بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمثل هذه المشاعر حقيقةً لابد أن أصفها بأنها غير مقبولة، وهي مشاعر قبيحة، وربما تدل أنك تعاني مما يعرف بداء حب الذات، وحب الذات يأتي أحياناً في شكل أنانية، وأحياناً في شكل أن يتصور الإنسان بأنه جميل أو أنيق أو خلافه.

أيها الأخ الفاضل: هذا أمر يجب أن تحقره وأن تُتَفِّهه، كن جميلاً في أخلاقك، كن جميلاً في عشرتك، كن جميلاً في دينك، كن جميلاً في تواصلك؛ ولا تهتم بمظهرك أبداً، هذا ليس من شيم هذه الأمة، وليس من شيم شباب هذه الأمة.

أرجو ألا تفهم أنني قاسٍ عليك، أو أنني أخذت المنحى الديني فقط في إرشادك، ولكن هذه هي الحقيقة، عليك أن تكون صلباً وقوياً، وأن تعرف أن من صفات الرجولة هي القوة والخلق الحسن، وليس الاهتمام فقط بالمظهر.

لا بأس أن يكون الإنسان نظيفاً وأن يكون أنيقاً، فهذا شيء طيب ومحمود، ولله في خلقه شؤون، فهنالك من هو قبيح في شكله، وهنالك من هو جميل في مظهره، ولكن هذه ليست هي المقاييس التي تقاس بها الرجولة ويقاس بها الشباب.

صدقني، أن الإنسان الذي يهتم فقط بمظهره لن يكون موفقاً في مستقبله، سلح نفسك بالعلم، سلح نفسك بالمقدرة، وقد تألمت كثيراً فيما ذكرته بأن أحداً قد مزح معك في أمر يحزن، وهو أمر يجب ألا يكون فيه مزاحاً أبداً، أنت رجل ويجب أن تحتفظ برجولتك ويجب أن تعمل لذلك.

أنصحك ألا تنظر إلى نفسك كثيراً في المرآة، أنصحك أن تتخيل نفسك أنك رجل ملتحٍ، وأنك لديك شارب وأنك مخشوشن الشكل، ولكنك قوي مرفوع الرأس، تخيل ذلك، انظر إلى نفسك بهذا الخيال؛ لماذا لا ترى ذلك؟! هذا أمر عظيم وجميل، أرجو أن تصحح مسارك.

لا أقول أنك تعاني من وساوس، ولكنك ربما تعاني من حب الذات، حب الذات المفرط وبهذه الطريقة أمر مرفوض، ولكنه تحت الإرادة وتحت التصرف ويمكن للإنسان أن يتخلص منه.

عليك أيضاً أن تقتدي بالأقوياء من الشباب، بالخيرين من الشباب، امش معهم، اذهب معهم، حاول أن تقلد طريقتهم في مظهرهم وفي سلوكهم وفي تواصلهم.

وبالله التوفيق..