السلام عليكم أريد التغيير من نفسي ولا أستطيع توجيه نفسي، فأنا انطوائي، لا أحب الاختلاط مع الأصحاب أو الناس، لأني لا أجيد التحدث أو لا أجد كلاماً أتحدث فيه مع الناس، فأمتنع عن الخروج حتى لا أكون عبئاً على أحد أو شخصاً كئيباً بالنسبة لهم! حاولت أن أغير من نفسي وأتعلم كيفية التحدث وفتح مواضيع، ولكن شخصيتي جذورها كما هي لا أستطيع تغيير الجذور، أشعر دائماً بأني ضعيف الشخصية وضعيف العقل، ولذلك دائماً يأتيني الاكتئاب والهم والحزن من الفشل في الحياة الدنيا.
لقد تعبت من تلك الحياة لعدم استطاعتي التعامل مع أحد، وأجد نفسي قد فشلت في امتحان الدنيا، وبالتأكيد سأفشل في امتحان الآخرة.
حينما أتحدث مع نفسي بصوت منخفض أتمنى تلك الشخصية القوية الواثقة في النفس التي تستطيع التعامل مع الناس وتكتسب المحبة بينهم، أتمنى أن تتحول نفسي إلى شخصيتي الحقيقة.
أعتقد دائماً أنه لا بد من وجود من يرشدني ويعلمني لتغيير نفسي، فأنا لا أستطع تغيير نفسي بذاتي، ولا أعلم ماذا أفعل في هذه الدنيا؟!..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أخي الكريم، صعوبة الحديث سببها التوتر الناتج عن ضعف الثقة، وعدم الاعتزاز بالقدرات والإمكانيات الشخصية التي تتمتع بها.
المؤمن في هذه الدنيا معرض لامتحانات وابتلاءات، فقد يبتلى في دينه وفي ماله وفي صحته وفي مجتمعه الذي يعيش فيه.
إلى غير ذلك من أنواع الابتلاءات، فالاستعانة بالمولى عزَ وجلَ والصبر والمجاهدة والعزيمة والإصرار من العوامل التي تساعد الفرد في النجاح واجتياز الامتحان بكفاءة.
تذكر أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، وأن الله تعالى إذا أحب العبد ابتلاه، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
لا تستجب لهذه الأفكار السلبية ولا تيأس من رحمة الله ، فإنها قريبة من المحسنين.
اتبع الإرشادات الآتية ربما تساعدك في التغلب على المشكلة: - لا تستعجل في الإجابة على الأسئلة المفاجئة، وحاول إعادة السؤال على السائل بغرض التأكد، ولا تضع نفسك في دور المدافع بل ضعها في دور المهاجم، وفي المحادثات تعلم كيفية إلقاء الأسئلة، ومارسها أكثر، وكذلك الإجابة على أسئلة الآخرين.
- اعلم أن الناس الذين تتحدث معهم لهم عيوب ولهم أخطاء أيضاً، ولا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، فالذي أعطاهم قادر أن يعطيك مثلهم وأكثر من ذلك.
- حاول أن تضع لك برنامجاً تدريبياً يومياً تقوم فيه بتحضير مادة معينة، أو درساً معيناً، وقم بإلقائه في غرفةٍ خالية ليس بها أحد أو بها من تألفهم ولاحظ على نفسك التغيرات التي تحدث لك في كل مرة، وقم بتسجيلها أو تسجيل درجة القلق والتوتر التي تشعر بها في كل مرة، واجعل لها مقياساً من (1 - 10) حيث أن الدرجة عشرة هي أعلى درجات القلق، ثم اجتهد في كل مرة أن تنخفض هذه الدرجة إلى أقل ما يمكن لاستعادة الثقة النفس وبالتالي التغلب على مشكلاتك.
- استخدم روح الفكاهة في بداية الحديث مع الآخرين وركز على محتوى الحديث أكثر من تركيزك على الأشخاص وصفاتهم ومناصبهم ومكانتهم الاجتماعية.
- لا تضخم فكرة الخطأ وتعطيها حجم أكبر من حجمها فالحذر الشديد من الوقوع في الخطأ قد يساعد في وقوعه.
- عزز وقوي العلاقة مع المولى عزَ وجلَ بكثرة الطاعات وتجنب المنكرات، فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.
- زود حصيلتك اللغوية بالقراءة والاطلاع، والاستماع لحديث العلماء والمفكرين.
- تدرب على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تألفهم من الأقارب والأصدقاء.
- شارك في الأعمال التطوعية التي تجمعك بالناس، وإذا أتيحت لك فرصة تدريس طلاب في المراحل الدنيا اغتنمها ولا تتردد.
- أكثر من الاستغفار فإنه مفتاح للفرج.
علاج مشكلتك -أخي الكريم- يكمن في المواجهة والممارسة، فابدأ في تطبيق ذلك بصورة تدريجية، حتى تنجح في التغلب على المشكلة.
نسأل الله تعالى لك التوفيق..