تناول الدواء.

السبب في هذه الظاهرة هو أن عقار رزبيريادون حين يتم استعماله يؤدي إلى ارتفاع في هرمون يسمى هرمون البرولاكتين أو هرمون الحليب، وزيادة هذا الهرمون بشكل واضح قد تؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء، وذلك بجانب تضخم الثدي عند قلة قليلة كما ذكرنا.

بعض الرجال قد يشتكي من الشعور بضعف بسيط في الرغبة الجنسية، هذه الآثار الجانبية لا تحدث في كل الناس، وأريد أن أؤكد على ذلك، كما أنها إذا حدثت فهي عرض ويختفي.

هنالك علاجات تعطى لتقليل تأثير هرمون الحليب، لأنه في بعض الأحيان لا نستطيع أن نوقف الدواء أو لا نستطيع أن نغيره بدواء آخر، لأنه ناجح جداً في علاج الحالة، وفي هذه الحالة نوازن الأمور.

لذا نعطي أحد الأدوية التي تخفض هرمون الحليب، مما يؤدي إلى اختفاء التثدي وتتحسن الدورة الشهرية، وكذلك الرغبة الجنسية.

أرجو أن أكون أعطيتك المعلومات المطلوبة المفيدة، وأرجو -يا أخي- أن تحرص على مواصلة علاجك والمتابعة مع طبيبك، وأن تعيش حياتك بصورة طبيعية وفاعلة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً وبالله التوفيق والسداد.
.