مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | الحكَم الجليلة في تحريم الزنا
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم انتفاع الموظف من قطع غيار السيارات المستبدلة- سؤال وجواب | تعهد بأن يتصدق بجزء من ماله، فهل يجوز إنفاقه على الأهل
- سؤال وجواب | حكم من اشترى أرضا للورثة بغرض صيانة ميراثهم
- سؤال وجواب | حكم سؤال العمالِ الطلابَ مالًا (حلاوة النجاح) وحكم إعطائهم
- سؤال وجواب | ضرورة تشخيص الكلف الموجود في الوجه ومن ثم علاجه
- سؤال وجواب | فضل البقاء في المسجد بعد صلاة الصبح
- سؤال وجواب | التصدّق بالبضاعة الراكدة هل يدخل في قوله تعالى: "وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ"؟
- سؤال وجواب | مسائل حول تأخير الزكاة وكيفية صرفها
- سؤال وجواب | عملت تلقيحا صناعي لحدوث الحمل ولم ينجح، فهل السبب هو سني؟
- سؤال وجواب | إذا اشترط أن تكون الزوجة جميلة أو بيضاء فكانت بخلاف ذلك فهل له الخيار؟
- سؤال وجواب | حكم إذن الوالد المصاب بنوبات الزهايمر لولده في الإنفاق
- سؤال وجواب | الأرض لوالدكم والتصرف فيها حال حياته لا يجوز
- سؤال وجواب | أعاني من مشكلة حبوب صغيرة متجمعة على زنديّ وبطني وظهري
- سؤال وجواب | أعاني من ألم في ظهري ناحية القلب مع شعور بالغثيان، فما هي مشكلتي؟
- سؤال وجواب | لمن تنتقل أموال القصر بعد وفاة أبيهم
عندي صديق يحاول أن يفهم لماذا حُرِّم الزنا ! كلانا يتصفح هذا الموقع ، لكن كل ما وجدناه هو أن هناك نصوصاً من الكتاب والسنَّة تخبرنا بعدم ارتكاب الزنا ، وأن العقوبة تنتظرهم ، على أية حال : هل يمكنكم أن تبيِّنوا الحكمة من عدم ارتكاب الزنا ؟ هل هناك أي مثال في القرآن يبين سبب جعله حراماً ؟ هناك أسباب واضحة مثل قطع البنية الاجتماعية ، وإيجاد نساء مومسات ، لكن هل هناك أي قصة في القرآن والحديث ؟ ..
الحمد لله.
أولاً : الواجب على المؤمن أن يمتثل حكم الله تعالى سواء عرف الحكمة أم لم يعرفها ، مع تسلميه بأن الله تعالى لم يشرع هذا الحكم إلا لحكم عظيمة ، تحقق المصلحة والخير للناس ، وتدفع عنهم الشرور والمفاسد.
قال الله تعالى : (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون) النور/51.
ومع ذلك.
فلا مانع من أن يبحث المؤمن عن الحكمة حتى يزداد يقينه بكمال هذه الشريعة ، وأنها ـ حقاًّ ـ من عند الله تعالى ، وليستطيع بذلك مجادلة غير المسلمين ، وإقناعهم بأن هذه الشريعة حق.
ثانياً : لقد حرم الله تعالى الزنا ، تحريماً قطعياً ، وأوجب على من ارتكبه عقوبة تقام عليه في الدنيا ، وهي الحد ، ولسنا بحاجة إلى ذكر بعض النصوص في ذلك ، لأنها معلومة ، ولكننا نذكر هنا بعض الحكم لتحريم الزنا.
فمن هذه الحكَم : 1.
موافقة هذا التحريم للفطرة التي فطر الله الناس عليها ، من الغَيْرة على العِرْض ، وبعض الحيوانات تغار على عرضها ، فقد ثبت في صحيح البخاري (3849) عن عمرو بن ميمون الأودي قال : رأيت في الجاهلية قرداً زنا بقردة ، فاجتمع القرود عليها ، فرجموها حتى ماتت!.
فإذا كان القرد يغار على عرضه ، ويستقبح الزنا ، فكيف لا يغار الإنسان على عرضه ؟ فأي رجل يقبل أن يجعل زوجته أو ابنته أو أمه أو أخته متاعاً للناس وسلعة مجانية ، فقد رضي لنفسه أن ينزل عن مرتبة بعض الحيوانات ، كما يوجد الآن في بعض البلاد الغربية ما يسمونه بـ "نوادي تبادل الزوجات" ! 2.
المنع من اختلاط الأنساب ، فمن أباح الزنا فإنما يبيح إدخال ما ليس من صلبه في أسرته وعائلته ، فيشارك أفراد الأسرة في الميراث وهو ليس منهم ، ويعاملهم معاملة المحارم وهو ليس محرماً لهم.
