هل الأجر لا يحسب إلا بالنية، أي إذا أشفقت على الفقير لأنه جائع وأعطيته بعض المال فهل تحسب لي حسنة أم يجب أن أحتسب الأجر في الصدقة وأنها لوجه الله تعالى، أحياناً أنسى النية وأتصرف وفق الموقف الذي أمامي.
فهل يحسب لي الأجر أم أنه يعتبر سلوكاً طبيعياً لا أحاسب عليه؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:فإن المال الذي يعطى للفقير إما أن يكون صدقة واجبة وهي الزكاة وهذه لا بد من النية عند دفعها أي نية كونها زكاة؛ كما سبق أن أوضحنا في عدة فتاوى منها الفتوى رقم:
انتهى.والظاهر أن هذا ينطبق على ما تصفه السائلة من أنها تعطي الفقير إشفاقاً عليه.
فإنها ستؤجر على ذلك إن شاء الله ، لكن على المسلم أن يستحضر النية عندما يعمل عملاً من هذا القبيل، فإن النية أبلغ من العمل كما قيل، وما ذكرت من أنها تنسى النية في بعض الأحيان وتتصرف وفقاً للحالة التي أمامها إن كان في معنى ما تقدم من أنها تعطي الفقير نظراً لحاجته دون نية احتساب الأجر فإنها تؤجر على ذلك أيضاً، لأن مناولة الفقير لأجل حاجته يصير بها المدفوع صدقة على نحو ما تقدم، ومن أهل العلم من يرى أن الخير المتعدي إلى الغير يؤجر عليه الإنسان من غير نية، لكن بالنية يكون الأجر أعظم، واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى: لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء:114}، فجعل الله في تلك الأمور خيراً، ثم أخبر أن من فعل ذلك ابتغاء مرضات الله سيؤتيه أجراً عظيماً.والله أعلم..