السلام عليكم أود استشارتكم في موضوع يقلقني، منذ فترة وأنا أشعر بوجود كتلة قاسية كالحصاة الصغيرة في الغدد اللعابية الموجودة تحت اللسان من الجهة اليسرى، وعندما نظرت في المرآة وجدت الجهة اليسرى منتفخة، وكأنما يوجد تحتها كتلة بيضاء صغيرة بحجم حبة السمسم، لكنها ليست واضحة جدا، وهذه الكتلة أشعر بها عندما ألمسها بلساني، ولاحظت مؤخرا أنها ربما تتحرك من مكانها، لأني أحيانا أحاول لمسها بلساني ولا أجدها، وسرعان ما تظهر من جديد.

علما أن هذا الإحساس أتاني منذ ثلاثة أشهر تقريبا، أي بعد أن وضعت لي طبيبة الأسنان جهازا لشفط البلغم تحت لساني عند إصلاح أحد أضراسي، فشعرت وقتها بانزعاج، وعندما عدت للبيت أتاني ألم مفاجئ لا أعرف كيف أصفه، لاذع، وقوي، يمتد من تحت اللسان إلى خلف الأذن، وشعرت أني لا أستطيع فتح فكي، وبعد قليل اختفى الألم، ولكن بقيت أشعر وكان هناك شيئا يزعجني تحت لساني، ولكني حاولت إهماله، وقلت لربما من أثر البنج؟ الآن أنا متضايقة من هذه الكتلة، وعندما أتناول الطعام والشراب يزيد انزعاجي منها، هي ليست مؤلمة، لكن وجودها مزعج، وأيضا أشعر بأنها تفرز بلغما مالحا، لأني أحس بملوحة في فمي، وأعاني من رائحة الفم الكريهة.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختي الكريمة- في موقع استشارات في موقعنا سؤال وجواب.

إن الغدد اللعابية معرضة للإصابة بالحصيات بكثرة، وأكثر الغدد اللعابية عرضة للإصابة هي الغدة تحت الفك؛ بسبب طول قناة الغدة وتعرجها، وبحسب طبيعية مفرزاتها اللعابية، وقد تكون هذه الحصاة وحيدة أو متعددة، وقد تتوضع ضمن الغدة نفسها، أو تكون ضمن القناة المفرغة للعاب، وغالبا ما تكون الإصابة وحيدة الجانب، أي في طرف واحد من الفك، ولا علاقة لجهاز الشفط أو أي أدوات أو مواد متعلقة بعلاج الأسنان بتشكل أو تراكم هذه الحصيات ضمن الغدة.

غالباً ما تكون هذه الحصاة صغيرة دون أن تسبب أي أعراض، ويكبر حجمها مع مرور الوقت إلى أن تصل لمرحلة تسد أو تسبب ضيقا في القناة المفرغة للعاب، وتسبب انتفاخا في أسفل الفك، وخصوصا قبل أو أثناء تناول الطعام؛ بسبب زيادة إفراز اللعاب الذي له دور في المساعدة في عملية المضغ والهضم.

كما أن الحصاة اللعابية تكون غير مؤلمة إلا إذا أصيبت الغدة بإنتان مرافق، مما يسبب آلاما مع طعم غريب ضمن الفم، وانتفاخا واحمرار المنطقة.

من المفضل -أختي الكريمة- مراجعة طبيبك، وإجراء فحص سريري للتأكيد أو نفي وجود حصاة، ويفضل إجراء إيكو للغدة تحت الفك، مع حقن مواد ضليلة لمعرفة عدد الحصيات، وأماكن تموضعها، وحجمها، وطريقة استئصالها.

كونك تشعرين بالحصاة بلسانك؛ فهذا شي جيد، ويكون العلاج بسيطا جدا، فقد يكتفى بالعلاج بالأدوية، مع إخراج الحصاة عن طريق التمسيد لقناة الغدة، اخصوصا إذا كانت قريبة من فوهة قناة الغدة، وقد يحتاج إلى شق بسيط جدا فوق الحصاة لإخراجها إذا كانت بعيدة عن فوهة القناة، مع التأكيد على الالتزام بالعلاج الدوائي والمضامض الفموية المطهرة، وستشعرين بارتياح -بإذن الله - مباشرة بعد إخراج الحصاة.

أسأل الله لك الشفاء العاجل.
.