لي صديق رضع مع ابنة خالته، وخالته لديها ثلاث بنات، وقد رضع مع الوسطى، فيريد أن يعرف هل هن كلهن محرمات عليه أم هي فقط، مع العلم أنه رضع خمس رضعات مشبعات أو أكثر؟.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالرضاع يثبت به من التحريم ما يثبت بالنسب، قال صلى الله عليه وسلم: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب.

متفق عليه.
وبالتالي فإذا كان صديقك قد رضع مع بنت خالته من أمها " التي هي خالته " فقد صار أخا من الرضاع لباقي بنات خالته، لكونه قد رضع من أمهن رضاعا يثبت به التحريم.

وعلى افتراض أن صديقك قد رضع مع بنت خالته من امرأة أجنبية، أو أن أمه أرضعتها معه، فالتحريم خاص ببنت خالته التي رضع معها، ولا يشمل ذلك بنتي خالته اللتين لم ترضعا معه.

جاء في شرح الدردير ممزوجاً بمختصر خليل المالكي: وقدر الطفل الرضيع خاصة دون إخوته وأخواته ولداً لصاحبة اللبن ولصاحبه زوج أو سيد، فكأنه حصل من بطنها وظهره.

انتهى.

مع التنبيه على أن الرضاع الذي يثبت به التحريم لا بد أن يكون خمس رضعات مشبعات على القول الراجح، كما سبق بيانه في الفتوى رقم:

52835.

والله أعلم.
.