مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | الرد على مقولة " السماء قبلة الدعاء " وبيان اعتقاد أهل السنَّة أن الله تعالى في السماء
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | بقي على نزول الدورة 10 أيام ونزلت إفرازات بنية، ما تشخيصكم؟- سؤال وجواب | حكم الجمع والقصر لمن يسافر لمقر العمل ويمكث فيه سبعة أيام
- سؤال وجواب | أريد تركيب التقويم وحائرة بين رأي الأطباء!
- سؤال وجواب | معنى كلمة سمير
- سؤال وجواب | دوخة ودوران بعد شرب الزنجبيل
- سؤال وجواب | أعاني من نوبات هلع وقلق ولم أستفد من الدواء!
- سؤال وجواب | المسافر هل يصلي مع الجماعة أربعا أم يصلي وحده ركعتين؟
- سؤال وجواب | رفع المرأة صوتها بالتلبية. رؤية شرعية
- سؤال وجواب | ليس لأحد أن يأخذ من كتب المسجد شيئًا إلا إذا وضعت للتوزيع
- سؤال وجواب | لا أجيد التحاور مع الناس . فكيف أكوّن الصداقات؟
- سؤال وجواب | لم أتزوج حتى الآن ولا أعرف السبب. أفيدوني
- سؤال وجواب | أخي يسيء معاملة والديّ. فما توجيهكم؟
- سؤال وجواب | والدي يخشى علينا من الزواج والمستقبل، فهل خوفه في محله؟
- سؤال وجواب | العلة في القصر والجمع مسافة السفر
- سؤال وجواب | والدي يمنعني من النقاش في المسائل الدينية مع والد صديقي
ما رد فضيلتكم على هذا القول : أن الله تعالى لا يتحيز في مكان ، إنما السماء قبلة الدعاء ، ومهبط الرحمات ، قال تعالى : ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ) ، السماء إلى فناء ، تعالى الله أن يتحيز فيها ، وقال عليه الصلاة والسلام : (أطَّت السماء وحُقَّ لها أن تئط فليس فيها مكان إلا فيها ملك قائم أو راكع أو ساجد) فتعالى الله أن يتحيز بين الملائكة ..
الحمد لله.
أولاً : الكلام الوارد في السؤال هو من إنشاء أهل البدع والأهواء نفاة العلو لله الواحد القهَّار ، وقد شاع بين " الأشاعرة " ، وكانوا قد ورثوه عن " الجهمية ".
وأصل ذلك : أنهم أرادوا نفي علو ذات الله تعالى ، وغاظهم ما يجده الناس في فطَرهم ضرورةً من توجه قلوبهم نحو السماء ، ومن رفع أيديهم تجاهها ، فزعموا أن " السماء قبلة للدعاء " ! وأن توجه المسلمين بقلوبهم نحوها ، ورفع أيديهم باتجاهها : هو توجه لقبلة الدعاء ، كما يتوجهون للكعبة قبلة الصلاة ! حتى روى بعض الكذَّابين نفاة الصفات عن الله تعالى في ذلك حديثاً نسبه للنبي صلى الله عليه وسلم ، بلفظ : (السماءُ قِبلةُ الدعاء) ! قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله : لم أقف له على أصل ، إلا ما قاله الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/259 ، 260) في "آداب الدعاء" : "قلت : أما الاستقبال : فلم أرَ فيه شيئاً صريحاً يختص به ، وقد نقل الروياني أنه يقول رافعاً بصره إلى السماء ، وقد تقدم ذلك فِي حَدِيثِ عمر ، وفي حديث ثوبان : " السماء قبلة الدعاء " ، فلعل ذلك مراد مَن أطلق".
كذا قال ! وحديث ثوبان تقدم عنده (1/245) ، وليس فيه ما ذكر ، ولا رأيتُ ذلك في كتاب من كتب السنَّة التي وقفتُ عليها ، بل ظاهر كلام شارح "العقيدة الطحاوية" ابن أبي العز (ص 327) وغيره : أن هذا الحديث المزعوم هو من قول بعض المؤولة ، أو المعطلة الذين ينكرون علو الله على خلقه ، واستواءه على عرشه ، وما فُطر عليه الناس من التوجه بقلوبهم في دعائهم جهة العلو ، فقال الشارح : "إن قولكم : إن "السماء قبلة الدعاء" : لم يقله أحدٌ من سلف الأمة ، ولا أنزل الله به من سلطان .".
"السلسة الضعيفة" (13/443).
وقد تكررت هذه العبارة "السماء قبلة الدعاء" في كتب الأشاعرة ، وهو ينفون عن الله تعالى صفة العلو ، والاستواء على العرش حتى ظنها كثيرون عقيدة صحيحة ، والحق أحق أن يُتبَّع ، ولا ينبغي التوقف في خطأ هذه العبارة ، وضلال معناها.
وقد أجاب ابن أبي العز الحنفي رحمه الله على هذا القول من عدة أوجه : "أحدها : أن قولكم : إن السماء قبلة للدعاء - لم يقله أحد من سلف الأمة ، ولا أنزل الله به من سلطان ، وهذا من الأمور الشرعية الدينية ، فلا يجوز أن يخفى على جميع سلف الأمة وعلمائها.
الثاني : أن قبلة الدعاء هي قبلة الصلاة ، فإنه يستحب للداعي أن يستقبل القبلة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل القبلة في دعائه في مواطن كثيرة ، فمن قال إن للدعاء قبلة غير قبلة الصلاة ، أو إن له قبلتين : إحداهما الكعبة والأخرى السماء - فقد ابتدع في الدين ، وخالف جماعة المسلمين.