3.
المحافظة على الأسرة والحياة العائلية فإن الزنا يُفسد البيوت ويدمرها ، فإذا اتخذ الزوج عشيقة ، أو اتخذت الزوجة عشيقاً ، فلا شك أن ذلك سيدمر الأسرة ويشتتها.
4.
الحماية من الأمراض ، التي هي عقوبة ربانية على انتشار تلك الفاحشة ، ولا يخفى ما تعانيه كثير من الشعوب الإباحية من أمراضٍ خطيرة ، كالزهري والسيلان ، والإيدز الذي أفنى ملايين الناس ، وما يزال الملايين مصابين به ، ففي عام 1427 هجري ، الموافق 2006 م بلغ عدد المصابين بهذا المرض : 45 مليوناً ، وقد مات بسببه : 20 مليوناً، وحوالي 301 مليوناً نتيجة لأسباب مرتبطة بذلك المرض.
ويعتبر الإيدز السبب الرئيس للوفاة في أفريقيا ، والسبب الرابع للوفاة على مستوى العالم.
فأي عاقل يرضى بانتشار هذه الأمراض في المجتمعات؟ وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا ، إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا).
رواه ابن ماجه ( 4019 ) ، وحسنه الألباني في " صحيح ابن ماجه ".
وقد وقع ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم.
5.
المحافظة على كرامة المرأة ؛ فإن إباحة الزنا يعني سلب المرأة كرامتها ، وجعلها سلعة مهانة ، والإسلام جاء لإكرام الناس ، وبخاصة المرأة ، بعد أن كانت في الجاهلية متاعاً يورَث ، ومحلاًّ للإهانة والتحقير.
6.
المنع من انتشار الجرائم ، فالزنا من أسباب انتشار جرائم القتل وكثرتها ، فقد يقتل الزوج زوجته وعشيقها ، وقد يقتل الزاني زوج معشوقته أو من ينازعه عليها ، وقد تقتل المرأة من زنى بها ، إن كان قد زنا بها بالإكراه مثلاً.
قال ابن القيم – رحمه الله - : "ولمَّا كانت مفسدة الزنا من أعظم المفاسد ، وهي منافية لمصلحة نظام العالم في حفظ الأنساب ، وحماية الفروج ، وصيانة الحرمات ، وتوقي ما يوقع أعظم العداوة والبغضاء بين الناس ، من إفساد كل منهم امرأة صاحبه ، وبنته ، وأخته ، وأمه ، وفي ذلك خراب العالم : كانت تلي مفسدة القتل في الكبَر ، ولهذا قرنها الله سبحانه بها في كتابه ، ورسوله صلى الله عليه وسلم في سننه ، قال الإمام أحمد : " ولا أعلم بعد قتل النفس شيئاً أعظم من الزنا " ، وقد أكد سبحانه حرمته بقوله : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاما * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيما) الفرقان/68-70.
فقرنَ الزنا بالشرك ، وقتل النفس ، وجعل جزاء ذلك : الخلود في النار في العذاب المضاعف المهين ، ما لم يرفع العبد موجب ذلك بالتوبة ، والإيمان ، والعمل الصالح ، وقد قال تعالى : ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) ، فأخبر عن فُحشه في نفسه ، وهو القبيح الذي قد تناهى قبحه حتى استقر فحشه في العقول ، حتى عند كثير من الحيوانات" انتهى.
" الجواب الكافي " ( ص 105 ).
والله الموفق.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | لمن تنتقل أموال القصر بعد وفاة أبيهم- سؤال وجواب | أيام مكروه صيامها. وحكم صوم يوم رأس السنة الهجرية
- سؤال وجواب | حكم سؤال الناس لتمويل مشروع
- سؤال وجواب | صيام سكان البلاد القريبة من القطب الشمالي
- سؤال وجواب | بيان خطر مانع الزكاة
- سؤال وجواب | ضوابط التصدق على الكافر
- سؤال وجواب | هبة ثواب كفالة اليتيم للغير
- سؤال وجواب | التصدق على الأسرة الملتزمة بالدين والصلاة
- سؤال وجواب | أهمية استئصال الورم عند تعذر الجزم بسلامته
- سؤال وجواب | متعلقة بخطيبي لكني خائفة أن يعود لفعلته ويخونني!
- سؤال وجواب | حكم بيع زكاة الغنم لتوزيعها على الفقراء
- سؤال وجواب | أعاني من الإحباط وأكثر من التأجيل، ما العلاج برأيكم؟
- سؤال وجواب | حكم تبرع المسلم بجثته لغرض التعليم
- سؤال وجواب | أعاني من الهم والغم بعد أن رُفض طلبي كمعيد، فما توجيهكم؟
- سؤال وجواب | حبة حمراء مؤلمة على الفخذ، ما تشخيصها؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا