لقد كنت أقرأ ردكم على هذا السؤال عن الحياة البرزخية:
إذ لم يهتز عرش الرحمن لموت أحد)، على العموم سؤالي هو كيف أفرق بين التعارض (إن وجد) في الحديثين؟هل فعلا أن الجميع سيضمه القبر أو يضغطه، فإن كان مؤمنا يفرج عليه بعدها، إذ إنه لوهلة تفهم من الحديث الأخير عن سعد أن هذه الضمة ليست كما يقال إنها ضمة اشتياق، هذا ما يفهم من سياق الحديث، ولو كانت كذلك لكن سياق الحديث يختلف في الله جة والنبرة والموضع، فكيف أفرق بينهما؟ وجزاكم الله خيراً..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:فلا تعارض بين كون المؤمن يوسع له في قبره بعد سؤاله فيه، وبين ما يناله أول نزوله القبر من الضم، قال السفاريني في لوامع الأنوار: قال أبو القاسم السعدي: والفرق بين المسلم والكافر في ضمة القبر دوامها للكافر، وحصول هذه الحالة للمؤمن في أول نزوله إلى قبره ثم يعود الانفساح له فيه.
قال: والمراد بضغطة القبر التقاء جانبيه على جسد الميت.
انتهى.
وقد سبق لنا تفصيل جواب الإشكال على حديث ضم القبر لسعد بن معاذ رضي الله عنه، وذلك في الفتوى رقم:
بل قد بلغ حد التواتر.
قال الكتاني في نظم المتناثر: أورده في الأزهار من حديث جابر وأنس وأسيد بن حضير وابن عمر ومعيقيب وأبي سعيد، ستة أنفس (قلت) ورد أيضاً من حديث عائشة وحذيفة وعاصم بن عمر بن قتادة عن جدته رميثة، وذكر ابن عبد البر أنه روى من وجوه كثيرة متواترة، وفي شرح المواهب: ثبت عن عشرة من الصحابة أو أكثر وقال ابن عبد البر: هو ثابت اللفظ من طرق متواترة.
وفي جمع الوسائل في شرح الشمائل لعلي القاري: جاء حديث اهتز العرش لموت سعد عن عشرة من الصحابة، وقال الحاكم: الأحاديث المصرحة باهتزاز عرش الرحمن مخرجة في الصحيحين وليس لمعارضها ذكر في الصحيح.
وممن صرح بتواتره أيضاً المناوي في شرح الجامع.
وذكر ذلك أيضاً الذهبي في السير ونقله السخاوي في فتح المغيث.والله أعلم..