اشترى والدي قطعة أرض للبناء عليها وترك لنا ـ نحن أولاده ـ حرية من يرغب في البناء عليها فقمت ببناء شقة للسكن فيها من مالي الخاص ولم يدفع والدي، أو أي أحد من إخوتي أي مبلغ في بنائها، وبعد وفاة والدي أنكر الورثة ملكيتي لهذه الشقة بزعم أن من بناها هو والدي ولست أنا، فهل هذه الشقة ملكي أم ملك لجميع الورثة؟ وكيف تتم القسمة علينا حيث ترك زوجة وولدين وبنتين؟..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فما دمت تدعي أنك أنت الذي بنيت الشقة والورثة ينكرون ذلك فأنت مطالب بإقامة البينة عند القضاء على دعواك، إذ الأصل أن أي بناء في الأرض هو ملك لمالك الأرض, وقد قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ.
رواه الترمذي.فإن لم تقم البينة حلف الورثة على أن أباهم هو الباني لها، ومن لم يكن منهم له علم بأن الأب هو الباني ولا بأنك أنت الباني حلف على نفي علمه بأنك بنيت الأرض، كما تقدم في الفتوى رقم:
اهـ.وقد فصلنا القول حول هذا في عدة فتاوى كالفتاوى التالية أرقامها:
ثم إننا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقاً لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وراث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا، أو ديون، أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي ـ إذاً ـ قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية ـ إذا كانت موجودة ـ تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم..