مجموعة نيرمي الإعلامية

اخر المشاهدات
مواقعنا

مجموعة نيرمي الإعلامية




سؤال وجواب | خداع النفس ودسائسها

اقرأ ايضا

-
سؤال وجواب | بعد أن أحببت شاباً لسنين. كيف أتخلص من تلك العلاقة؟
- سؤال وجواب | حكم إيمان لا يعتقد بمس الجن للإنسان
- سؤال وجواب | من فضائل سورة الإخلاص
- سؤال وجواب | حكم سفر الإنسان بمفرده
- سؤال وجواب | مسائل حول إخراج الزكاة
- سؤال وجواب | كيفية حساب المصروفات والأرباح في المضاربة
- سؤال وجواب | فضل قراءة بعض آيات القرآن الكريم قُبَيل النوم
- سؤال وجواب | استحباب إجابة الدعوات غير الوليمة
- سؤال وجواب | أشعر بشيء مثل كتمة في الصدر بجانب الثدي الأيسر. ما تشخيصكم؟
- سؤال وجواب | فضل معاوية على عمر بن عبد العزيز
- سؤال وجواب | الموت على طاعة من حسن الخاتمة
- سؤال وجواب | ألم في البطن وحرارة فيها كلما أكلت فهل هي أعراض قولون؟
- سؤال وجواب | حكم من يقول: إنَّ الإيمان أصل والعملَ كمال
- سؤال وجواب | الرجل سيد أهله ، والمرأة سيدة بيتها
- سؤال وجواب | ما تأثير الرياضة على فتق في الحجاب الحاجز؟
آخر تحديث منذ 23 دقيقة
9 مشاهدة

هل من الممكن أن الواحد ينافق نفسه؟.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:فالنفاق كما عرفه العلماء هو أن يظهر المنافق للناس الخير ويضمر الشر، وهو أنواع.

قال ابن كثير رحمه الله : النِّفَاقُ: هُوَ إِظْهَارُ الْخَيْرِ وَإِسْرَارُ الشَّرِّ، وَهُوَ أَنْوَاعٌ: اعْتِقَادِيٌّ، وَهُوَ الَّذِي يَخْلُدُ صَاحِبُهُ فِي النَّارِ، وَعَمَلِيٌّ وَهُوَ مِنْ أَكْبَرِ الذُّنُوبِ، كَمَا سَيَأْتِي تَفْصِيلُهُ فِي مَوْضِعِهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَهَذَا كَمَا قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: الْمُنَافِقُ يُخَالِفُ قَوْلُه فِعْلَهُ، وسِرّه عَلَانِيَتَهُ، وَمَدْخَلُهُ مَخْرَجَهُ، وَمَشْهَدُهُ مَغِيبه.

انتهى.

ولا نعلم أحدا من العلماء استعمل مصطلح نفاق النفس، وإنما ورد التحذير في الشرع من مخادعة النفس بالاسترسال مع المعاصي والانهماك في الشهوات مع تصور أن ذلك لا يضر وأن مصلحة النفس في هذا وإنما فيه عطبها وهلاكها، وقد أخبر الله تعالى عن المنافقين بأنهم: يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ {البقرة: 9}.

فالمنافق يظن أنه يخدع الله والمؤمنين وما يخدع إلا نفسه وما يهلك إلا إياها.

قال ابن كثير فيما نقله عن ابن جرير: وذلك من فعله وإن كان خِدَاعًا لِلْمُؤْمِنِينَ فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا فَهُوَ لِنَفْسِهِ بِذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِ خَادِعٌ، لِأَنَّهُ يُظْهِر لَهَا بِفِعْلِهِ ذَلِكَ بِهَا أنَّه يُعْطِيهَا أُمْنِيَّتَهَا، ويُسقيها كَأْسَ سُرُورِهَا، وَهُوَ مُوَرِّدُهَا حِيَاضَ عَطَبِهَا، ومُجرّعها بِهَا كَأْسَ عَذَابِهَا، ومُزيرُها مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَأَلِيمِ عِقَابِهِ مَا لَا قبَلَ لَهَا بِهِ، فَذَلِكَ خَدِيعَتُهُ نَفْسَهُ، ظَنًّا مِنْهُ -مَعَ إِسَاءَتِهِ إِلَيْهَا فِي أَمْرِ مَعَادِهَا أَنَّهُ إِلَيْهَا مُحْسِنٌ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ.

وعلى المسلم أن يكون فطنا متيقظا لوساوس النفس ودسائسها، فإنها تصور له الباطل في صورة الحق وتمنيه الأماني الكاذبة وتغره وتخدعه فيسترسل في المعاصي وهو لا يشعر أن هلاكه في ذلك، فمن صدق مع نفسه وحاسبها أشد المحاسبة وتفطن لأدوائها وخالفها فيما تأمر به من الشر فهو السعيد الناجي: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات: 40-41}.

ومن خدعته نفسه بما تزينه من الباطل واستجاب لها فيما تحمله عليه من مخالفة الأمر وارتكاب النهي فقد أهلكها من حيث يظن أنه نجاها، وأشقاها من حيث يقدر أنه أسعدها.

يقول ابن القيم رحمه الله : وقد مثلت النفس مع صاحبها بالشريك في المال، فكما أنه لا يتم مقصود الشركة من الربح إلا بالمشارطة على ما يفعل الشريك أولا، ثم بمطالعة ما يعمل، والإشراف عليه ومراقبته ثانيا، ثم بمحاسبته ثالثا، ثم بمنعه من الخيانة إن اطلع عليه رابعا، فكذلك النفس: يشارطها أولا على حفظ الجوارح السبعة التي حفظها هو رأس المال، والربح بعد ذلك.

فمن ليس له رأس مال، فكيف يطمع في الربح؟ وهذه الجوارح السبعة وهي: العين، والأذن، والفم، واللسان، والفرج، واليد، والرجل.

هي مراكب العطب والنجاة، فمنها عطب من عطب بإهمالها.

وعدم حفظها، ونجا من نجا بحفظها ومراعاتها، فحفظها أساس كل خير، وإهمالها أساس كل شر.

فإذا شارطها على حفظ هذه الجوارح انتقل منها إلى مطالعتها والإشراف عليها ومراقبتها، فلا يهملها، فإنه إن أهملها لحظة رتعت في الخيانة ولا بد، فإن تمادى على الإهمال تمادت في الخيانة حتى تُذهب رأس المال كله، فمتى أحس بالنقصان انتقل إلى المحاسبة، فحينئذ يتبين له حقيقة الربح والخسران، فإذا أحَسَّ بالخسران وتيقنه استدرك منها ما يستدركه الشريك من شريكه: من الرجوع عليه بما مضى، والقيام بالحفظ والمراقبة في المستقبل، ولا مطمع له في فسخ عقد الشركة مع هذا الخائن، والاستبدال بغيره، فإنه لا بد له منه فليجتهد في مراقبته ومحاسبته، وليحذر من إهماله.ويعينه على هذه المراقبة والمحاسبة: معرفته أنه كلما اجتهد فيها اليوم استراح منها غدا إذا صار الحساب إلى غيره، وكلما أهملها اليوم اشتد عليه الحساب غدا.

انتهى.والله أعلم..



شاركنا تقييمك




اقرأ ايضا

- سؤال وجواب | الرد على من قال : إن الله في كل مكان
- سؤال وجواب | طريق الخلاص من الجار الشاذ جنسيا
- سؤال وجواب | كيف أعالج الغيرة لدى ابني من أخيه؟
- سؤال وجواب | الوعد بالطلاق لا يقع ولو كثر تكراره
- سؤال وجواب | يصيبني ألم شديد في القفص الصدري عند التنفس أو الكحة
- سؤال وجواب | كيف أدعو شخصًا أجنبيًا لديه أفكار مغلوطة عن الإسلام؟
- سؤال وجواب | هل يوصف الرب جل جلاله والملائكة الكرام بالذكورة
- سؤال وجواب | تزويج البنت نفسها أكثر إساءة لأبيها من رفع أمرها إلى القضاء
- سؤال وجواب | هل ينسب المولود لأبيه من زواج باطل ويرث منه؟
- سؤال وجواب | الإيمان والعمل الصالح لا ينفك أحدهما عن الآخر
- سؤال وجواب | التعريف الشرعي للواط
- سؤال وجواب | هل تأثم من طالبت أهلها بشراء تلفزيون فشاهدوا فيه المحرمات
- سؤال وجواب | دورتي مضطربة مع نزيف مستمر من بعد الدورة حتى موعد الدورة الثانية
- سؤال وجواب | حكم الإعلان عن تحويل مال يتطب فتح حساب في بنك ربوي
- سؤال وجواب | بعض الأمور التي تكفي في إزالة الهجر
 
شاركنا رأيك بالموضوع
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا


أقسام مجموعة نيرمي الإعلامية عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 2024/10/05