السلام عليكم لدي أسئلة عن أزمة منتصف العمر: - هل يعي الشخص أنه في أزمة؟ - إذا قام الرجل بعلاقة مع امرأة كم مرة هل يمكن يكررها؟ - هل مشاعره للطرف الثالث حب حقيقي أم نزوة؟ - لماذا يخفي الزوج علاقاته عن زوجته؟ - هل يتوقف الزوج عن علاقاته إذا أشبعته زوجته أم يتمادى لعوامل أخرى؟ - علاقات الزوج في هذه المرحلة هل تعتبر خيانة؟ - هل يندم الزوج بعد هذه العلاقات؟ - ماذا تفعل الزوجة حتى تمر الأزمة؟ - لماذا يكون رومانسياً وسخياً جداً بالكلام الحلو والغزل مع الأخرى، ويحرم الزوجة من هذا الشعور الجميل؟ أرجوا الإجابة، وشكرا لتفهمكم...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ أم وليد حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

لا يبدو من خلال مجموعة الأسئلة هذه أن الموضوع متعلق بما يسمى "أزمة منتصف العمر"، بقدر ما هو متعلق بالخيانة الزوجية، لذلك دعينا لا ندخل في موضوع أزمة منتصف العمر لأن أمرها مختلف فيه، وهو على كل الأحوال لا يبرر الخيانة الزوجية بحال من الأحوال! الخيانة الزوجية من اسمها هي خيانة زوجية، وهي خيانة أصلاً مع الله تعالى في ارتكاب هذه العلاقة الحرام.

وسوف أجيب على كل هذه الأسئلة ولو باختصار لكثرتها: - إذا قام الرجل بعلاقة مع امرأة كم مرة هل يمكن يكررها؟ يمكن للرجل -وكذلك للمرأة وإن كانت الخيانة الزوجية عندها بنسبة أقل بكثير-، يمكن أن يكررها عدة مرات، وليس بالضرورة أن يفعلها مرة واحدة.

- هل مشاعره للطرف الثالث حب حقيقي أم نزوة؟ من الرجال من يخون زوجته وبحب حقيقي للطرف الثالث، ومنهم من تكون مجرد نزوة وهو الأغلب.

- لماذا يخفي الزوج علاقاته عن زوجته؟ وهل تريدينه أن يصارح زوجته بأنه قد خانها؟ ومن يفخر بالخيانة؟ ومهما كان نوع الخيانة! - هل يتوقف الزوج إذا أشبعته زوجته، أم يتمادى لعوامل أخرى؟ من الرجال من تستطيع زوجته تحصينه فلا يتطلع لغير زوجته، وهذا حال أغلب الرجال، المسلمون على الأقل، ومنهم مهما فعلت زوجته، فهو يمكن أن يقوم بخيانتها، وعلى كل الأحوال يجب أن لا تشعر المرأة بالذنب، وأنها كانت وراء خيانة زوجها لها، إلا في الحالات النادرة.

- علاقات الزوج في هذه المرحلة هل تعتبر خيانة؟ أي علاقة يقيمها الزوج مع امرأة غير زوجته عبارة عن خيانة زوجية، وبغض النظر فيما إذا كانت هناك أزمة منتصف العمر أو لا، ويبدو أن هناك فهم خاطئ منتشر، من أن الرجل عندما ينتصف به العمر فقد يقوم بسلوك وتصرفات هو غير مسؤول عنها، وليس هذا صحيحاً، فالإنسان مسؤول عن تصرفاته، إلا إذا أصابه مرض أخرجه من نطاق المسؤولية القانونية والشرعية، وهذا بعيد كل البعد عما يسمى أزمة منتصف العمر.

- هل يندم الزوج بعد هذه العلاقات؟ نعم من الأزواج من يندم بعد هكذا خيانة زوجية، ويتوب إلى ربه، ومنهم من لا يندم ولا يتوب وربما يكرر ما فعله! - ماذا تفعل الزوجة حتى تمر الأزمة؟ أمامها هنا طريقان، الإصلاح إذا ما ندم الزوج وتاب إلى الله ، وبذلك تحافظ الزوجة على زوجها وأسرتها، وإما غير هذا من اللجوء للطريق الآخر، وبحسب ظروفها النفسية والأسرية والاجتماعية وغيرها، وربما عليها أن تستشير أحداً قريب منها، ممن تثق في خبرته وحكمته.

- لماذا يكون رومانسياً وسخياً جداً بالكلام الحلو والغزل مع الأخرى، ويحرم الزوجة من هذا الشعور الجميل ؟ مع الأسف يمكن للرجل أن يكون بهذا الشكل، حيث يحرم زوجته من عطفه وحنانه بينما يجيدهما مع غيرها! ويحصل هذا في حال الخلافات الزوجية، وسوء العلاقة بينهما.

ومهما كانت ظروف ودواعي سؤالك، فأرجو أن لا تنظري للخيانة الزوجية على أنها سلوك خارج عن مسؤولية الرجل، وإنما تعاملي مع الأمر على أن الرجل في كامل المسؤولية.

أصلح الله حالنا، وهدانا للصواب في الفكر والقول والعمل..