الثالث : أن القبلة : هي ما يستقبله العابد بوجهه ، كما تستقبل الكعبة في الصلاة والدعاء ، والذكر والذبح ، وكما يوجه المحتضر والمدفون ، ولذلك سميت " وجهة " ، والاستقبال خلاف الاستدبار ، فالاستقبال بالوجه ، والاستدبار بالدبر ، فأما ما حاذاه الإنسان برأسه أو يديه أو جنبه فهذا لا يسمى " قبلة " ، لا حقيقة ولا مجازاً ، فلو كانت السماء قبلة الدعاء لكان المشروع أن يوجه الداعي وجهه إليها ، وهذا لم يشرع ، والموضع الذي ترفع اليد إليه لا يسمى " قبلة " ، لا حقيقة ولا مجازاً ، ولأن القبلة في الدعاء أمر شرعي تتبع فيه الشرائع ، ولم تأمر الرسل أن الداعي يستقبل السماء بوجهه ، بل نهوا عن ذلك.
ومعلوم أن التوجه بالقلب ، واللجأ والطلب الذي يجده الداعي من نفسه أمر فطري ، يفعله المسلم والكافر والعالم والجاهل ، وأكثر ما يفعله المضطر والمستغيث بالله ، كما فطر على أنه إذا مسه الضر يدعو الله ، مع أن أمر القبلة مما يقبل النسخ والتحويل ، كما تحولت القبلة من الصخرة إلى الكعبة ، وأمر التوجه في الدعاء إلى الجهة العلوية مركوز في الفطر ، والمستقبل للكعبة يعلم أن الله تعالى ليس هناك ، بخلاف الداعي ، فإنه يتوجه إلى ربه وخالقه ، ويرجو الرحمة أن تنزل من عنده" انتهى.
"شرح العقيدة الطحاوية" (ص 327 ، 328).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "إن الذين يرفعون أيديهم ، وأبصارهم ، وغير ذلك ، إلى السماء وقت الدعاء : تقصد قلوبُهم الربَّ الذي هو فوق ، وتكون حركة جوارحهم بالإشارة إلى فوق : تبعاً لحركة قلوبهم إلى فوق ، وهذا أمرٌ يجدونه كلهم في قلوبهم وَجْداً ضروريّاً ، إلا من غُيِّرت فطرتُه باعتقاد يصرفه عن ذلك ، وقد حكى محمد بن طاهر المقدسي عن الشيخ أبي جعفر الهمذاني أنه حضر مجلس أبي المعالي – أي : الجويني - فذكر العرش ، وقال : "كان الله ولا عرش" ، ونحو ذلك ، وقام إليه الشيخ أبو جعفر ، فقال : يا شيخ دعنا من ذِكر العرش ، وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا : فإنه ما قال عارف قط : "يا الله" : إلا وجد في قلبه ضرورةً لطلب العلو ، لا يلتفت يمنة ، ولا يسرة ، قال : فضرب أبو المعالي على رأسه ، وقال : "حيرني الهمذاني".
فأخبر هذا الشيخ عن كل من عرف الله : أنه يجد في قلبه حركة ضرورية إلى العلو إذا قال : "يا الله" ، وهذا يقتضي أنه في فطرتهم ، وخِلقتهم : العلم بأن الله فوق ، وقصده ، والتوجه إليه : إلى فوق".
"بيان تلبيس الجهمية" (2/446 ، 447) ، وفي (4/518 ، 519) طبعة المدينة.
ثم إننا عندما نقول : إن الله تعالى في السماء ليس معنى ذلك أن السماء تحيط به ، أو كما يعبر هؤلاء بأن الله ساكن السماء ! تعالى الله عن ذلك.
بل نقول : إن الله تعالى في السماء يعني على السماء ، وفوق السماء ، مستوٍ على عرشه سبحانه وتعالى ، كقول الله تعالى : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) الأنعام/11.
أي : على الأرض.
وللوقوف على بعض الأدلة على علو الله تعالى على خلقه واستوائه على عرشه ، انظر جواب السؤال رقم ( 992 ) و (
124469
).والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | والدي يمنعني من النقاش في المسائل الدينية مع والد صديقي- سؤال وجواب | من تسحر ليصوم فقد نوى
- سؤال وجواب | تعاطي الإبر المنشطة في حالة تكيس المبايض لتحسين فرص الإنجاب
- سؤال وجواب | هل أرجع لزوجي مع علمي أنه سيعاملني معاملة قاسية؟
- سؤال وجواب | عمله يبعد عن مدينته 150 كيلو فهل يرخص له في القصر والجمع
- سؤال وجواب | صلاة وصيام المسافر عبر الفضاء
- سؤال وجواب | هل من حل عملي لوسواس النية في الطهارة والصلاة؟
- سؤال وجواب | حكم إلقاء ورد السلام على النساء
- سؤال وجواب | حكم القصر والجمع لمن زار بلده الأصلي بعد أن استوطن غيره
- سؤال وجواب | لا قصر لمن نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام
- سؤال وجواب | ما مدى خطورة أن تسبق المشيمة رأس الجنين في الخروج؟
- سؤال وجواب | علاج الغيرة الزائدة عن الحد الطبيعي
- سؤال وجواب | نذر الواجب لا ينعقد ولا تلزم فيه كفارة
- سؤال وجواب | أعاني من وساوس شيطانية بخصوص إيذاء زوجي لي في الماضي
- سؤال وجواب | هل يترخص المسافر للعلاج برخص السفر وهو لا يعرف كم يمكث
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا