كثيرا ما يحدث حوار في الدين بيني وبين أهلي (خاصة أبي) وينتهي بأن يعلو صوتي عن الحد الذي كنت أتكلم به، ولكنّي أشهد الله أن هذا لم يكن سوء أدب مني، ولكن قولهم يستفزني كثيرا، فلا أحس بصوتي وهو عال، فهم يقولون أشياء غريبة جدا مثل أنهم مثلا لا يؤمنون بكفر النصارى، وتصديق بعض الجهال الذين يقولون بأن البخاري فيه أحاديث ضعيفة، وأن حلق اللحية مثلا ليس من الدين، أو مثلا أن هيئة ما تمنع إعفاء اللحية، فأقول لهم إن هذا ضد الدين، فيقولون لي إني لا أفهم شيئا؛ مما سبب لي الكثير من الاضطراب النفسي، والإحساس بأني في حرب يومية في الدين، كل يوم على مسألة ما..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فجزاك الله خيرا على حرصك على التمسك بالدين، وهداية أهلك إلى الهدي القويم، ولا شك في أن المتمسك بدينه لا يعتبر متشددا التشدد المذموم، وقد سبق لنا بيان ماهية التشدد المذموم بالفتوى رقم:
واستفزازهما لك لا يسوغ رفع الصوت عليهما.
فالواجب عليك التوبة واستسماح والديك.
وراجعي الفتوى رقم:
ويبدو أن والديك يعيشان جهلا، ويقلدان غيرهما في دينهما على غير بصيرة، فنوصي بالدعاء لهما والرفق بهما، وتعليمهما أمور دينهما، ولا يلزم أن يكون ذلك منك مباشرة، بل يمكنك أن تسلطي عليهما بعض الفضلاء ممن ترجين أن يقبلا قوله، أو أن تسمعيهما شيئا من المحاضرات ونحو ذلك من طريق غير مباشر.
وعليك بالاستمرار في النصح ما رجوت نفعه، فإن خشيت أن يؤدي النصح إلى عكس المقصود منه، فالأفضل تركه، وتحين الوقت المناسب لنفعه، وللفائدة يمكنك الاطلاع على الفتويين:
اهـ.
وبالنسبة لمسألة كفر النصارى، فقد سبق لنا توضيحها بالفتوى رقم: